الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 03:02

الشعار الانتخابي لمرشحي الرئاسة مفارقات في المصداقية والترويج/ بقلم: بلال شلاعطة

كل العرب
نُشر: 20/09/13 09:45,  حُتلن: 14:20

الكاتب بلال شلاعطة في مقاله:

لا خلاف ان البرنامج الانتخابي هام جدا ولكن بمقارنة بسيطة لهذه البرامج نجد انها متشابهة فجميعها يتحدث عن التربية والتعليم، البنية التحتية توسيع مناطق النفوذ ومسطح البلدة العربية الخ

الاعلام الانتخابي الوجاهي له أبعاد في ترك انطباعات سلبية او ايجابية لدى الناخبين وهو الاكثر اقناعاً لأنه يعتمد على المصدر وفي هذه الحالة فهو المرشح للرئاسة مما يتيح للخطاب الانتخابي الوصول بالطريقة المثالية للناخبين

الشعارات الانتخابية ترتكز في معظمها على ركيزتين الاولى الإعلان الايجابي وهي تحمل كل مفاهيم الرسالة الايجابية وتأثيرها الايجابي على المرشحين والمواطنين على حد سواء، والثانية ترتكز على الشعارات السلبية والتي في معظمها تحمل مفاهيم سلبية كنوع من منافسة الخصم الانتخابي في حالة كونه فردياً او جماعياً

مما لا شك فيه ان المنافسة الانتخابية لرئاسة السلطات المحلية بدأت تحتدم ومما لا شك فيه ايضاً ان الاوراق الانتخابية المخبأة تحت الطاولة لجميع مرشحي الرئاسة بدأت تظهر شيئاً فشيئاً وذلك من خلال توظيف وسائل وآليات انتخابية متنوعة في المصداقية والترويج. من هذا المدخل بالتحديد ورجوعاً عشرات السنين الى الوراء، كان ولا زال الترويج الانتخابي عاملاً محفزاً ومفصلياً لنجاح أحد مرشحي الرئاسة، فإذا كان الترويج الانتخابي مقتصراً في الماضي على الجمعات العائلية او الحاراتية فإن الترويج الانتخابي الآن آخذ طابعاً آخر في الشعارات الانتخابية وأحدث تقطباً واسعاً وحتى تفسخاً مجتمعياً كبيراً. الاعلام الانتخابي الوجاهي له أبعاد في ترك انطباعات سلبية او ايجابية لدى الناخبين وهو الاكثر اقناعاً لأنه يعتمد على المصدر، وفي هذه الحالة فهو المرشح للرئاسة مما يتيح للخطاب الانتخابي الوصول بالطريقة المثالية للناخبين. في الفترة الانتخابية الماضية قبل نحو خمس سنوات، كان الخطاب الانتخابي قصيراً وواضحاً اما الآن فصار طويلاً ومملاً وحتى كنت اجزم أنه يحمل نوعاً من التضليل للجماهير، فعملية الترويج للمرشحين أصبحت من منطلق التعامل مع التطور الاعلامي حتى بدا واضحا ظهور جدلية في المصداقية والموضوعية، بمعنى ان الزخم الاعلامي في الشعارات لا يعني بالضرورة نتيجة ايجابية.

تأثير الشعارات على الناخب 

من هذا الباب بالتحديد انتقل الى انتقاء الشعارات الانتخابية لمرشحي الرئاسة كنوع من الترويج الجماهيري الواسع، فالشعارات الانتخابية ترتكز في معظمها على ركيزتين الاولى الإعلان الايجابي وهي تحمل كل مفاهيم الرسالة الايجابية وتأثيرها الايجابي على المرشحين والمواطنين على حد سواء، والثانية ترتكز على الشعارات السلبية والتي في معظمها تحمل مفاهيم سلبية كنوع من منافسة الخصم الانتخابي في حالة كونه فردياً او جماعياً. كنت اقول ان الشعارات الحاراتية اقوى في الدعاية الانتخابية المباشرة لان الشعارات اعطت طابعاً واقعياً اكثر. في سياق متصل لشبكات التواصل الاجتماعي، قامت هذه الشبكات بابتلاع هذا الكم الهائل من الشعارات الانتخابية والتي اثرت سلباً على تقبل أو عدم تقبل الناخب لهذه الشعارات. لا يمكن للشعارات الانتخابية الكثيرة ان تؤثر على الناخب بالطريقة الصحيحة او المرجوة بل على العكس تماماً، فإنها تسبب بلبلة لدى الناخب بعد ان ادخلته في دوامة من الخيارات الصعبة. في هذا الجانب تؤثر مصداقية وموضوعية الشعارات الانتخابية على الناخبين من باب التاثير السلبي على قناعاتهم. ضف على ذلك ان هذه الشعارات عليها ان تكون في علاقة مباشرة مع الاجندة الانتخابية، وهذا ما تفتقره معظم الحملات الانتخابية للوسط العربي. عملية العلاقة او الصلة ما بين الشعار الانتخابي والبرنامج الانتخابي هامة جداً، فهي بالتالي تحمل كل معاني المصداقية والموضوعية للمرشح. لا شك ايضا ان المبنى الحمائلي وكنت اقول العائلي للمجتمع العربي اثر كثيرا في اختيار الشعارات الانتخابية، فهذه الشعارات اخذت تنصهر اكثر فاكثر من خلال مفاهيم أو أطر عائلية والتي ما زالت ترافق المجتمع العربي. المواطن العربي في هذه البلاد اصبح متيقنا ان الشعارات الانتخابية لا تكفي من اجل اقناعه لانتخاب مرشح دون الاخر لأنه يناقش يقارن ومن ثم يختار، وذلك طبعاً وفقاً لظروف اعلامية عايشها على مدار خمس سنوات للحكم المحلي العربي. من هنا يجب على مرشحي الرئاسة اختيار شعارات تلائم وضعيتهم وفق قراءة اعلامية للماضي لمعرفة ما الذي اثر او ما الذي يؤثر على الناخب.

