سيدة مسيحية من شفاعمرو:

أحتاج الى عملية زراعة أسنان إلا أن هذا مكلفا للغاية ويتطلب مبالغا باهظة

أسكن اليوم في أحد الأحياء في مدينة شفاعمرو وأدفع 1700 شيكل شهريا إيجار منزل مساحته 100 متر

لا يوجد سوى رغيفين من الخبز في منزلي، ثلاجتي فارغة وآخر مرة تناولت فيها اللحوم كان قبل حوالي أسبوعين من اليوم

المدرسة على الأبوب ولا أعرف من أين أدبر أموري ولا أدري ماذا أقول لربما قلوب الغير فيها رحمة أكثر من قلوب أولادي

ابني يتعالج اليوم لدى طبيب نفساني وفي حال لم يتناول الدواء لا يستطيع النوم في الليل والدواء يكلفني 400 شيكل في الشهر بالإضافة الى أدوية أخرى

أناشد بشكل خاص الإخوة الصائمين خلال شهر المحبة والرحمة شهر رمضان المبارك بأن ينظروا إلينا خاصة وأن الصدقة من صفات الإسلام وألا يتركوننا بعد أن تخلى عني بعض رجال الدين المسيحيين في المنطقة واتهموني بإشاعات دنيئة

صحيح أنه قيل "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" إلا أنك لا تجد سوى رغيفين فارغين من الخبز في منزل لسيدة نصراوية الأصل وتسكن في أحد أحياء مدينة شفاعمرو برفقة إبنها البالغ من العمر 13 عاما، في القرن الواحد والعشرين هو أمر محزن لما في الحياة من مآسٍ وأوجاع لا يتحملها صاحبها.

السيدة نصراوية الأصل والمقيمة في مدينة شفاعمرو- صورة من أرشيف موقع العرب بعدسة الزميل الصحفي أمين بشير، في تقرير نشر يوم 15.01.2010 في صحيفة كل العرب.

وتوجهت سيدة نصراوية الأصل وتقيم حاليا في شفاعمرو بعد أن كانت قد سكنت في مدينة عكا في وقت سابق، الى موقع العرب وصحيفة كل العرب لسرد معانتها علها تجد بين قرائنا الكرام من يسمع الى أنينها. وتقول السيدة التي هجرها زوجها منذ سنين ولديها أربع أبناء وابنة واحدة تخلوا عنها، عدا واحدا (13 عاما) يسكن معها "بأنها تعاني الأمرين في هذه الحياة وأن لا حول لها ولا قوة".

وضع مادي صعب للغاية
وتشرح الوالدة بعيون باكية، معاناتها قائلة: "أعاني من قضية الذم السلبي. أعيش في وضع مادي صعب للغاية. بالرغم من أنه وبعد النشر عن معاناتي في صحيفة كل العرب يوم 15.01.2010، قدم لي الدكتور حنا حنا –مشكورا- طقما مجانيا من الأسنان إلا أنه لم يعد يصلح اليوم، وبعد استشارة أطباء، أكدوا لي أنني بحاجة الى عملية زراعة أسنان إلا أن هذا مكلفا للغاية، ويتطلب مبالغا باهظة".

1700 شيكل إيجار منزل
وتضيف السيدة قائلة: "ابني يتعالج اليوم لدى طبيب نفساني، وفي حال لم يتناول الدواء لا يستطيع النوم في الليل، والدواء يكلفني 400 شيكل في الشهر بالإضافة الى أدوية أخرى". وتابعت: "أسكن اليوم في أحد الأحياء في مدينة شفاعمرو وأدفع 1700 شيكل شهريا إيجار منزل مساحته 100 متر، أدفعه من نفقة ابني (1800 شيكل) كما وأتقاضى مخصصات ضمان الدخل من التأمين الوطني بقيمة 1000 شيكل".

رغيفان من الخبز
وناشدت زوار موقع العرب بالقول: "لا أعرف ماذا أقول، أتوجه لكم ليس من أجل نفسي بل من أجل ولدي. أناشدكم من أجل ابني الذي ينقصه كل شيء ومحروم من كل شيء، ووالده لا يسأل ولا يلتفت لابنه بالرغم من أنه ميسور الحال. لا يوجد سوى رغيفين من الخبز في منزلي، ثلاجتي فارغة، وآخر مرة تناولت فيها اللحوم كان قبل حوالي أسبوعين من اليوم".

المدارس على الأبوب
ونوهت بالقول: "لا تنسوا أن المدرسة على الأبوب ولا أعرف من أين أدبر أموري ولا أدري ماذا أقول. لربما قلوب الغير فيها رحمة أكثر من قلوب أولادي". وفي ردها على سؤالنا لماذا لا تتخذ الطلاق سبيلا، أكدت بالقول: "في الطلاق هنالك شروط أرفضها علما أنني لا أفكر في الزواج مجددا".

مناشدة القلوب الرحيمة
وختمت حديثها بالقول: "أناشد مجددا، عبر منبر موقع العرب، جميع رؤساء الديانات والطوائف في البلاد أيا كانت بالنظر إلي أو بالأحرى الى إبني المسكين والالتفات اليه بعين من الرحمة والشفقة، واذكروا انه كلما فعلتم واحدة لإخوتي هؤلاء الصغار فلي قد صنعتموه كما قال السيد المسيح في الانجيل المقدس، ومن هنا، أناشد بشكل خاص الإخوة الصائمين خلال شهر المحبة والرحمة، شهر رمضان المبارك بأن ينظروا إلينا خاصة وأن الصدقة من صفات الإسلام، وألا يتركوننا بعد أن تخلى عني بعض رجال الدين المسيحيين في المنطقة واتهموني زورا وبهتانا بإشاعات دنيئة وتخلوا عن مساعدتي بشكوك واهية وغير صحيحة. فلو كنت بهذه الصفات لخجلت من نفسي بأن أطلب المساعدة، ولو أن ما اتهمونني به كان صحيحا لما طلبت المساعدة من أحد" وفقا لأقوالها.