الأخبار المصرية:
الرئيس السابق محمد مرسي وحوالي 22 من أعوانه يتواجدون حاليا في أحد الأماكن الآمنة داخل نطاق القاهرة الكبري
اصطحاب مرسي وأعوانه في عدة سيارات من داخل دار الحرس الجمهوري الى استراحة رئاسية اخرى تقبع في منطقة عسكرية تحت حراسة الجيش
نقل مرسي وكبار معاونيه لمكان الاحتجاز فجر ليلة إلقاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي لبيان القوات المسلحة الذي تضمن عزل الرئيس السابق محمد مرسي
كان مرسي يحاول اخفاء ارتباكه وقلقه مع اقتراب اللحظات الحاسمة وانتهاء مهلة الجيش وطوال تلك الفترة كانت هناك محاولات للتواصل والتفاوض مع الرئيس المعزول من خلال وسطاء للفريق أول السيسي
انتابت مرسي حالة عصبية شديدة تحملها افراد الحرس الجمهوري وظلوا صامتين امامه ثم بدأوا الحديث معه بهدوء وأفهموه أنهم في مهمة معينة لحمايته في الأساس وطلبوا منه مساعدتهم لتنفيذ مهمتهم
مرسي لم يستوعب او يصدق ما جاء بالبيان وظل متأرجحا ما بين الشرود والابتسامة الى أن جاءه أفراد من الحرس الجمهوري دخلوا عليه المكتب الذي كان يمكث به وبدا عليه الارتباك الشديد وثار في وجه أفراد الحرس الجمهوري وظل يردد وبصوت عال "دي خيانة ومؤامرة"
تزايدت التساؤلات محلياً وعالمياً حول مصير الرئيس المعزول محمد مرسي، ومكان اقامته هل تم حجزه بأحد السجون؟ هل يتم التحقيق معه حاليا في اية قضايا أو بلاغات؟ وبحثت "الأخبار" المصرية على مدى الايام الماضية عن اجابات لا تساهم فقط في تحديد مصير الرئيس المعزول، بل ترصد ايضا قصة سقوطه واللحظات الأخيرة قبل اعلان الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والانتاج الحربي لبيان عزل مرسي استجابة للرغبة الشعبية العارمة، رصدنا من خلال مصادرنا الأمنية والعسكرية الرفيعة مكان احتجاز المعزول، أيضا أسرار اللحظات الأخيرة قبل سقوطه وبعدها.
وقد أكدت المصادر لـ"الأخبار" المصرية أن الرئيس السابق محمد مرسي وحوالي 22 من أعوانه يتواجدون حاليا في أحد الأماكن الآمنة داخل نطاق القاهرة الكبري، حيث يقيم مرسي في إحدى الاستراحات الرئاسية التي يشرف الجيش على حراستها وحمايتها، ويقيم 22 من كبار أعوانه ومستشاريه ومن أبرزهم ابنه الاكبر احمد وأيمن علي مستشاره الاعلامي والسفير محمد رفاعة الطهطاوي رئيس الديوان ومساعده للشؤون الخارجية عصام الحداد، وتم سحب الهواتف المحمولة من مرسي وكل المتواجدين معه.
حجز مرسي
وكشفت المصادر أنه تم نقل مرسي وكبار معاونيه لمكان الاحتجاز فجر ليلة إلقاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي لبيان القوات المسلحة الذي تضمن عزل الرئيس السابق محمد مرسي، حيث اتجهت له قوة وطلبت منه أن يستعد هو ومن معه لمغادرة دار الحرس الجمهوري بعد دقائق، فرد عليهم "على فين المرة دي ان شاء الله على سجن طرة ولا وادي النطرون" فرد قائد وحدة الحرس " معنديش تعليمات أبلغ سيادتك هنروح على فين، لكن بس لازم سيادتك تعرف أننا مش هنوديك السجن، لكن لمكان أكثر أمانا لك ولمن معك " فضحك مرسي بسخرية ولم يبد اي تعليق. وبالفعل تم اصطحاب مرسي وأعوانه في عدة سيارات من داخل دار الحرس الجمهوري الى استراحة رئاسية اخرى تقبع في منطقة عسكرية تحت حراسة الجيش، وأكدت المصادر أن الاستراحة كانت مخصصة لاستقبال رؤساء الجمهورية خاصة عندما تكون هناك أية تطورات أو قلاقل أمنية لأنها أكثر أمانا وتقع تحت حماية الجيش، وقد تم تجهيز الاستراحة وعدة غرف بها لإقامة مرسي وأعوانه، وتوفير وسائل الحياة الكريمة لهم في مكان إقامتهم الاجباري، ونفت المصادر للأخبار أن يكون مرسي قيد الحبس أو تم وضعه في السجن سواء المدني او الحربي، فهو يقيم بتلك الاستراحة لأسباب أمنية وأيضا للحفاظ على حياته وحياة أعوانه.
انتظار قرار النيابات المختصة
كما نفت المصادر للأخبار أن يكون الرئيس المعزول محمد مرسي خضع لأي تحقيقات حتى أمس، وتنتظر الجهات الأمنية قرار النيابات المختصة في هذا الشأن وهي صاحبة القرار في التحقيق مع الرئيس المعزول او تقرير مصيره بناء على نتائج تلك التحقيقات.
