ألاعتذار الصادق النابع من القلب يمكن أن يحول الإحساس السلبي والمحبط إلى طاقة إيجابية جبارة من شأنها أن تنقل العلاقة مع الابن أو الابنة إلى مستوى جديد من التفاهم والتوافق سواء الفكري أو العاطفي.
الأب والأم ليسا معصومين من احتمال الخطأ في حق أحد أبنائهم، والأم على وجه خاص معرضة للخطأ في الاحتكاك بأطفالها بحكم أنها الأكثر تعاملاً معهم ومصاحبة لتفاصيل حياتهم اليومية، وليس معنى الوقوع في خطأ معين تجاه أحد الأبناء أن هذا يقلل من قيمة الأم ومكانتها، ولكن الضمانة الوحيدة لكي لا يؤثر هذا الخطأ على تلك المكانة هو عدم التردد في تقديم الاعتذار.
طاقة ايجابية
يجب على كل أم أن تتأكد من حقيقة أن الاعتذار الصادق النابع من القلب يمكن أن يحول الإحساس السلبي والمحبط إلى طاقة إيجابية جبارة من شأنها أن تنقل العلاقة مع الابن أو الابن إلى مستوى جديد من التفاهم والتوافق سواء الفكري أو العاطفي.
لاشك أنه ليس بالأمر السهل على أي أم أن تبادر بالاعتراف بينها وبين نفسها بأنها أخطأت في حق أحد أبنائها خاصة إذا كانوا في مرحلة المراهقة ولكن الاعتراف بالخطأ هو الخطوة الأولى والأصعب في طريق تقديم الاعتذار الذي ستكتشف الأم بعد فترة من تقديمه أنه كان يستحق بذل هذا الجهد.
وافقي على تحمل المسؤولية عن سلوكك الذي ارتكبتيه
ليس معنى أن الخطأ وقع في حق أحد أبنائك أن هذا يمنحك الحق في البحث لنفسك عن عذر ما مثل أن اليوم كان صعبا أو أنك تعانين من مشكلات مالية أو إجهاد أو أنك كنت في حالة شجار مع أحد أو أن الطقس العام يشعرك بالضغط، فكل هذه الأعذار معناها أنك لاتعترفين بالخطأ، وبدلا من ذلك لابد من الإعلان عن أنك بالفعل تفهمين ما وقعتي فيه وأنك لا تقرين ذلك ولا تجدين له أي عذر، وأعلني أنك مستعدة لتحمل مسؤولياتك ومواجهة النتائج والتداعيات.
اسألي ابنك عما يشعر به بعد هذا الخطأ الذي ارتكبتيه في حقه
حاولي تفهم كم كان لما فعلتيه تأثير سلبي على مشاعره وإحساسه، واتركي له الوقت الكافي لكي يعبر عن مشاعره واكتفي فقط بالاستماع ولا تقاطعيه أو تبدي الملاحظات، وكلما اعطيتي ابنك الفرصة للتعبير عن مدى جرحه كلما كان ذلك عاملا مساهما في تخفيف الألم.
قولي إنك آسفة
لا تستنكفي كأم أن تقولي عبارة الأسف فليس معنى أنك أنت الأم أن تتكبري على قول عبارة الأسف لابنك أو ابنتك، بل إن التلفظ بهذه العبارة يزيد من قدرك ومكانتك ويؤكد أنك إنسانة عالية القدر وأنك تتعاملين بدرجة كبيرة من المنطق والموضوعية وليست شخصيتك شخصية جامدة أو مغرورة والاعتراف بالخطأ لا يتحقق إلا بكلمة الأسف وتقديم الاعتذار وحاولي مع هذه الكلمة أن تكوني صادقة بحق في الإحساس بالذنب.
لا تستعجلي النتيجة
ليس معنى أنك تقدمت بالاعتذار وأنك قلتي إنك آسفة أن ابنك أو ابنتك لابد أن ينسى ما حدث على الفور، بل إك بهذا الاعتذار تكونين قد أكملتي الصورة التي كان يجب أن تتضح واتركي لابنك أو ابنتك المساحة الكافية من الوقت والتفكير حتى تكون هناك فرصة لإعادة تقييم الموقف ومحاولة التغلب على ما حدث وتجاوز هذا الأمر.