يوفال شطاينتس:
حكومة الأسد ربما لا تبقى فحسب بل وربما تستعيد أراضي من مقاتلي المعارضة
كنت أفكر دائما في أن اليد العليا ربما كانت في النهاية للأسد بدعم قوي من إيران وحزب الله
قال وزير المخابرات الإسرائيلي، يوفال شطاينتس، اليوم الاثنين إن "الغلبة في الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من عامين ربما كانت من نصيب الرئيس بشار الأسد المدعوم من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية". وعلى الرغم من أن أعضاء آخرين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سرعان ما تنصلوا من هذا الرأي فإنه يعكس الصعوبات التي تواجه اسرائيل والدول الغربية في التكهن بمصير سوريا.
من اليمين: نتنياهو وشطاينتس
وسئل يوفال شطاينتس، وزير الشؤون الدولية والاستراتيجية والمخابرات، خلال إفادة مع صحافيين أجانب عما إذا كانت النجاحات التي حققتها قوات الأسد في الآونة الأخيرة في مواجهة مقاتلي المعارضة إيذانا بانتصار الزعيم السوري، فقال: "كنت أفكر دائما في أن اليد العليا ربما كانت في النهاية للأسد بدعم قوي من إيران وحزب الله". وأضاف: "أعتقد أن هذا ممكن وكنت أعتقد منذ فترة طويلة أن هذا ممكن". شطاينتس ليس عضوا في الحكومة الأمنية المصغرة لكنه على علم بأحدث المعلومات المخابراتية وله كلمة مسموعة لدى نتنياهو. وقال: "إن حكومة الأسد ربما لا تبقى فحسب بل وربما تستعيد أراضي من مقاتلي المعارضة". ورفض الإدلاء بمزيد من التصريحات بشأن احتمال انتصار الأسد مستشهدا بسياسة اسرائيل المعلنة في عدم التدخل في شؤون سوريا.
معلومات خاطئة!
ولقيت تصريحات شطاينتس فتورا لدى وزارتي الدفاع والخارجية. وقال دبلوماسي اسرائيلي طلب عدم نشر اسمه: "هذا موقف شطاينتس الشخصي بناء على ما بلغه من معلومات.. أو بالأحرى فلنقل معلومات خاطئة". وقال مارك ريجيف الناطق باسم نتنياهو، إن "شطاينتس كان يتحدث عن نفسه وإن الحكومة الاسرائيلية ليس لها موقف رسمي بشأن احتمالات مصير الأسد". وفي حزيران (يونيو)2011 بعد ثلاثة أشهر فقط من بدء الإنتفاضة السورية بإحتجاجات سلمية توقع وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الحين إيهود باراك سقوط الأسد "خلال أسابيع". وبعد شهور، وبعد تحول الإنتفاضة إلى صراع مسلح قال مسؤول اسرائيلي رفيع إن "باراك كان يحاول التعجيل بالأمر وتشجيع خصوم الأسد على الإسراع بالإطاحة به، وهي نتيجة كانت تعتبرها اسرائيل حتمية في ذلك الوقت. لكن حكومة نتنياهو الحالية تبدو أكثر حذرا نظرا للاستقرار الذي اتسمت به جبهة هضبة الجولان طوال 40 عاما من حكم عائلة الأسد".
تفوق القوة العسكرية الإسرائيلية
ولا تريد اسرائيل حدوث فوضى في سوريا خاصة في ظل تقديراتها بأن "واحدا من كل عشرة مقاتلين مناهضين للأسد من الإسلاميين المتشددين". ويقول مسؤولون حكوميون أيضاً في أحاديث خاصة إنهم "حثوا نظراءهم الغربيين على التفكير بحرص في أي مساعدات يقدمونها لمقاتلي المعارضة السوريين حتى لا تستخدم الأسلحة في نهاية الأمر ضد اسرائيل". ونفذت اسرائيل ثلاث غارات جوية على الأقل على مواقع سورية وصفتها مصادر مخابراتية بأنها "تضم أسلحة متقدمة كانت في طريقها إلى حزب الله". وأطلقت القوات الإسرائيلية في هضبة الجولان النيران أحيانا ردا على نيران سورية عند اشتعال معارك بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة قرب المنطقة. وفي تلميح لتفوق القوة العسكرية الإسرائيلية قال شطاينتس: "من مصحلته الأسد ألا يستفزنا على نحو يدفعنا للتدخل".