بداية السقوط
وترجع المصادر الى الساعات القليلة التي سبقت القاء السيسي لبيانه وعزل مرسي لتكشف لنا أسرار تلك الساعات، بدأ السقوط قبل يوم واحد من انتهاء مهلة الجيش الثانية ومع تزايد الاحتجاجات ضد مرسي بكافة ميادين وشوارع القاهرة والمحافظات، وحتى تلك اللحظة ورغم ما كان يتم بثه على كافة الفضائيات من الحشود الكثيفة من الرافضين لحكم مرسي وجماعته، لكن كانت هناك اتصالات مكثفة من قيادات الجماعة بمرسي على مدار الساعة تصور له الامور بشكل مختلف، فقد أكدوا له أن تلك الحشود التي يتم بثها عبر التليفزيون ليست حقيقية وتمت المبالغة فيها الكترونيا لتخويفه والضغط عليه، كما أكدوا له أن هذه الأعداد ستعود لمنازلها ولن يشارك الكثيرون منهم في اية تظاهرات مرة اخرى، وفي المقابل سوف يبدأ شباب الجماعة في النزول للشوارع لاظهار التأييد الحقيقي والكثيف على حد قولهم للرئيس مرسي، وأمام كل هذا الكلام تمسك مرسي بمنصبه وشرعيته من وجهة نظره وخرج على الناس بخطابه الأخير الضعيف والهزيل.
ارتباك وقلق
وسارت الامور بشكل به نوع من الاستقرار والتفاؤل بين الرئيس المعزول وعدد من مستشاريه وأنصاره، أثناء تجمعهم داخل دار الحرس الجمهوري بشارع صلاح سالم، وكان مرسي يحاول اخفاء ارتباكه وقلقه مع اقتراب اللحظات الحاسمة وانتهاء مهلة الجيش، وطوال تلك الفترة كانت هناك محاولات للتواصل والتفاوض مع الرئيس المعزول من خلال وسطاء للفريق أول السيسي الذي كان حريصا على الوصول الى حل وسط يرضي الملايين الغفيرة التي اندفعت للشوارع للتعبير عن غضبها من مرسي وجماعته، وتحرك الموقف المتجمد للرئيس ومن خلفه الجماعة الا أن مرسي كان يرفض اية محاولات للحوار او التفاوض مؤكدا أن معه الشرعية والاغلبية التي لن يستطيع احد كسرها أو فرض ارادة الأقلية عليهم، الى أن جاءت اللحظة الحاسمة وتم الاعلان عن قرب القاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي بيانه المهم والمنتظر، وهو ما قابله مرسي بعدم مبالاة او هكذا بدأ للمحيطين به، الذين انتشروا في غرف ومكتب دار الحرس الجمهوري، وأعلن السيسي تكليف رئيس المحكمة الدستورية بأداء اليمين رئيسا مؤقتا للجمهورية بما يعني عزل الرئيس مرسي.
حالة عصبية شديدة
في الثواني الأخيرة التي أعقبت القاء السيسي لبيانه بدا أن مرسي لم يستوعب او يصدق ما جاء بالبيان، وظل متأرجحا ما بين الشرود والابتسامة، الى ان جاءه أفراد من الحرس الجمهوري دخلوا عليه المكتب الذي كان يمكث به وبدا عليه الارتباك الشديد وثار في وجه أفراد الحرس الجمهوري وظل يردد وبصوت عال " دي خيانة ومؤامرة، أنا مش هسكت ومش هسمح بالانقلاب " وانتابت مرسي حالة عصبية شديدة، تحملها افراد الحرس الجمهوري وظلوا صامتين امامه، ثم بدأوا الحديث معه بهدوء وأفهموه أنهم في مهمة معينة لحمايته في الأساس وطلبوا منه مساعدتهم لتنفيذ مهمتهم، واستمروا في حديثهم ومرسي يترقب، الى أن طلبوا منه ما معه من تليفونات أو أجهزة للاتصال، وهنا عاد لعصبيته مرة أخرى مرددا " انا رئيس الجمهورية أزاي هتقبضوا عليا وبأمر مين؟، الكل سيحاسب على تلك التجاوزات"، وعاد الحرس لتهدئته مرة أخرى وأبلغوه أنهم ينفذون تعليمات قيادتهم، ولا يوجد قبض أو تحفظ انما حمايته والحفاظ على سلامته.
عزل الرئيس
واستمر الأمر بين الشد والجذب بين الرئيس الذي أصبح معزولا وبين أفراد الحرس الجمهوري، وانتهت الحوارات بايداع مرسي في قاعة كبيرة بدار الحرس الجمهوري بشكل مؤقت ومعه أيمن علي مستشاره الاعلامي والسفير محمد رفاعة الطهطاوي رئيس الديوان وعصام الحداد ونجل مرسي الاكبر د. أحمد، وتم سحب الهواتف المحمولة من كل التواجدين مع مرسي، بالاضافة الى وضع حوالي 22 فردا في قاعة مجاورة ضمت عدداً من المساعدين والمستشارين للرئيس والمقربين له من مساعديه وأغلبهم من أعضاء جماعة الإخوان. واستمر الوضع غريبا داخل الحرس الجمهوري طوال ليلة الثالث من يوليو يوم القاء السيسي لبيانه، حيث تابع مرسي وأتباعه الاجواء الاحتفالية الكبيرة التي سيطرت على شوارع القاهرة والمحافظات بعد بيان السيسي وعزل مرسي، وكان لا يزال متوهما أن تلك الاحتفالات تم تجهيزها الكترونيا والمبالغة فيها، وقرب الفجر حضرت قوات الحرس الجمهوري مرة أخرى لمرسي وأعوانه، وكان هذه المرة أكثر هدوءاً واستجابة للأفراد بعض الشيء من المرة السابقة، طلبوا منه أن يستعد ومن معه للمغادرة بعد دقائق حيث تم نقلهم للمكان الذي يتواجدون فيه حاليا.