حضر الحفل عدد كبير من الشخصيات البارزة وعضوا الكنيست محمد بركة وحنا سويد وسكرتير الجبهة ايمن عودة ورئيس مجلس عرابة عمر نصار والقائم باعماله نزار كناعنة ورئيس مجلس كابول حسن بقاعي وعدد من اعضاء مجلس كابول وشخصيات دينية وكبار الكتاب والأدباء والشعراء
الأديب محمد علي طه:
بالنسبة لي اللغة قضية قومية ووطنية أكثر من مادة أولية في الإبداع
احتفل اهل عرابة والمنطقة بتكريم الاديب الكبير محمد علي طه في مركز محمود درويش الثقافي تحت رعاية مجلس عرابة المحلي والمكتبة العامة ومركز محمود درويش، وحضر الحفل عدد كبير من الشخصيات البارزة وعضوا الكنيست محمد بركة وحنا سويد وسكرتير الجبهة ايمن عودة، ورئيس مجلس عرابة عمر نصار والقائم باعماله نزار كناعنة ورئيس مجلس كابول حسن بقاعي وعدد من اعضاء مجلس كابول وشخصيات دينية وكبار الكتاب والأدباء والشعراء.
افتتح حفل التكريم عضو المجلس المحلي احمد الصح وكان في البرنامج العديد من الفقرات والكلمات منها كلمة لرئيس المجلس المحلي الاستاذ عمر نصار وكلمة للبروفيسور فاروق مواسي والأديب نبيه القاسم وقراءة لبرقية من الاديب يحي يخلف ومقطع من مسرحية للفنان حسن طه وكلمة للأديب محمود شقير وتحية لسميح القاسم وقراءة لقصة العنبرة وكلمة للأديب المحتفى به محمد علي طه، كما وصل برقيات عديدة منها برقية من الشاعر محمود الصح ابن القرية والمتواجد في برلين وبرقية من مجلة الاصلاح ومفيد صيداوي واختتم حفل التكريم بنشيد بلادي بلادي شارك فيه الجمهور بحماسة وفي النهاية عبر العديد من الشخصيات عن اعجابهم وتقديرهم لحفل التكريم ولنوعية التنظيم وللفقرات الممتعة والشيقة التي تخللت البرنامج. أما عضو المجلس المحلي احمد الصح ابو شادي قال في افتتاحية الحفل: "كرمتك فلسطين أجمل تكريم ومحبوك وعارفي فضلك يا أبو علي أتوا من ضلوع الوطن ليشاركوا أهل عرابة وأهل ميعار ويدعونك للحب بزغاريد الفرح مرحبين بك، أهلاً بك يا فارس الكلمة والشعار، أهلا بك يا ابن عرابة وابن ميعار".
مشروع وطني
أما المربي فريد نصار عريف الحفل فقال: "أحرص على أصدقائي وأكون وفياً لهم، صادقاً معهم، أتيت اليوم لأخسر صديقاً، فخسارة الصديق مثل خسارة عضو من الجسد، علمتني أن أحترم جميع الديانات وأن لا أناقش أحد في دينه". والمربي عمر نصار رئيس المجلس المحلي قال:" يدرج هذا الإحتفال وهذه الأمسية ضمن مشروع وطني، رسمناه لأنفسنا قبل أربع سنوات بالتمام والكمال، افتتحنا هذا المركز الكبير، والأكبر في منطقة الشمال، وقبل أربع سنوات اطلقنا عليه بشرف كبير اسم محمود درويش ليكون للاسم أكثر من معنى ،وقبل أربع سنوات وضعنا أمام أنفسنا برنامجاً لرد بعض من الجميل للشخصيات التي تركت بصمات في تاريخ شعبنها ومجتمعها وأمتها والبشرية جميعاً، في هذا المكان تم خلال هذه السنوات تكريم العشرات من أبناء شعبنا ووطنا، تم تكريم رموز وأعلام في مختلف مجالات العمل والفكر والإبداع، ضمن هذا السياق يأتي اليوم تكريم أديبنا الكبير محمد علي طه، وربما لم يسبق في حفل من الحفلات التي نظمها هذا المركز، أن تميز بهذا الحضور النوعي من ذواتي الأدب والشعر والتاريخ والسياسة بل من كتاب الأدب والشعر، وعليه فإنني في حضرة هؤلاء جميعاً لا أدري ماذا عساي أقول ومع ذلك سأحاول جهدي أن أقول بضع كلمات يستحقها المحتفى به ويستحقها من عاصره ومن واكبه ومن كتب الى جنبه من كتاب وشعراء. في هذه الساعات تحديداً يغيّر وجه التاريخ في المنطقة وفي هذه الشهور والسنوات تحديداً يكتب تاريخ المنطقة من جديد، وأعتقد أن هذا لم يكن ليتأتى لولا تغلب شعوب المنطقة على الخوف الذي حاصرنا عقوداً طويلة فظلت تعاني القمع والكبت. اما الكاتب والشاعر البروفيسور فاروق مواسي فقال:" زي العسل زي العسل، لا مش زي العسل، وكل هذه الأغاني التي كنا نرددها، ثم توالت زياراتنا فيما بيننا بل رسائلنا، هذه الرسائل التي كان يختمها أبو علي بـ (أخوك الى الأبد) وأنا عندما أتصفحها أجده خط كتباً وقصصاً وطرح موضوعات كثيرة بشكل عجيب غريب، وكان أبو علي دائماً يحفّز على القراءة، من اللقاءات الأولى، استغرب وفوجئ أبو علي عندما استقبله عشر رجال أو أكثر ، لم يتخيل ذلك وخصوصاً انه في مقتبل العمر، جلسنا على الفراش، وقلت لهم "مرحبا" فقالوا أهلاً وسهلاً ، فعدت أقول من جديد مرحبا حتى المرة الثالثة وهم يردون، لأصدق وأتأكد انني في الحقيقة وليس في حلم، هذه صورة من صور الشباب الأول، وأنا من أقدم من عرف أبو علي هنا، فأنا أعرفه من أكثر من نصف المائة عام".
