عرضت المجموعات المشاريع التي أنجزتها مصورةً من خلالها العودة ومفهومها
عرض فيلم عنوانه "استاد إقرث الدولي" من تصوير وإعداد منى عمري وإنتاج "الجمعية العربية لحقوق الإنسان"
مجموعة ميعار فقد قدم لمشروعها مشرف المجموعة شادي عكري مبينا أنهم من خلال مشروعهم يسعون إلى إيصال رسالة مفادها أن العودة أمر قابل للتحقيق وليس خيال
علي مواسي:
الانتقال من مرحلة الحنين إلى العمل الملموس
عدنا قبطي:
نعم يرحل الكبار لكن الصغار لا ينسون أبدًا
وصل لموقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن جمعية "بلدنا"، جاء فيه ما يلي: ""نرى عودتنا".. هو اسم الأمسية الثقافية الفنية التي نظمها عدد من مؤسسات المجتمع المدني في الداخل الفلسطيني احتفاءً باختتام مشروع "عدنا 2013" لتصور العودة، في موقع قرية معلول المهجرة قضاء الناصرة، الجمعة الماضي، 23.08.2013، بحضور المئات".
وتابع البيان: "وقد جاءت هذه الأمسية لعرض مشاريع تَصَوّرِيّة للعودة إلى خمس قرى هُجّر أهلها خلال النكبة عام 1948، هي إقرث، وصفورية، واللجون، ومعلول، وميعار، عملت على التخطيط لها وإنجازها خمس مجموعات شبابية من الجيل الثالث بعد النكبة تنتمي لعائلات هجرت من هذه القرى".
عمل ملموس
وأضاف البيان: "افتتح برنامج الأمسية بالوقوف على النشيد القومي العربي "موطني" الذي عزف ألحانه الفنان علاء عزام وأداه الجمهور جماعيًّا معه. ثم تلته كلمة العرافة التي قدمها الكاتب علي مواسي، فرحب بالضيوف وبين منطلقات المشروع وأهدافه ومراحل إنجازه، قائلا: "من إقرث، وصفورية، واللجون، ومعلول، وميعار.. شباب يؤمن بصناعة المستحيل، جمعه الإيمان والإصرار، عمل على مدار أربعة شهور مضت، ينسج رويدًا رويدًا بخيط حلمٍ إيابه لدارٍ هجره الغريب الغازي منها في يومٍ مشؤوم. كان لنا من آذار وحتى آب من هذا العام، عمل لذيذ الصعوبة عذب التشكل." وأضاف: "أساس مشروعنا كان البحث في ماهية العودة، ما مفهومها؟ كيف نخطط لها؟ ما الأسئلة الصعبة والعقبات التي يمكن أن تواجهنا عند التخطيط؟ كيف نتجاوزها؟ وكيف ننتقل من مرحلة الحنين والتنقيب في الذاكرة وجدانًا وعاطفةً، إلى زمن العمل المحسوس الملموس؟ على أي صورة ستكون بلدات العودة؟ كيف سنتعامل مع الازدياد الديمغرافي للمهجرين عند عودتهم؟ كيف سيترجم ذلك في التخطيط، وكيف سنجمع في آنٍ بين تراث البلد المهجر وبين احتياجات الإنسان العصرية، وما يضمن له حياة كريمة؟".
لن ننسى
وزاد البيان: "بعد ذلك، قدمت الناشطة عدنا قبطي، مشرفة مجموعة معلول، كلمة باسم شباب معلول، البلد المضيف للأمسية، قائلة: "إن أي مكان يفقد قيمته بلا إنسانه، واليوم معلول تعود إلى الحياة باستضافتها لهذا الجمهور الذي جاء مؤكدًا على حق العودة، وعلى التمسك بالأرض، والتاريخ، والهوية، والمكان." وأضافت: "أنا، كما الكثيرين من شباب معلول، لم أولد في قرية آبائي وأجدادي، وما زلت محرومة من حقي في العودة إليها والإقامة فيها، لكن حبي لها وتمسكي بها الذي توارثناه جيلًا فجيلا يجعلني على يقين بقدرتنا على صناعة المستحيل، وعلى أن العودة ليست مجرد حلم، إنما هي أمر ممكن جدًّا، وعلى عكس ما أراده لنا مؤسسو الدولة الصهيونية، فإن الكبار إن رحلوا، فإن الصغار لن ينسوا أبدًا."
فقرات منوعة
وجاء في البيان أيضا: "وشملت الأمسية فقرات فنية وثقافية، إذ قدم الفنان علاء عزام، ابن قرية صفورية المهجرة، مجموعة من الأغاني حول الإنسان، والوطن، وحق العودة، وقدم الفنان ولاء سبيت، ابن قرية إقرث المهجرة فقرة أدائية مسرحية حول المضامين ذاتها، وسط تفاعل كبير من الجمهور. وقرأت سوار معبوك، ابنة معلول، قصيدة بعنوان "معلول يا نور العين"، من تأليف الشاب علي علي الصالح. وشارك الجمهور في حلقة دبكة و"سحجة" على أنغام الأغاني التراثية الفلسطينية".
