النصراوية علا أبو شقرة -مركزة مشاريع في جمية تبواح :
تعلمت موضوع الاحصاء والخدمات الانسانية في جامعة حيفا ولإهتماماتي بموضوع التكنولوجيا والحوسبة اتممت دراستي لموضوع الحاسوب
نحن نعلم بأن القرن الـ21 قد بدأ بثورة ديجيتالية معلوماتية رهيبة، على إثرها انبثقت جمعية تبواح في سنة 2000 عن طريق قطاع الاعمال هدف تقليص الفجوات الاجتماعية عن طريق التكنولوجيا في المجتمع
للجمعية عدة مشاريع منها ما يخص جيل الشباب كمشروع "نيطع" ومنها ما يخص النساء كمشروع نساء رياديات ومشروع مراكز المعرفة الجماهيرية حيث من خلاله تحاول الجمعية الوصول لجميع شرائح المجتمع في البلاد
وضعنا في الوسط العربي ولعدة اسباب ليس احسن ما يكون في المجال وهنالك معطيات تفيد بذلك من عدة جهات فنسبة العرب العاملين في شركات الهايتيك في البلاد جدًّا ضئيلة هذا بالاضافة الى ابحاث تفيد بأن نسبة العرب الأميين ديجيتاليًّا اضعاف نسبة اليهود
"إن الثورة المعلوماتية في القرن ال21 هي من اهم التحديثات، والتي تؤثر بشكل كبير جدًّا على مجتمعاتنا، هكذا ولَّدت هذه الثورة فجوة بين الاجيال المختلفة في المجتمع، او الشرائح المختلفة في المجتمع، حيث ان العلاقة هي عكسية بين الجيل والتكنولوجية، فكلما تقدمنا في العمر قلت معرفتنا بالتكنولوجيا والعكس صحيح، هدفنا في جمعية تبواح اتاحة التكنولوجيا لجميع الاجيال والشرائح" – هذا ما قالته علا ابو شقرة من الناصرة، مركزة مشاريع في جمية تبواح والتي تهدف الى تقليص الفجوات في المجتمع في مجال الثورة المعلوماتية الديجيتالية.
علا ابو شقرة
من خلال هذا اللقاء نبحر واياكم في عالم الديجتال والثورة المعلوماتية.
ليدي: اولاً من هي علا ابو شقرة، الخلفية التعليمية والمهنية؟
علا: تعلمت موضوع الاحصاء والخدمات الانسانية في جامعة حيفا، ولإهتماماتي بموضوع التكنولوجيا والحوسبة اتممت دراستي لموضوع الحاسوب، عملت في القطاع الثالث، أي الجمعيات لعدة سنوات، وقد استهواني العمل المجتمعي الى أن اسست جمعية خاصة بي في سنة 2008، هدفها الفن كطريق للسلام ولم أوفق بإنجاحها، بعدها لم اتنازل عن الفكرة وانضممت مع عدة اصدقاء لإدارة جمعية اخرى، وايضا لم اكمل مسيرتي بها وخرجت في منتصف الطريق عندما تعرفت على جمعية تبواح.
ليدي:عرفينا على جمعية تبواح ورسالتها في المجتمع؟
علا: نحن نعلم بأن القرن الـ21 قد بدأ بثورة ديجيتالية معلوماتية رهيبة، على إثرها انبثقت جمعية تبواح في سنة 2000 عن طريق قطاع الاعمال ، بهدف تقليص الفجوات الاجتماعية عن طريق التكنولوجيا في المجتمع، واكساب المشتركين مهارات حياتية تناسب القرن ال21 او القرن الديجيتالي، هنالك مسمى اخر للجمعية الا وهو yAppleseeds academy ، وهو ما يطابق اهداف الجمعية، حيث ان الجمعية تطبق اهدافها عن طريق تمرير دورات تكنولوجية لعدة شرائح مجتمعية، لهذا اختارت لنفسها اسم اكاديمية، لكن اكاديمية اجتماعية.
