الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 05:02

النّجاح والسُّقوط وخليط من الحظ والقدر /بقلم:نانسي مزاوي شحوك

كل العرب
نُشر: 08/07/13 10:13,  حُتلن: 11:41

نانسي شحوك في مقالها:

بالنسبة للفَرد الفاشل دون كِدٍّ وعناء أو حتى دون مُحاولة أو اجتهاد للوُصول فبِحَوزتنا له حديثٌ آخر وربّما تُعجب به يَد القدَر ذات يوم وتَنتشلُهُ إلى أعلى القِمم!

لا يجب أن ننسى أن الفاشِل يَستَحقُّ منا جُلَّ الإهتمامِ والتّحفيز والدّعم...خصوصاً إذا كان يستحق النّجاح وأمر وُصوله مُحتّم عاجلاً أم آجلاً تحدّياً لسوء الحظ واستهزاء القَدر

هل لِلحّظِّ دَورٌ فَتّاك في النّجاح أوَهل لِلقَدَرِ يَدٌ فعّالة في تسيير الأُمور؟ أم أنّه بالمثابرة والتّضحية يَحصُدُ "كُلُّ" إنسانٍ ما شاء من انتِصاراتٍ وأهداف يسعى إلَيها طوال الوَقت؟

شتّان ما بين الكلمتين في المضمون الحرفي اللّغوي...وسيّان بينهما في اشتراك لُعبة الحظ والقَدَر!! كَنَسمَةٍ ربيعيّة مُنعِشة يَستَنشِق المرءُ منا أروَعَ لحظاتِ نجاحِهِ وَوُصولِه للهَدف المَنشود، وَكَرائحة غير مُحبّبة يَكتنفها الغُموض يَختَنُقُ بها الفَرد لحظة سُقوطٍ حادّة تَنتج عن فشلٍ نسبيّ، يُسيء أحياناً إلى سُمعة الفاشِل لِتَجرَح له كرامتَه وتجعل لونَه يُمْتَقَع باليأس والتّذمُّر المَرير.
وَيَتَكَرّر السُّؤال المُتَهامَس به بين آذان النّاس: "هل لِلحّظِّ دَورٌ فَتّاك في النّجاح أوَهل لِلقَدَرِ يَدٌ فعّالة في تسيير الأُمور؟ أم أنّه بالمثابرة والتّضحية يَحصُدُ "كُلُّ" إنسانٍ ما شاء من انتِصاراتٍ وأهداف يسعى إلَيها طوال الوَقت؟ أو هل للحالتَين عامِل مُشتَرك ساطِع في تَقَدُّم الأشياء، ويَبقى سوء الحَظ هو الدُّخان الأسوَد المُتَوَهّج كالضّباب أمام المَرء الفاشِل؟

أثمن النجاحات

شُعور الأنسان النّاجح يَفوحُ عِطرُهُ كرَحيق البرقوق الأحمر في فصل الربيع وهذا النّوع من العُطور من أثمن النجاحات التي تلتَفّ ببصماتها حول هواء النّاجِح، الذي يَتَحوّل أحياناً إلى فَخرِ واعتزاز، ورُبّما يَنقَلِبُ إلى كبرياءٍ وتعالٍ، مع أنّنا نُدرك أنّ نجاح المرء يُحقّقه لِذاتِه أوّلاً، لتَجسيد أحلامِه، ولا يَنبغي أن يَستغلّه كَسلاح لِهتك مَشاعِر الآخرين...فَكم بِالحريّ لو كان نجاحُه مُجَرّد ذبذباتِ حظٍّ أمطَرت بها سماءُ القَدَرِ عليه، لِيشمت بها على الفاشل الذي على الأغلب أهدرَ مُعظم طاقاتِه لتحقيق الهدف الذي أصاب وبالخطأ هدفاً مُعاكِساً!
هل بِتنا نَعتَبِر أنّ "الحظ" هو العامِل الأساسي لارتقاء المرء الى السّماء أو الى تَدنّيه لأسفل الهاوية؟ فنحن لا يجب أن ننسى أن الفاشِل يَستَحقُّ منا جُلَّ الإهتمامِ والتّحفيز والدّعم...خصوصاً إذا كان يستحق النّجاح وأمر وُصوله مُحتّم عاجلاً أم آجلاً تحدّياً لسوء الحظ واستهزاء القَدر!
فإنّ مُبَعثرات الفَشَل تَحصُر المَرء في زاوِيةٍ حادّة وخانِقة، تَتَسَبّب لِحياتِه بالقَلقِ أحياناً، مَشوباً بِشُعور التّدنّي غير المُقيّم، خاصة إذا كانت مُثابرته هي الدّافع الأقوى لنيَته الصافية بعدم الإستسلام والخُضوع، فيجب علينا الإتكال عليه أكثر ودَعمه بكثافة، لأنه من يملك تلك الدّوافع للوُصول من الخطأ أن نُصَنّفه في خانة الفَشل! رُبما في خانة الحظ السيئ والقَدر! وربما نجاحُه ما هو إلّا مسألة أيام وسنين مصير الأحلام بها أن تَتلوَن.

الفاشل دون كِدٍّ وعناء
أما بالنسبة للفَرد الفاشل دون كِدٍّ وعناء، أو حتى دون مُحاولة أو اجتهاد للوُصول، فبِحَوزتنا له حديثٌ آخر، وربّما تُعجب به يَد القدَر ذات يوم وتَنتشلُهُ إلى أعلى القِمم! فنُردّد حينها بأعلى صوتنا، مع رسمِ ابتسامةٍ خفيّةٍ تَحمِل بين طيّاتها سُخرية لذيذة: " يا لِعجب الزّمن...ويا لِمُفارقات الحياة...".
ولكن...تكَتّل العزيمة، مُضاعفة الإصرار، عدم التّنحّي والتّكثيف من الإجتهاد هم أسلك السُّبُل لرفع نسبة ضمان النجاح وتقدّم الموج إلى بر الأمان وعدم ارتطامِه بكثرة بالصّخور الصّلبة التي تُودّي للتّراجُع، مع خليطٍ من حُبيبات الحظ السّحرية والتي هي كفيلة بأن تحثّنا للدّوس على أول عتبة من عتبات النّجاح والتألُّق، الذين هُم عكس السّقوط والفّشل حيث نعتبرهم "سوء حظ" أن تعثّرنا مرّات ومرّات، ليَعود هو ذات مرة من جديد ليُحيّد دربنا عن تلك الصخور لنُعيد الكرّة والتّجربة دون كَلل أو مَلل.
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.