"استاد إقرث الدولي"
وتابع البيان: "وعلى التوالي، عرضت المجموعات الخمس المشاريع التي أنجزتها، مصورةً من خلالها العودة ومفهومها؛ فعرض هيثم سبيت مشروع مجموعة إقرث، وهو عبارة عن ملعب كرة قدم أنشئ فعلًا في القرية، أطلق عليه رمزيًّا اسم "استاد إقرث الدولي"، مبينًا أن فلسطين عرفت قبل النكبة فرقا رياضية كثيرة كانت تتبع لجمعيات ونوادٍ كانت تنظم البطولات فيما بينها، بل كان هناك فريق كرة قدم فلسطيني شارك في مباريات وبطولات دولية، وقال سبيت إن هذا المشروع خطوةٌ من بين عدة خطوات قام بها شباب إقرث تطبيقًا لعودتهم الفعلية إلى قريتهم. ثم عرض فيلم عنوانه "استاد إقرث الدولي"، من تصوير وإعداد منى عمري، وإنتاج "الجمعية العربية لحقوق الإنسان"، شمل توثيقا لاستعدادات شباب إقرث لافتتاح الملعب في القرية بحضور العشرات من أهالي القرية وشبابها على كلمات وألحان "بكتب اسمك يا بلادي"، وإنشاد منتخب إقرث لنشيد "موطني" بزي المنتخب الرياضي، والمنافسة بين فريقين من إقرث".
"صفورية تجمعنا"
وأكمل البيان: "بعد ذلك قدمت نرمين موعد، مشرفة مجموعة صفورية، مشروع مجموعتها، شاكرة "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" ومركزة المشروع رشا حامد على ما قُدّمَ من جهود دعمًا للمشروع، ليعرض بعد ذلك فيلم عنوانه "صفورية"، تضمن توثيقا لروايات شفوية ومقابلات مع أناس من قرية صفورية المهجرة من مختلف الأجيال، يقيمون في فلسطين وخارجها، وهم رسمية سليمان (أم سمير)، وموعد مصطفى موعد، وسميرة سليمان، وأمين محمد علي (أبو عرب)، ومحمد موعد، ومحمد عوايسي، وهاني نجم، وعبد الفتاح موعد. وقد روى من ولد في القرية وشهد تهجيرها تاريخ القرية ومعالمها وطبيعة الحياة فيها، وكيف هُجّر أهلها ودمرت بيوتها بعد ذلك لتقام على أنقاضها مستوطنة "تسيبوري". وأكد المشاركون في الفيلم الذي تضمن صورا للقرية قبل النكبة ومشاهد حديثة لما تبقى من معالمها، على تمسكهم بحق عودتهم إلى قريتهم، وعلى أن هذا ممكن جدًّا. ثم عرض بعد ذلك "كليب" لأغنية "صفورية تجمعنا" - كلمات وغناء: صراخة سلام - sop | شارك في الغناء: لمى أبو غانم | عزف عود: جورج قندلفت | توزيع موسيقي وتسجيل: عنان قسيم | فكرة وإعداد: نرمين موعد | تصوير: رامي جبارين | مونتاج: أحمد قاسم محاميد. وقد صورت مشاهد "الكليب" في قرية صفورية المهجرة، حيث يظهر ما تبقى من معالمها وطبيعتها الخضرة ووفرة مياهها، وهي تدمج ما بين كلمات الأغنية التراثية بصوت لمى أبو غنام، وبإيقاع حديث وتحوير في الكلمات، حيث تقول: "الدار داري والبيوت بيوتي.. راجع لأرضي يا عودي موت.. من يوم النكبة صرختنا قوية"، وبين كلمات أغنية "الراب" بصوت كل من أحمد الفارس وفادي محاميد: "ما بقول بدي أرجع أنا راجع.. طول عمري بسمع بحلم العودة.. العودة عندي واقع.. ومش راح أضل أستنى عالبوابة إنت سامع.. بضل متابع راجع مكسر كل حدود.. للأرض للوطن للعودة إحنا جنود.. مثل الزعتر والزيتون هو بظلني موجود.. فلسطين العنوان وأنا صفورية الصمود."