للجمعية عدة مشاريع منها ما يخص جيل الشباب كمشروع نيطع، ومنها ما يخص النساء كمشروع نساء رياديات ومشروع مراكز المعرفة الجماهيرية، حيث من خلاله تحاول الجمعية الوصول لجميع شرائح المجتمع في البلاد، هنالك ما يقارب ال 16 مركز معرفة جماهيريًّا، يقدم خدماته التكنولوجية في 16 مدينة مختلفة في البلاد من ايلات حتى كريات شمونة، اربعة من المراكز واقعة في بلدات عربية مثل الناصرة، الطيرة، ام الفحم ويركا. جدير بالذكر ان الداعم المركزي لهذا المشروع هو شركة بيزك للاتصالات، التي تؤمن بأهداف الجمعية لتطوير المجتمع في البلاد، حيث تتبرع كل سنة بمبالغ طائلة للجمعية لإنجاح هذا المشروع.
تشارك في فعاليات الجمعية عدة شركات رائدة مثل سيسكو ميكروسوف بيزك، انتل ماتريكس وغيرها من الشركات، بالاضافة الى مؤسسات الدولة المختلفة مثل وزارة العلوم، التأمين الوطني، جوينت وغيرها.
حجم المستفيدين سنويًّا من خدمات الجمعية ما يقارب ال 72000 من خلال 2442 دورة في انحاء البلاد، عن طريق ما يقارب 250 مرشدًا تكنولوجيًّا. جدير بالذكر أن الجمعية خرجت الى العالمية منذ سنوات، ولديها مشاريع عدة في دول افريقيا المختلفة، تشابه المشاريع الموجودة في البلاد.
ليدي: كيف وصلت الى هذا المنصب وكيف كنت تقيمين عملك حتى اليوم؟
علا: عن طريق الصدفة، فقد تقدمت لوظيفة اعتيادية في بلدية الناصرة، حيث اكتشف كادر المسؤولين هناك، ان شخصيتي تناسب العمل كمديرة لمركز المعرفة في الناصرة اكثر من عملي في وظيفة اعتيادية في البلدية، وارسلوني الى جمعية تبواح للتقدم لامتحانات ومقابلات مع بعض المرشحين للنصب، وهكذا قبلت في سنة 2011 لوظيفة مديرة مركز المعرفة في الناصرة، لكن سرعان ما تقدمت بالمناصب، بتوفيق من الله، حتى وصلت الان لادارة المشاريع في الوسط العربي في البلاد.
ليدي: هل وصولك الى هذا المهام ساهم في تطوير عمل الجمعية في الوسط العربي؟
علا: نعم بالتأكيد، في البداية دخلت الجمعية الوسط العربي في سنة 2007 عن طريق شراكتها مع بلدية الناصرة، حيث رحبت بالفكرة واستضافت فعالياتها في المدينة، وعندما رأت النجاح الباهر للمشاريع والشراكة الناجحة في الناصرة، بادارتي ومساعدة البلدية، توسعت لتدخل الطيرة وام الفحم، على سبيل المثال لم تفكر الجمعية ابدًا بالدخول الى مدينة ام الفحم، لكن بعد مبادرتي بعدة نشاطات هناك منذ بداية عملي، قررت اقامة مركز معرفة في ام الفحم، وها هو من اكثر المراكز فعالية في البلاد.
ليدي: ما هي اهم البرامج التي تقوم بها الجمعية في الوسط العربي ومن هي الجهات المشاركة والداعمة؟
علا: -مشروع نساء رياديات في القدس، طرعان، ام الفحم وعدة بلدان عربية، حيث تمر النساء في المشروع بتأهيل تكنولوجي وتدعيم مجتمعي لتخرج اقوى الى المجتمع.
-مشروع نساء في سوق العمل، حيث تمرر دورات لنساء من مكتب العمل بهدف تطوير قدراتهن للخروج الى سوق العمل وتدعيمهن.
-مشروع نيطع، مشروع قيادة تكنولوجية شبابية، حيث يمر طلاب من جيل 14 حتى 18 على مدار اربع سنوات، عدة مضامين تكنولوجية متقدمة، من تقنيات الحاسوب حتى تطبيقات الهواتف الذكية والشبكات، ومضامين اجتماعية قيادية هدفها صقل شخصية الطلاب وتخريج جيل تكنولوجي قيادي.
-مشروع المختبر البلدي لتصليح الحواسيب، حيث يتم تصليح الحواسيب للناس بمبلغ رمزي، الا وهو 20 شيكلاً فقط.