أمسيات شعرية وأدبية وقصصية
الناقد الاديب نبيه القاسم قال: "محمد علي طه صديقاً عزيزاً مضت على صداقتنا أكثر من أربعة عقود، وأقول وبصدق، أن الصداقات في هذا العمر الطويل قد تتغير، ولكن صداقة محمد علي طه فكانت دائماً في حالة تجلي وزيادة وتقوية، وهذا يدل على الأصالة التي يتحلى بها والصدق الذي يتميز به بعيداً عن كثير من الناس، وعندما أتذكر الأيام الأولى التي تعرفت فيها على أبي علي ،أيضاً أستعيد أيام الشباب الجميل، عندما كنا نشارك في أكثر من مناسبة وأكثر من أمسية أدبية من شمال البلاد الى جنوبها ، وهذه الحشود الكبيرة التي كانت تلتقي لتستمع الينا في أمسيات شعرية وأدبية وقصصية، ولكن هذا لا يعطي المناسبة حقها وأن أستعيد بعض الأمور المهمة التي يجب على أجيالنا الشابة الذين لم يقرؤوا ما كتبه أبو علي ولم يقرؤوا القصص الجميلة التي كتبها أبو علي في العقود الأربعة الماضية حتى يعرفوا من هذا الشخص الذي يكرمه مجلس عرابة وأهل عرابة، ومن الذي يحضر اليه كل هذا الحضور الكريم ليكرموه، فليعرفوا أن أمامهم علماً من أعلام بلادنا، وأديباً مناضلاً". أما الكاتب محمود شقر قال:" لا يغيب عن البال أن محمد علي طه ملتزم، لأنه لا يكتفي بالجلوس في مكتبه كي يصف معاناة شعبه الطويلة من الغزوة الصهيونية، كي يعبر عن نبض الفلسطينيين وهمومهم، بل هو حاضر باستمرار في المسيرات والاعتصامات الجماهيرية وفي المناسبات الوطنية مؤكداً بذلك تطابق قوله مع فعله، وتناغم كتاباته الأدبية والسياسية مع ممارساته العملية في الحياة، وهذا سبب من أسباب قدرته على استشفاف مشاعر الناس والتعبير عن قضاياهم بيسر".
اللغة العربية
والمحتفى به محمد علي طه: "المسيرة التي اخترتها جبلية وشاقة، وان هذا الدرب فيه الشوك والزجاج والأنياب الزرقاء والذئاب مثلما فيه الندى والعشب الأخضر والعنادل والمشمش البلدي، وسرت فيه متزوداً بحبي لشعبي وبعشقي لوطني، ومتعمداً ببقاع الجليل الذي حمله سيدنا آدم براحته خِفيةً وعندما قاده الله من الجنة. أنا لا أملك سوى قلمي وأوراقي وتفاحة صغيرة في صدري مليئة بالحب والإيمان، أنا من جيل رضع الحرمان، وتغذى بالجوع عندما سرق الغزاة طفولته، لن أغفر أبداً للذين نهبوا كتابي الأول ودفتري الأول وقلمي الرصاصي الأول، هؤلاء الذين سلبوني طابتي الملونة التي اشتراها لي أبي من المدينة. أنا مخلص للغة والتي بالنسبة لي اللغة قضية قومية ووطنية أكثر من مادة أولية في الإبداع، خمسون عاماً وأنا أحوك الكلمات لأزرع شدة أمل في صدر طفل من شعره، سوف أكتب وأكتب احتراماً وعشقاً لذلك الدفتر الذي نهبه البرابرة وتحديداً وفاءً لذلك القلم الذي خصه الله في كتابه وتعويضاً عن ذلك الكتاب الجميل الذي وهبني اياه المعلم الفلسطيني خليل السكاكيني. أنا يا رفاق ويا اخوة لست اقليمياً، أحب ميعار ولكن هذا الحب لا يقيدني ولا يكبلني ولا يحول المكان الجميل الى ما اعتقده الآخرين، جميع المدن في هذه البلاد مدينتي، وجميع القرى في هذه البلاد قريتي، أنا نصراوي وغزي ونابلسي ومقدسي مثلما أنا طيراوي وعرابي وسخنيني وصفوري، هذا الوطن لي وهذه البلدان لي والأهل لي، ولكن اسمحوا لي أن أكشف لكم شيئاً، انا أشعر في هذه الأيام بقلق ممزوج بالألم، يقلقني ازدياد العنف في مجتمعنا العربي في البلاد، فهو سرطان ومرض خبيث وهو هدية نقدمها للعنصرية ودعاة ترانسفيرات، يقلقني الانقسام الفلسطيني وهو خير هدية قدمها الظلاميون للحركة الصهوينية منذ وعد بلفور". هذا وشكر الكاتب محمد علي طه رئيس واعضاء مجلس عرابة وجميع من شارك بالحفل ومؤكدا ان ذلك يزيده قوة وعنفواناً للاستمرار بمسيرته الادبية.