"بسواعدنا" ستعود اللجون
وأضاف البيان: "ثم تحدثت سجود محاجنة من مجموعة قرية اللجون، والتي أشرف عليها علي مواسي، عن المراحل التي مرت بها المجموعة نحو إنجاز مشروعها، من تشكيل للمجموعة، وورشات تدريبية، ومحاضرات تناولت تاريخ اللجون (الباحث وجدي جبارين)، والمسار القضائي الذي قام به الأهالي بهدف الحفاظ على أراضي اللجون واستعادتها (المحامي توفيق سعيد)، واستشارة مخطط المدن عروة سويطات، والاستعانة بخرائط ودراسات حول اللجون ومنطقة أراضي الروحة، وتسجيل ثلاث روايات شفوية مع أناس ولدوا وعاشوا في اللجون وشهدوا تهجيرها وتدميرها على يد العصابات الصهيونية. وتحدثت كذلك عن تجربتها الشخصية خلال المشروع. بدوره، عرض المهندس شادي حبيب الله مخططا هندسيا يعكس تصور أعضاء المجموعة لعودتهم إلى قريتهم، أعده وأشرف عليه، عارضا خرائط قديمة وحديثة لمنطقة بلاد الروحة ولقرية اللجون، تبين مساحتها، وموقعها، ومبناها الطوبوغرافي، مبينا الهيئة التي كانت عليها بيوت اللجون ومرافقها قبل النكبة، والتطور الديمغرافي لسكانها ولاجئيها، وحساب عدد أبنائها المهجرين منها اليوم، وهو 16000 نسمة تقريبا، والذين كانوا 1280 نسمة عام 1948، وهو ما أخذ بعين الاعتبار عند التخطيط . وأوضح حبيب الله أن المخطط العام الذي تقترحه المجموعة لقرى بلاد الروحة الـ 34 المهجرة، هو إنشاء عدة تجمعات سكنية، يضم كل واحد منها عددا من القرى القريبة من بعضها، على أن تراعى في التخطيط احتياجات الذاكرة والتراث وصورة المكان في ذهن اللاجئ ووجدانه، وفي الوقت نفسه أن تراعى كذلك الاحتياجات العصرية من أجل حياة كريمة، من عمل، وتعليم، واقتصاد، ومواصلات، وبنية تحتية، وما دون ذلك. وعرض حبيب الله من خلال الخرائط موقع وهيئة اللجون المقترحين لاستقبال أهلها العائدين. وفي الختام عرض فيلم عنون بـ "بسواعدنا"، وهو جرافي ثلاثي الأبعاد، يبين الهيئة المقترحة التي ستكون عليها قرية اللجون عند بنائها مستقبلا، وتحديدا مركز القرية وقلبها وما سيشمله من مرافق مختلفة".
"راجعين" إلى معلول
وتابع البيان: "أما مجموعة معلول، والتي أشرفت عليها هدنا قبطي، فقد قامت بعرض فيلم من إنتاج المجموعة، أخرجه وجدي عودة، وهو يبين موقع القرية وما تبقى منها من معالم بعد تهجيرها، بالإضافة إلى مقابلات مع أسر من معلول، تضم شخوصا من الجيل الأول والثاني والثالث للنكبة. ويعكس الفيلم تصور شباب معلول لقريتهم عند عودتهم إليها، ومرافقها، مبينين أن العودة حق لا يمكن التنازل عنه بأي حال من الأحوال، ومؤكدين على ضحد مقولة دايفين بن غوريون الشهيرة: "الكبار يموتون والصغار ينسون." وقامت مجموعة معلول بنصب لافتات تشير إلى مواقع المرافق المستقبلية التي ستكون في البلدة عند عودتهم إليها، من مدارس، وبنك، وبريد، وجمعيات، وسوق تجارية، ومطاعم ومحلات تجارية، وغير ذلك".
"قرية ميعار المهجرة"
وجاء في البيان: "أما مجموعة ميعار، فقد قدم لمشروعها مشرف المجموعة شادي عكري، مبينا أنهم من خلال مشروعهم يسعون إلى إيصال رسالة مفادها أن العودة أمر قابل للتحقيق، وليس خيالا. وقد عرض فيلم يبين تصور المجموعة، صورت مشاهده في موقع قرية ميعار، وشارك فيه أحمد حسين عبد الهادي شحادة، وهو من مواليد القرية عام 1933، والشاعر الشعبي يوسف سعدة، وسلمى هيبي، ونجوان طه، ووظفت فيه أغنيتا "يما مويل الهوا" ويا توتة الدار" بصوت الفنانة سلام هيبي. والفيلم من تصوير وإخراج ومونتاج إيلي رزق، وأعد الصوت عنان قسيم، وقام المعماري بشارة رزق بتصميم بعض معالم القرية المستقبلية جرافيًّا، كما تصورتها المجموعة عند العودة إليها، مثل المدرسة، والمسجد، ومتنزه القرية. وتضمن الفيلم صورا لميعار وأهلها قبل تهجيرها، ومعلومات تاريخية عنها، وأكد المشاركون فيه على أن أبناء ميعار يملكون جميع القدرات لإعادة بناء وصياغتها مجددا".
"عدنا 2013"
وإختتم البيان :"يذكر أن مشروع "عدنا 2013" لتصور العودة نُفّذَ بشراكة كل من "الجمعية العربية لحقوق الإنسان"، و"جمعية الشباب العرب – بلدنا"، و"جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، و"ذاكرات"، وبتمويل من صندوق "هيكس إيبير". وكان هدف المشروع العمل مع مجموعات شبابية من أبناء الجيل الثالث بعد النكبة، وتثقيفها حول تاريخ الشعب الفلسطيني قبل النكبة وكيفية تشكلها، وكذلك حول واللجوء وواقع اللاجئين اليوم، بالإضافة إلى تدريبها على توثيق الرواية الشفوية، والعمل على إنجاز مشروع ختامي لكل مجموعة يتعلق بوضع تصور للعودة" إلى هنا نص البيان.