الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 23:02

الملاحظات العشر في احداث 30 يونيو في مصر/ بقلم: ابراهيم خطيب

كل العرب
نُشر: 02/07/13 12:09,  حُتلن: 07:41

إبراهيم خطيب في مقاله:

من السيء بل ومن المعيب أن يكون هناك تحالفا بين فلول الحزب الوطني ومنتفعيه ومؤيدي مبارك ورفع صورته لجانب المعارضين في ميدان التحرير

الاسلاميون أثبتوا أنهم أفضل من بعض الليبرالين والعلمانيين في فهم قيمة الحرية والديموقراطية ويتجلى ذلك في سلميتهم ودعوتهم لاحترام ارادة الصندوق في جميع جولات الانتخابات والاستفتاءات التي كانت

مصر تحتاج لسنوات حتى يعاد بناؤها بشكل سليم بعد التخريب الذي قام به نظام مبارك وحتى لو كان الرئيس علمانيا فسيكون نفس الوضع السيء الذي سيحتاج أعوام لتحسينه وهذا يتطلب تعاون شعبي وحكومي عام

إن ما يحدث في مصر يهم كل العالم، وبالخصوص العالمين العربي الاسلامي وذلك لموقع مصر الاستراتيجي ومكانتها العربية والافريقية والاسلامية والدولية ولأنها الدولة العربية الكبرى، والسبب الأهم لكون مصر مرت بثورة وتغيير يمكن أن يكون ملهماً للشعوب الأخرى. ولذلك فالأحداث الاخيرة في مصر استنفرت الجميع، وكان من صفّق وأيد المظاهرات المعارضة للدكتور محمد مرسي وبالمقابل من أيّد مرسي بشكل مطلق، وعليه وَجَب وضع الملاحظات التالية:
1- من الطبيعي جداً أن يكون معارضين ومؤيدين للرئيس محمد مرسي .. وهذا بحد ذاته مشهد رائع، يدل على تطور منظومة الرأي والرأي الاخر لحد معين وهذا ما لم يكن في عهد مبارك وغيره.

2- المشكلة في المشهد الحالي ليس معارضة مرسي وسياساته فهذا شرعي، بل هو المطلب بانتخابات رئاسية مبكرة والمطالبة بإسقاط الرئيس .. لكون أمر كهذا يمكن أن يكون سابقة في أن المتظاهرين في الشوارع ممكن أن يسقطوا رئيس منتخب بشرعية الصندوق، وبالتالي سيكون من المقبول لاحقاً أن يتظاهر الاسلاميون مثلاً ليسقطوا رئيس منتخب ليس منهم. وهذا يعني أنه لن يكون هناك نظام او منظومة سياسية ثابتة وإنما منظومة تجييش الشارع والاحتكام اليه وبالتالي اسقاط منظومة الدولة، فهل من الحكمة أن ترضى الفئات السياسية بذلك؟

3- من السيء بل ومن المعيب أن يكون هناك تحالفا بين فلول الحزب الوطني ومنتفعيه ومؤيدي مبارك ورفع صورته لجانب المعارضين في ميدان التحرير.
4- من الطبيعي ألا يكون هناك تغييرا في مصر وألا يحدث انقلاب للحالة والواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في غضون فترة قصيرة، فمصر تحتاج لسنوات حتى يعاد بناؤها بشكل سليم بعد التخريب الذي قام به نظام مبارك، وحتى لو كان الرئيس علمانيا فسيكون نفس الوضع السيء الذي سيحتاج أعوام لتحسينه وهذا يتطلب تعاون شعبي وحكومي عام.

الوضع الاقتصادي
5- على الرئيس مرسي وعلى الموالين له في مصر أن يعوا أن الوضع الاقتصادي الصعب والأمور الاقتصادية والمعيشية التي تلامس الناس هي ما تهم المواطنين المصريين بالدرجة الاولى ولهذا يمكن أن نرى هذا الحنق على الرئيس وهذا طبيعي أن يكون،على الرغم من التقدم في هذا الاتجاه ، كما أنه من الطبيعي أن يكون الوضع الاقتصادي في هذه المرحلة صعب كذلك كما ذكرنا في النقطة السابقة وعلى الجميع محاولة تفهم كلا الأمرين.
6- يجب على المصريين الحرص على الوطن ومستقبله، لا على احراز مكاسب سياسية فئوية او شخصية، ويجب أن يكون ذلك من خلال حوار وطني جاد يعلي من قيمة الوطن والمواطن وهذا ما أخطأت فيه المعارضة برفضها الدائم للحوار.
7- أثبت الاسلاميون أنهم أفضل من بعض الليبرالين والعلمانيين في فهم قيمة الحرية والديموقراطية، ويتجلى ذلك في سلميتهم ودعوتهم لاحترام ارادة الصندوق في جميع جولات الانتخابات والاستفتاءات التي كانت.
8- البلطجة والعنف واضحة في كثير من انحاء مصر وكل ضحاياها هم من الاخوان المسلمين .. وهذا له دلالات عميقة .. على حرص الاخوان على عدم الرد والانجرار للعنف بالإضافة لسعي بعض الاطراف لبث الفوضى والعنف في مصر.
9- كل الاحترام للرئيس محمد مرسي في تعامله مع المظاهرات والسعي لتأمينها.. حتى وهي تطالب بإسقاطه .. وهذا واجبه ويبدو أنه يقوم به كما يجب، ولكن يبدو أن الداخلية والجيش يتقاعسان بالمقابل عن حماية مقرات ومراكز الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة.
10- خطورة المظاهرات على مرسي تكمن في استمرارها كاعتصامات مفتوحة طويلة في ميدان التحرير وأماكن اخرى .. هذا الأمر من الصعب أن يكون ولكن إن تم .. فسيكون واقعاً صعباً..
في النهاية يجب التأكيد أن المعارضة ورفعها للسقف بهذه الدرجة سيصعّب عليها النزول عن الشجرة وهذا ممكن أن يجر مصر لمشاكل أخرى واستمرار الواقع الصعب، ولكن نأمل أن يكون هناك تحكيما للعقل ومصلحة الوطن وتغليب الحوار الوطني الجاد لبناء الوطن فمصر أكبر من أي فصيل.. وأخيراً حفظ الله مصر.
 

الكاتب باحث سياسي في مركز الدراسات المعاصرة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة

.