-مشروع "مسارات" لفتيات في ضائقة، مشروع يؤهل فتيات عربيات للعمل في خدمات الزبائن، ممن لم تتوفر لديهن الفرص للتعلم في الكليات والمعاهد العليا.
-مشروع معًا تك لتحسين الفرص لدخول العرب في مجال الهايتك.
بالاضافة الى تخفيض سعر الدورات المتقدمة مثل دورات تقينات الحاسوب والشبكات من عشرات الالاف الى مبلغ زهيد، حيث نساهم باتاحة تعلم المواضيع التكنولوجية للجميع.
ليدي: عندما نقول تقليص الفجوات الديجتالية او التكنولوجية ماذا نقصد؟
علا: كما سبق وذكرت، ان الثورة المعلوماتية في القرن ال21 هي من اهم التحديثات، والتي تؤثر بشكل كبير جدًّا على مجتمعاتنا، هكذا ولدت هذه الثورة فجوة بين الاجيال المختلفة في المجتمع، او الشرائح المختلفة في المجتمع، حيث ان العلاقة هي عكسية بين الجيل والتكنولوجيا، فكلما تقدمنا في العمر قلت معرفتنا بالتكنولوجيا والعكس صحيح، هدفنا هو اتاحة التكنولوجيا لجميع الاجيال والشرائح، وهنالك علاقة طردية بين الحالة المادية والتكنولوجيا، حيث كلما تحسنت الحالة الاقتصادية توفرت لدينا الادوات لاكتساب مهارات تكنولوجية حديثة، من خلال شراء احدث المعدات والتجهيزات والانضمام لأحدث التطورات في المجال والعكس تمامًا صحيح، فنستغرب اننا في القرن ال21 ولا زالت العديد من العائلات لا تملك جهاز حاسوب ولو واحدًا في البيت.
ليدي: كيف تقيمين موضوع ومجال الديجتال والتكنولوجيا في مجتمعنا العربي؟
علا: للاسف، وضعنا في الوسط العربي ولعدة اسباب ليس احسن ما يكون في المجال، وهنالك معطيات تفيد بذلك من عدة جهات، فنسبة العرب العاملين في شركات الهايتيك في البلاد جدًّا ضئيلة، هذا بالاضافة الى ابحاث تفيد بأن نسبة العرب الأميين ديجيتاليًّا اضعاف نسبة اليهود، ونسبة العربيات مقارنة بنظيراتهن اليهوديات اشد سوءًا. التكنولوجيا تحتل عالمنا الحديث وتدخل جميع مرافق الحياة، ابتداءً من المعاملات البسيطة في اي حانوت الى المعاملات الصعبة، ووجود نسبة كبيرة من الاميين ديجيتاليًّا تقلص من فرص العمل في جميع المجالات، وهذا مسبب رئيسي وهام للبطالة في عصرنا الحديث.
ليدي: لو قارنا بين مجتمع الرجال والنساء بما في ذلك الشباب والصبايا من المتغلب من حيث الوعي والثقافة الديجتالية والتكنولوجية؟
علا: لا توجد لدي معطيات مستندة الى ابحادث في هذا الموضوع، لكني سأجيب من خلال خبرتي في المجال. يزداد الوعي في صفوف الشباب لموضوع التكنولوجيا، فأصبحنا نرى عدة صبايا تشترك في دورات التكنولوجيا لدينا في الدورات المتقدمة، أو تدخل كليات ومعاهد تكنولوجية، لكن لا تزال هنالك فكرة سائدة للاسف ان التكنولوجيا هي حكر للرجال دون النساء. اما على صعيد المستوى اليومي البسيط، فليس هناك معطى يؤكد ان هنالك تفاوت بين الشريحتين.
ليدي: ما هي ابرز مشاريعكم المستقبلية والتي تصب في تطور هذا المجال في مجتمعنا العربي؟
علا: زيادة الوعي في المجال، فنحن مجتمع مغلق يخاف من كل شيء حديث، وبالأخص نخاف التكنولوجيا، فهدفنا الرئيسي هو اتاحة التكنولوجيا للجميع بهدف تسهيل مرافق الحياة لدى الجميع، وكسر هذا الحاجز لدى الكبار بالاخص،
فنحن نتوسع ونتعمق بمشاريعنا التي سبق ذكرها في البلدات العربية المختلفة، مثل القدس، طرعان، كفر كنا، باقة الغربية والمثلث، بقعاتا، رهط والعديد من المناطق.
