إمانويلا مدربة التنمية الإقتصادية والمهنية من حيفا:
أعتز وأفتخر بجذوري السورية وإن ما يحدث في سوريا هو محرقة القرن الحادي والعشرين
من واجبي الأخلاقي والإنساني والقومي أن أقوم بمؤازرة شعبي السوري الجبار في مصابه الأليم
يتحدثون عن حقوق الانسان ويدرسونها في جامعاتهم؟ فأتسائل: هل يتضمن هذا المصطلح حقوق الانسان العربي؟ وحقوق الطفل العربي"؟! منذ أن ولدنا ونحن نشهد قمما عربية فأين هي أمتنا العربية اليوم من هذه "القمم" التي يتغنون بها؟
لقد كان لقاءا مؤثرا جدا مع الطفلة السورية وجدتها دموع واحتضان لوجع نازف وسرد لقصة مؤلمة جدا بطلتها طفلة أسميتها "دمشق" وكم فرحت هي بهذه التسمية وأدعو الله في كل لحظة لان تعود سوريا الحبيبة لعزها ولمجدها ولمنعتها
انهيت مؤخرا دورتين مكثفتين للتقديم التلفزيوني وللمراسلة التلفزيونية والاذاعية في تل ابيب. وأعد محبيني ومتتبعي اخباري بأن أطل عليهم دائما بما هو جديد ومميز وأعدهم بألّا اتردد في إغتنام الفرصة الاعلامية التي تتناسب مع مبادئي وقناعاتي
بعد أن سطع إسم المدربة إمانويلا في الاعلام العربي والعبري، منذ عام 2009، وهي من مدينة حيفا، كأول مدربة للتنمية الإقتصادية والمهنية في المجتمع العربي ومدربة رائدة للتدريب الشخصي والجماعي، وذلك من خلال اطلاقها للعديد من المشاريع التدريبية المميزة والفريدة من نوعها على مستوى المجتمع العربي، والتي لاقت اصداءا ايجابيا جدا على المستوى المحلي لاهميتها وللمهنية العالية التي ميّزتها، حيث قامت المدربة إمانويلا مؤخرا بخطوة إنسانية تضيف رونقا وتميّزا جديدا لمسيرتها الفريدة من نوعها، وذلك من خلال إحتضانها للوجع السوري وقيامها بعمل إنساني وقومي من الطراز الأول، فقد قامت المدربة إمانويلا بزيارة إنسانية مؤثرة للطفلة السورية ولجدتها في حيفا، الفارتين من نيران الحرب في سوريا طلبا للعلاج.
إمانويلا مدربة للتنمية الإقتصادية والمهنية
هذه المبادرة الانسانية والقومية والتي تنم عن شخصية متميزة لمدربة ذات حس انساني مرهف وارتباط وثيق بالقومية العربية، بالاضافة الى وعي سياسي عميق وإعتزاز بالجذور السورية، هي تعبير صادق عن تضامن إمانويلا مع الشعب العربي السوري. وعلى خلفية هذه المبادرة والمؤثرة، إلتقينا المدربة إمانويلا وإرتئينا أن نسألها أولا عن موقفها مما يحدث في سورية، فقالت:" بداية، أعتز وأفتخر بجذوري السورية وأؤمن انه من واجبي الأخلاقي والإنساني والقومي أن أقوم بالتضامن مع أبناء شعبي السوري الجبار في مصابه".
أكثر من 1400 شهيد سوري
وتابعت إمانويلا، قائلة:"إن ما يحدث في سوريا الحبيبة اليوم، هو محرقة القرن الحادي والعشرين! ويجب وقف إبادة الشعب السوري فورا، إن أرواح ملايين الأطفال والنساء والشيوخ تزهق في كل لحظة وبكافة الأسلحة، حتى الأسلحة الكيميائية والتي راح ضحيتها أكثر من 1400 شهيد سوري. بالاضافة لذلك، فإن هناك أكثر من 1.2 مليون لاجيء سوري مشردين في لبنان والأردن وتركيا ويعيشون ظروفا تراجيدية ويحلمون بالعودة الى وطنهم".
حقوق الانسان العربي
وأكملت إمانويلا:"إن إبادة الشعب السوري مستمرة وعلى مرئى من العالم كله. وأتسائل: "ما قيمة الانسان في عصرنا؟ وماذا تعني كلمة ضمير في هذا العالم إن كان شعبا بأكمله يباد، والعالم لا يحرك ساكنا؟".. وعن أية حقوق إنسان يتحدثون ويدرسون في جامعاتهم؟ وهل يتضمن هذا المصطلح الرنان "حقوق الانسان العربي" "وحقوق الطفل العربي"؟! أنا شخصيا أشك في ذلك. كما وأتسائل: أين هي "قمة الدول العربية" مما يحدث في سوريا؟ اين هي من الوجع السوري الدامي"؟!! " فمنذ أن ولدنا ونحن نشهد قمما عربية، فأين هي أمتنا العربية اليوم من هذه "القمم" التي يتغنون بها؟!!".