الإعلام الإنتخابي 
في انتخابات السلطات المحلية وللمقارنة بين فترات على وجه التحديد، لا خلاف ان البرنامج الانتخابي هام جدا ولكن بمقارنة بسيطة لهذه البرامج نجد انها متشابهة، فجميعها يتحدث عن التربية والتعليم، البنية التحتية توسيع مناطق النفوذ ومسطح البلدة العربية الخ. اذاً ما هو التحدي الذي يقف امام مرشح الرئاسة؟ التحدي هو عيني وله طابع المصداقية والموضوعية ليس اكثر لإرجاع الناخب الى الواقع الحياتي للمجتمع العربي. سيكيولوجية الناخب العربي لا تختلف عن الناخب الغربي مع ان المجتمع العربي يحمل مفاهيم ثقافية وحضارية مختلفة ولكن هذه المفاهيم استقاها المجتمع العربي من المجتمعات الغربية خصوصاً في كل ما يتعلق بصقل الرأي العام. اذا كانت البرامج الانتخابية متشابهة والشعارات في معظمها متشابهة لم يبق للمنافس على الترشح للرئاسة سوى مقابلة الجمهور والعمل على اقناعه بمفهوم انا الانسب او انا الملائم اكثر، في هذه الحالة المنافسة تتحول ما بين مرشحي الرئاسة لمنافسة بين احزاب او عائلات او منافسة بين احزاب تحت غطاء عائلي ويمكن في مقال اخر ان نخوض في قضية التكتل الحزبي او العائلي السياسي للمجتمع العربي. لا شك ايضا ان النقاش الانتخابي له حيز كبير من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والذي اثر بالتالي على محوري المصداقية والترويج للانتخابات بطبيعة الفحوى او المضمون العائلي واحيانا بغطاء حزبي. المجتمع العربي مجتمع ابوي وقد اثّر كثيراً في صياغة مفاهيم ومعاني اضافية لقضية انتقاء او اختيار الشعارات الانتخابية والتي تتخلى في معظمها عن البرامج الانتخابية والتي تتكرر مع كل فترة انتخابية وتؤثر تباعاً في مصداقية المرشحين وذلك لان تبني آليات ووسائل الترويج الانتخابي اصبحت تحمل تضليلاً للمواطنين. باعتقادي الجازم يجب ان يكون هنالك انسجام ما بين البرنامج الانتخابي لكل مرشح بحيث يتم طرح البرنامج الانتخابي في المرحلة الاولى ومن ثم يتم اختيار الشعار الانتخابي. لا يمكن للبرنامج الانتخابي ان يعرض متأخراً على المواطن ليسبقه الشعار الانتخابي في الطرح. بمعنى آخر، ركيزة الشعار تبقى البرنامج الانتخابي وليس العكس. للأسف ما يحدث في مجتمعنا العربي مخالف تماماً حتى لاصول اللعبة الديموقراطية في طرح البرنامج النتخابي ومن ثم اختيار الشعار، فالشعار الانتخابي اصبح ركيزة للبرنامج الانتخابي لأنه وبعد انتهاء فترة الانتخابات يفقد الشعار الانتخابي من قيمته وذلك لان فترة الدعاية الانتخابية قد انتهت. النتيجة تكون أنه لا يمكن تمويه المواطنين بالشعار الانتخابي لأنه يفقد من مصداقيته مع عرض البرنامج الانتخابي. على الشعار الانتخابي ان يتواصل مع التجربة الاعلامية او المجتمعية او الشعبية، وفي حال عدم تواصله فانه سيفقد من قيمته اذا كان هنالك جدل أو نقاش حوله او عليه. في حالة اندلاع هذا النقاش ستكون مشكلة مضاعفة لدى المرشح، أي ان عملية اقناع الناخبين ستكون مضاعفة، فالاولى ستكون اقناعهم بتقبله كرئيس والثانية ستكون اقناعهم بقبول شعاره الانتخابي. من هنا اصل الى نتيجة ان الاعلام الانتخابي يجب ان يعتمد على البرنامج الانتخابي حتى لو تكرر وهو يتكرر في معظم الاحيان والشعار الانتخابي عليه ان ينسجم مع طبيعة البرنامج والتجربة، وفي هذه الحالة سيكون الترويج الانتخابي مقبولا ويحمل مصداقية اعلامية وجماهيرية تعطي نتائجها في صناديق الاقتراع.

الكاتب بلال شلاعطة: هو إعلامي وعامل اجتماعي جماهيري ومختص في الادارة العامة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net



 

مقالات متعلقة

.