ليدي: هل لدى الوسط العربي البنية التحتية والامكانيات الكافية لينجح في تقليص الفجوات في مجال الديجتال والتكنولوجيا بينه وبين الوسط اليهودي؟
علا: حربنا طاحنة في المجال، فبداية نحاول زيادة الوعي في المجال وكسر حاجز الخوف ومن ثمة التكنولوجيا، على صعيد البنية التحتية، فللاسف لا تتواجد لدينا البنية التحتية في المجال لعدة اسباب، منها اسباب مادية ومنها عدم اتاحة المشاريع التكنولوجية في الوسط العربي من قبل مؤسسات الدولة المختلفة، فعلى سبيل المثال هنالك مشروع عن طريق وزارة معينة من وزارات الدولة، يهدف الى تقليص الفجوة الديجتالية في المجتمع، يتم تمويله منذ اكثر من 10 سنوات في الوسط اليهودي، لكن قد دخل الوسط العربي فقط في سنة 2012، اي بعد ما يقارب العشر سنوات من العمل في الوسط اليهودي، لكن كلنا أمل في الوصول الى الكمال والنجاح في تقليص الفجوة الديجيتالية، كجمعية تبواح وكعلا على الصعيد الشخصي.
ليدي: الى اي مدى تربطين تطور مجتمعنا العربي بفهمه وتدعيم ثقافته بكل ما يخص مجال الديجتال والتكنولوجيا؟
علا: الى حد كبير جدًّا، كما سبق وذكرت بان التكنولوجيا باتت تدخل جميع مرافق الحياة، في التعليم، في التجارة، في الطب، في المعاملات الشخصية كالتأمين الوطني والضريبة، فلا نستطيع ان لا نتماشى مع العصر ونغلق اعيننا عن الكنولوجيا ونستمر بالتقدم، لأنه لا تقدم بلا تكنولوجيا، على سبيل المثال ما يحدث بالشرق الاوسط منذ 3 سنوات حتى اليوم، من ثورات والتي سببتها المنظمات والحركات الافتراضية عن طريق الشبكات الاجتماعية كالفيسبوك والتويتر، التي نهضت بوعي امة كاملة وادت الى رفض الواقع، وفرض واقع واع جديد في الدول المختلفة.
ليدي: ما رأيك بالعمل التطوعي خصوصًا في جمعيات مثل جمعية تبواح؟
علا: الجانب التطوعي جانب جدًّا مهم في الجمعية، حيث نربي جيلاً متطوعًا معطاء كاملاً، نربي على ثقافة التطوع، نعطي لنأخد بالمقابل فائدة اكبر. في الجمعية ما يقارب ال 240 متطوعًا سنويًّا في انحاء البلاد، حيث يتم تأهيلهم تكنولوجيًّا ليشاركوا في مشاريع الجمعية المختلفة، بالاضافة الى 450 شابًّا وفتاة ضمن مشروع نيطع، الذين يتطوعون مقابل كل ساعة تعليمية يتلقونها في المؤسسة، اي يتعلمون وبالمقابل يتطوعون في تصليح الحواسيب او المساعدة في الارشاد.
ليدي: ماذا تعني لك مدينة الناصرة؟
علا: مدينة الناصرة مسقط رأسي وعشقي الابدي، مدينة التآخي، بيتي الكبير الذي انتمي اليه وأكرس مجهودي فيه لننهض بأهل الناصرة عاليًا.
ليدي: ماذا تعني لك جمعية تبواح؟
علا: طموحي وحلمي الذي تحقق بالجمع بين ميولي التكنولوجية وحلمي بادارة مشروع اجتماعي هادف.
ليدي: ماذا تعني لك كلمة ديجتال؟
علا: مستقبل.
ليدي: الى اين تحلمين بالوصول؟
علا: السماء هي الحدود، لكن في الفترة القريبة سأقوم بإنشاء مؤسسة عربية تقوم بالتشبيك مع العالم العربي.