لقاء مع الطفلة دمشق
وحول اللقاء الانساني المؤثر للمدربة إمانويلا مع الطفلة السورية وجدتها،عقّبت قائلة:"لم يكن من السهل الحصول على إذن من إدارة المستشفى بهذا الخصوص، ولكن إصراري على الالتقاء بالطفلة السورية وجدتها جعلا الموافقة ميسرة. ومن منطلق حرصي الشديد على حياتهما، فلم أقوم بنشر اية تفاصيل قد تشكل خطرا عليهما". وتابعت إمانويلا:" لقد كان لقاءا مؤثرا جدا. دموع واحتضان لوجع نازف، وسرد لقصة مؤلمة جدا بطلتها طفلة أسميتها "دمشق"، وكم فرحت هي بهذه التسمية، دمشق هي طفلة جميلة وهادئة جدا، كان جليا للعيان آثار الصدمة وفظاعة ما حلّ بهم وما مروا به خلال الحرب الضروس في نظرتها، في صمتها وفي دموع جدتها، حيث حدثتني دمشق عن شوقها وحنينها لوالدتها... لحظات مؤلمة جدا لم يكن بوسعي حينها سوى أن أحتضن دمشق وأخفي دموعي وتألمي بسبب معاناتها".
الحرمان من التعليم
وأكملت إمانويلا:"بدأنا نرسم ونلون سوية وبدأت "دمشق" تحدثني عن والدتها وعن أسرتها... لم تحدثني الكثير، وشعرت بأنها تريد أن تتناسى بعدها عن أمها، وطلبتُ من "دمشق" أن تكتب على الورقة إسمها لأحتفظ بها كذكرى لدي، فقالت: "انا ما بكتب"..كم كان وقع هذه الكلمات قاسيا علي... فما ذنب هذه الطفلة لتحرم من التعليم؟ "قلت في نفسي"..وبعدها أمسكت بالقلم وكتبت لها اسمها، وحاولت هي كتابته ايضا، لكنها توقفت قليلا ونظرت الى الهدية التي أحضرتها لها آبتسمت واحتضنتها بقوة، وركضت بها في غرفة المستشفى فرحة بها وكم كانت مؤثرة تلك اللحظات!!".
عشق الأرض والوطن
وتابعت امانويلا: "وجلست للحديث مع جدتها, احتضنتها وقلت لها "كم أنت إمراة شجاعة! ابتسمت الجدة، ونظرت الحنين للوطن المغرورقة بالدموع لم تفارقها منذ بداية لقائنا حتى نهايته، فقلت لها:"إنني اشتم عطر سوريا في راحتيك"، فشهقت بالبكاء وإحتضنتني".
كما وحدثتني الجدة كيف كانت تتسوق في أسواق دمشق العريقة وعن الناس في سوريا، عن أخلاقهم وطيبتهم، عن عشقهم للأرض وارتباطهم الوثيق بها وعن الأسواق والاروقة القديمة. وفي نهاية لقائي بهما، بكت الجدة السورية بحرقة واحتضنتني،فقبلت جبينها، وقلت لها: "شرف كبير لي أن أقبل تراب سوريا، فهو يحتضن دماء الشهداء الزكية"!، وأدعو الله في كل لحظة لان تعود سوريا لعزها ولمجدها ولمنعتها، وأن ينتصر الشعب السوري على أعدائه كافة".
إغتنام الفرصة الاعلامية
وفي نهاية طرحنا على المدربة إمانويلا أسئلة عن آخر أخبارها، فعقّبت قائلة :"لقد قمت بالعديد من الدورات التدريبية، وخاصة في أوساط النساء اللاتي يطمحن لافتتاح مصالح تجارية ناجحة، فأنا أؤمن بالدور الحضاري للمرأة من أجل النهوض بالمجتمع على كافة الأصعدة وخاصة الاقتصادية منها، وكان جلّ تركيزي في الآونة الأخيرة على الدراسة، بالاضافة لشغفي الشديد بالتدريب "بالكوتشينغ"، فأنا أيضا شغوفة جدا بالاعلام وخاصة المرئي. فقد انهيت مؤخرا، دورتين مكثفتين للتقديم التلفزيوني وللمراسلة التلفزيونية والاذاعية في تل ابيب. وأعد محبيني ومتتبعي اخباري بأن أطل عليهم دائما بما هو جديد ومميز، لأنني احترمهم واحبهم، وأعدهم بألّا اتردد في إغتنام الفرصة الاعلامية التي تتناسب مع مبادئي وقناعاتي لأقدمها بأسلوب مميز يجمع ما بين الموهبة الاعلامية وإتقان أسس التقديم التلفزيوني والمراسلة التلفزيونية بحذافيرها".