"مجدل شمس" هو ليس اسم البلدة الجولانية الشامخة، بل اسم معرض لوحات للفنانة الجولانية سونيا محمود
ومن النظرة الأولى للعنوان يتبادر إلى ذهننا انه طفولي نوعا ما
ولكن من قال أن الطفولة أمر سيء، ومن منا نحن الكبار يستطيع الوصول أو الرجوع إلى طفولته؟
أن أول ما يتذكره الإنسان من طفولته هو الحارات التي لعب فيها، وبعض أصدقاء الطفولة
الحارات هي موضوع لوحات سونيا، حارات مجدل شمس وملاعب الطفولة، ولذلك جاء العنوان ليعبر ببساطة وبقوة عن المعرض الذي رسمته سونيا بالباستيل
حارات وبيوت وعائلات مجتمعة في صحن الدار
جمال جولاني خلاب، يأخذ الألباب!
سونيا محمود، من مواليد مجدل شمس، درست الفنون في كلية "تل حاي" لمدة عامين وحاصلة على شهادة مرشدة مؤهلة لفن الرسم والنحت، ثم درست في جامعة حيفا وحصلت على اللقب الأول في الفنون التشكيلية
تقول سونيا: موهبتي بدأت من جيل الصغر وتجلت أكثر في الرسم وكانت عائلتي خير مشجع لأحياء هذه الموهبة، فكانوا يشجعوني باستمرار
تعمل سونيا كمصممة غرافيكا في محل تصوير في مجدل شمس وتعتاش من هذه المهنة
وتعلق سونيا: هناك نوع من الانفتاح الفني نلمسه حاليا في مجدل شمس، فإتحاد الفنانون عندنا والذي يضم فنانون كبار، مثل حسن خاطر ووائل طربيه وآخرون
كانوا المبادرين في تطوير الفن في منطقتنا مما أعطى إقبال شعبي على الأعمال الفنية التشكيلية، وأصبح هذا الفن، أكثر من غيره قيد العرض والطلب
صحيح ان هناك فنون أخرى مثل الموسيقى والزجل والمسرح مؤخراً، إلا ان الرسم هو الأكثر رواجا بفضل فنانينا الأوائل
حول هذا المعرض، تقول سونيا: قبل 5 أعوام شاركت لوحاتي المعروضة في هذا المعرض في البيت الفلسطيني في الناصرة مع فنانين من الجولان
كما أقمت هذا المعرض في مركز "فاتح المدرس" مجدل شمس وفي مسعدة، ثم أقمت معرضا آخرا في "بيت الفن" في مجدل شمس، ووصلت الآن إلى فتوش عن طريق صديقي علاء فرحات، من بقعاتا، الذي أقام معرضا في فتوش في شهر أيار الماضي
وتضيف سونيا: عملت على هذا المعرض مدة سنة ونصف، فأنا أجهز كل شيء بنفسي ولا يمولني احد
وأريد ان أوصل رسالتي عن طريق أعمالي الفنية، فما اعجز بالتعبير عنه في الكلام اعبر عنه في عمل فني تشكيلي
رسالتي للناس هي البساطة، رسوماتي بها سحر قديم، فهذه الأماكن التي في لوحاتي، جميعنا نمر بالقرب منها مر الكرام ولا نلتفت إليها، لذلك شخصتها في لوحاتي حتى يتم تأملها ولو لبرهة!