دراسة:
أسلوب التعامل مع كيفية الانفصال يساهم الى حدّ بعيد في التقليل من حدّة الألم مقارنة مع الذين ينفصلون بسبب عراك حادّ
كثيرون يعتبرون أنّ التخلي عن صفحة ماضية قد انطوت هو لأمرٌ سهلٌ. إلا أنّ الواقع مغاير تماماً، إذ وبطريقة خاطفة تعود المشاعر لتنبض مجدداً للحبيب السابق، إنما بإيقاعاتٍ مختلفة. مع انتهاء أيّ علاقةٍ عاطفيّة، يُسارع المرء الى القضاء على أيّ نوعٍ من التواصل مع الآخر، فتنقطع المراسلات ويُلغى عن لائحة الأصدقاء على موقع التواصل الاجتماعي، تتمزّق الصور وتدفن المشاعر. لكن مع مرور الوقت وبعد زوال الشغف وحماسة بدايات العلاقة، يبقى رابط ما يمنع ابتعاد الشخصين تماماً، يكون حيناً الحبّ الحقيقيّ ويتحوّل أحيانًا أخرى الى صداقة.
في وقتٍ يرى فيه علم النفس أنّ الرجل يسعى لترك صلة تواصل مع حبيبته السابقة كسبيلٍ للتخفيف من الشعور بالذنب، ويهدف من خلال تلك الخطوة الى عكس صورة جيّدة عنه، رغم أنه لا ينفكّ يبحث في الوقت عينه عن مغامراتٍ أخرى، تفضّل المرأة قطع أيّ صلةٍ مع حبيبها السابق، متجهة نحو الانعزال حتى تتخطى مرحلة الحزن والاكتئاب اللذين يسيطران على مشاعرها، ثمّ تحاول إعادة بناء صلة معه بعدما تكون قد أمّنت لنفسها طريقاً أخرى. يرى علماء النفس أن قطع أي اتصال مع الحبيب السابق ممكن في بعض الحالات التي يعاني فيها أحد الطرفين إحباطاً قويّاً تلافياً لأي مشاكل نفسية أو جسدية وخيمة.
مهما كانت الدوافع وراء افتراق قلبين، لا شك أنّ الوقت والنضج يساهمان الى حدّ كبير في التوصل الى نوع من السلام الداخلي مع الماضي والى بناء حياة جديدة تملؤها العواطف الجيّاشة.
تجاوز التجارب العاطفية
عندما تتعرّض أيّ علاقة حبّ الى انتكاسة ما فتذوب كلّ الوعود، يرى الطرفان أنّه يصعب محو شريط من الذكريات فتبقى المشاعر سجينة فترة طويلة. فيما يجزم خبراء في علم النفس أن الإنسان قادر على تجاوز تجاربه العاطفية مع الوقت، وأنه قادر على نسيان ما قد يصيبه من انتكاسات نفسية في فترة لا تتجاوز "الستة أشهر"، إلا أن للصدمة دورها فإذا كانت كالصاعقة تخلّف وراءها مشاكل نفسية يصعب التخلص منها بسهولة أما أن أسلوب التعامل مع كيفية الانفصال يساهم الى حدّ بعيد في التقليل من حدّة الألم مقارنة مع الذين ينفصلون بسبب عراك حادّ. وعندما ينمّ سلوك الشريك السابق عن أمل في عودة الطرفين لبعضهما البعض، فقد تتحسن الأحوال على المدى القصير.