على الأم أن تتعامل مع طفلها بحب وود وحزم في نفس الوقت
ينبغي أن يكون الوالدان على دراية بخصائص المراحل العمرية للأطفال ووعي بمميزات الطفل والمواصفات النفسية والجسمية والعقلية والاجتماعية للمرحلة التي يمر بها
عدد ليس بقليل من ذوي الإعاقة - خاصة الذين يعانون من العَرَج وضعف البصر وغيرهما – يشتكون من تقليد أبنائهم لهم، فإذا كان أحد الوالدين يتحرك بصعوبة نتيجة عجز في قدمه، تحرَكَ مثله طفله الصغير مقلدًا إياه في السير ببطء، أما إذا كان أحد والديه يعاني من كف البصر أو ضعفه تجده ينظر مثله في اتجاهات مُعاكسِة، أو يبالغ في تحسس الأشياء والقرب منها لرؤيتها مثلما يفعل الكفيف أو ضعيف النظر.. الأمر الذي يؤثر سلبًا على نفسية هؤلاء الآباء والأمهات المعاقين كلٌ حسب طبيعة شخصيته ومستوى تعليمه ووعيه وتقييمه للأمور.
صورة توضيحية
التقليد بالفطرة
في الحقيقة.. لا يعد تقليد الصغار لأحد الوالدين المعاق أزمة ولا دليلًا دامغًا على وجود خلل في السلوك أو اضطراب في التربية، لأنّ الطفل في المراحل العمرية المبكرة يقلد بالفطرة والديه للفت الانتباه، إضافة إلى أنه بحاجة إلى قدوة دائمة، وبما أنه يجد والديه أمامه باستمرار، يتقمص سلوكياتهما التي قد تكون محرجة، لاسيما عندما تكون أمام الناس، ما يستوجب من الوالدين أن يؤمن كل منهما بقدرته على الإمساك بزمام الأمور بكل ثقة وثبات.
قواعد تعديل التصرفات
على الأم أن تتعامل مع طفلها بحب وود وحزم في نفس الوقت، وإن فشلت في التعامل معه أو صعب عليها تعديل بعض تصرفاته الخاطئة لجأت بسرعة إلى زوجها، فالطفل يمتثل لأوامر والده على الدوام، وإن استمر الطفل بتجاهله لأوامر والديه، فالحل يكمن في دمجه مع أطفال آخرين خارج البيت، سواء من العائلة، أو الأصدقاء، أو من خلال الحضانة، ليتأثر بأقرانه بشكل إيجابي، ولتكون استجاباته طبيعية، وحتى لا يكون طفلًا انطوائيًا بسبب العزلة التي تفرضها ظروف أحد والديه أو كليهما نتيجة صعوبة الحركة أو قلة الخروج من المنزل. حيث يؤدي دمج الطفل مع أقرانه الأسوياء إلى اكتشافه حاجته الملحة للعب واللهو والمرح معهم، فضلًا عن إدراك قيمة ما أنعم الله عليه من صحة وحواس افتقد إحداها غيره، وتفَهُم ظروف إعاقة والدته أو والده والتعامل معها بشكل طبيعي، كما ينبغي على الوالدين أيضًا أن يزرعا في نفس الطفل حب الله والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه والإيمان بالقضاء والقدر والصبر على الأمراض والابتلاءات المختلفة..
ضرورة الدراية بكيفية اخبار الطفل عن اعاقة احد الوالدين
إذا كانت الأم هي من تعاني من إعاقة ما، فعليها أن تشرح لطفلها منذ البداية هذا الأمر ببساطة ووضوح ، وتقول له إن إعاقتها هذه ابتلاء واختبار من الله سبحانه تستلزم الصبر والحمد والشكر للفوز بالجنة بإذنه تعالى، حتى يستوعب ويدرك هذا الابن مبكرًا سبب عدم قدرة والدته على المشي أو الإبصار، كما ينبغي أن يكون الوالدان على دراية بخصائص المراحل العمرية للأطفال، ووعي بمميزات الطفل، والمواصفات النفسية والجسمية والعقلية والاجتماعية للمرحلة التي يمر بها، قبل اختيار أساليب التوجيه، حتى يتسنى لهما معرفة ما يمكن أن يستوعبه الطفل من كلمات ونصائح، لتغيير بعض السلوكيات الخاطئة التي يجب مساعدته في التخلص منها نهائيًا، وهذا لا يتأتى إلا بكثرة القراءة والاطلاع الدائم على الكتب الخاصة بالأطفال وكل ما يتعلق بهم، إضافة إلى متابعة البرامج التليفزيونية المعنية بتناول قضايا الطفل وتوضيح كيفية تربيته والتعامل معه وفهم خصائصه الفسيولوجية والسيكلوجية والسلوكية.
موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net