الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر:
إنني من خلال مسؤوليتي الدينية والوطنية أدعو الجميع إلى الوقف الفوري لكل ما من شأنه إسالة الدماء المصرية الزكية
الأزهر الشريف يهيب بجميع وسائل الإعلام المختلفة ضرورة القيام بالواجب الوطني في تحقيق المصالحة الوطنية ولم الشمل وتجنب كل ما من شأنه أن يثير الإحتقان أو يؤججه
أعلن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في بيان مسجل أذيع عبر التلفزيون المصري، "استنكاره وألمه الشديد لإراقة الدماء، الاثنين، بأحداث الحرس الجمهوري، وطالب بضرورة فتح تحقيق عاجل في الدماء التي سالت فجر اليوم وقبله، وإعلان نتائج التحقيق أولاً بأول على جماهير الشعب المصري، حتى تتضح الحقيقة ونوئد الفتنة في مهدها".
صورة من الأحداث الدامية في مصر
وفيما يلي نص البيان: "شعب مصر العريق، بعد استنكارانا وإدانتنا وتألم قلوبنا لهذه الدماء التي سالت فجر اليوم، فإن الأزهر الشريف يعزى أسر الشهداء و يواسى الجرحى والمصابين من أبناء مصر ويصارح القائمين على أمور هذا الوطن بالآتي:
- فتح تحقيق عاجل لكل الدماء التي سالت وإعلان النتائج أولاً بأول على الشعب المصري حتى تتضح الحقائق وتوأد الفتنة.
- تشكيل لجنة المصالحة الوطنية خلال يومين على الأكثر، حفاظا على الدماء، وإعطاؤها صلاحيات كاملة لتحقيق المصالحة الشاملة التي لا تقصي أحداً من أبناء الوطن، فالوطن ليس ملكاً لأحد وهو يسعُ الجميع".
تهديد بالإعتكاف
وأضاف البيان: "- الإعلان العاجل عن مدة الفترة الإنتقالية والتي ينبغي ألا تزيد عن ستة أشهر، والإعلان عن جدول زمني واضح ودقيق للإنتقال الديمقراطي المنشود الذي يحقق "وحدة المصريين وحقن دمائهم"، وهو الأمر الذي من أجله شاركتُ في حوار القوى والرموز الوطنية والسياسية.
- يهيب الأزهر الشريف بجميع وسائل الإعلام المختلفة ضرورة القيام بالواجب الوطني في تحقيق المصالحة الوطنية ولم الشمل وتجنب كل ما من شأنه أن يثير الإحتقان أو يؤججه.
- ويطالب الأزهر الشريف بإطلاق سراح جميع المحتجزين والمعتقلين السياسيين وإتاحة الفرصة لهم أن يعودوا إلى حياتهم العادية أمنيين مطمئنين. كما يؤكد على واجب الدولة في حماية المتظاهرين السلميين وتأمينهم وعدم الملاحقة السياسية لأي منهم.
- وأخيرا إذ أدعو كل الأطراف على الساحة المصرية لتحكيم صوت العقل والحكمة قبل فوات الأوان، فإنني من خلال مسؤوليتي الدينية والوطنية أدعو الجميع إلى الوقف الفوري لكل ما من شأنه إسالة الدماء المصرية الزكية، وأعلن للكافة أنني قد أجد نفسي مضطرا، في هذا الجو الذي تفوح فيه رائحة الدم، ولا يفارق ذهني فيه قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: "لزوال الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله عز و جل من إراقة دم مسلم بغير حق" أن أعتكف في بيتي حتى يتحمل الجميع مسؤوليته تجاه وقف نزيف الدم، منعا من جر البلاد إلى حرب أهلية طالما حذرنا من الوقوع فيها. حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء".