انطلقت بعد صلاة عصر اليوم الثلاثاء المسيرة الحاشدة من مسجد التقوى في كفرمندا لإحياء ذكرى هبة القدس والأقصى وقد تقدم المسيرة شخصيات سياسية وإجتماعية بارزة في الوسط العربي
رئيس لجنة المتابعة محمد زيدان :
رغم إختلاف وجهات النظر والمواقف بين الاحزاب المختلفة في الداخل الفلسطيني إلا أن جميعها تتفق شيء واحد يوحدنا عندما يتعلق الأمر بمصيرنا وبمقدستاتنا والذي من أجله نستشهد ونضحي
إذا كانت المؤسسة الإسرائيلية تظن أن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وكل المقدسات في القدس وغيرها من بلدات في الداخل الفلسطيني هي لقمة سهلة فهم مخطئون وإذا اعتقدوا بأن الظلم والتمييز والقهر سيثنينا عن نضالنا فإنهم واهمون
نثمن غاليا الجهود التي تقوم بها كل الهيئات السياسية من أجل إحياء المواقف الوطنية وأشكر كل الوجوه الكريمة التي تتواجد اليوم معنا من اجل تعزيز الوحدة الوطنية
حلمي بشناق في كلمته نيابة عن ذوي الشهداء:
نجتمع هذا اليوم وكما في كلّ عام لإحياء هذه الذكرى الغالية على قلوبنا والراسخة في أذهاننا ذكرى انتفاضة القدس والأقصى
ننقل هذه الذكرى من جيل إلى جيل كي تعرف الأجيال القادمة أننا نعيش في واحة العنصرية والهمجية وأن تعرف الأجيال القادمة أن هناك أجيالا ضحوا بالغالي والنفيس من أجل العيش بحرية وكرامة ألا وهم شهدءنا الأبرار
أختتمت المسيرة الحاشدة التي دعت إليها لجنة المتابعة، في بلدة كفرمندا، بمهرجان خطابي ضخم وذلك إحياء للذكرى الـ13 لشهداء هبة القدس والأقصى، فتمر السنين ويزداد الحنين ويكبر الألم ويعلو صوت الأنين، كما بالأمس اليوم أيضا اعتداءات وهجمات شرسة وعنصرية فاقت الحدود واجتازت الرقم القياسي في تعامل الدولة مع مواطنيها اذا كانوا عربا، لتنال من طموحاتهم وتكسر عنفوانهم وتخرس صوتهم لأنه صوت عادل يتنفس حقا وحرية.
وقد انطلقت المسيرة، بعد صلاة عصر اليوم الثلاثاء من مسجد التقوى في كفرمندا وجابت شوارع البلدة لتختتم بمهرجان خطابي حاشد حضره الآلاف من الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل التي وصلت من مختلف القرى والمدن العربية من الجليل والمثلث والنقب، كان في مقدمتهم أعضاء لجنة المتابعة العليا وقيادات الحركات والأحزاب السياسية، ومنهم رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد زيدان ورئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح ونائبيه الشيخ كمال خطيب والشيخ حسام أبو ليل، وأعضاء كنيست عرب، منهم محمد بركة وحنين زعبي وجمال زحالقة ومسعود غنايم وإبراهيم صرصور وأحمد الطيبي وحنا سويد وغيرهم.
رفع أعلام وشعارات
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية والأعلام السوداء، وحملوا صور الشهداء والشعارات المختلفة منها "المجد والخلود لشهدائنا الأبرار"، وهتفوا مطالبين بمعاقبة قتلة الشهداء وأخرى تندد بسياسية المؤسسة الإسرائيلية الرسمية ضد المواطنين العرب ومنها "ما منهاب ما منهاب إسرائيل دولة إرهاب". وجابت المسيرة الشارع الرئيسي، وصولا الى ساحة حي النبعة حيث أقيم مهرجان خطابي تولى عرافته الدكتور إياد عيساوي، وأفتتح بتلاوة من القرآن الكريم تلاها الشيخ فتحي زيدان، وقد تحدث فيه حلمي بشناق شقيق الشهيد رامز بشناق باسم ذوي الشهداء، ورئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد زيدان.
ذكرى غالية
وقال حلمي بشناق في معرض كلمته التي ألقاها نيابة عن ذوي الشهداء:"نجتمع هذا اليوم وكما في كلّ عام لإحياء هذه الذكرى الغالية على قلوبنا والراسخة في أذهاننا ، ذكرى انتفاضة القدس والأقصى، وننقل هذه الذكرى من جيل إلى جيل، كي تعرف الأجيال القادمة أننا نعيش في واحة العنصرية والهمجية، وأن تعرف الأجيال القادمة أن هناك أجيالا ضحوا بالغالي والنفيس من أجل العيش بحرية وكرامة، ألا وهم شهدءنا الأبرار".
موقف يوحدنا
وشدد رئيس لجنة المتابعة محمد زيدان خلال كلمته امام الجماهير على أهمية إحياء هذه الذكرى، وأكد زيدان أنه "هذه الذكرى هي سنوية لكنها ستبقى راسخة فينا وبكل فرد منا"،مشيراً الى أن "فلسطينيي الداخل سيبقون متحدين بعقيدة التضحية وأن الفلسطينيين لا ينحنون وسيستشهدون دفاعاً عن ارضهم وحقهم بكل شيء ان كان بالأرض او بالمقدسات". وقال زيدان:"رغم إختلاف وجهات النظر والتوجهات والمواقف بين الاحزاب المختلفة في الداخل الفلسطيني، وهذا أمر طبيعي، إلا أن جميعها تتفق على شيء واحد يوحدنا عندما يتعلق الأمر بمصيرنا ومبقدستاتنا والذي من أجلهما نستشهد ونضحي". ووجه زيدان رسالة للسلطات الإسرائيلية وقال:"إذا كانت المؤسسة الإسرائيلية تظن أن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وكل المقدسات في القدس وغيرها من بلدات في الداخل الفلسطيني هي لقمة سهلة فهي مخطئة، وإذا اعتقدوا بأن الظلم والتمييز والقهر سيثنينا عن نضالنا فإنهم واهمون، وإذا ظنوا أن هدم البيوت، كما في العراقيب، سيثني عزائمنا فهم واهمون فكلنا عزم وارادة ونحن هنا باقون ما دام الزعتر والزيتون". وتابع زيدان " إن المجازر التي ارتكبتها المؤسسة الإسرائيلية كثيرة وليست فقط هبة الاقصى، فهناك مجزرة كفرقاسم ومجزرة صندلة وغيرها من المجازر والتهجير والحصار قبل عام 1948 وبعده".
أسرى الداخل
وإختتم زيدان "نثمن غاليا الجهود التي تقوم بها كل الهيئات السياسية من أجل إحياء المواقف الوطنية وأشكر كل الوجوه الكريمة التي تتواجد اليوم معنا من اجل تعزيز الوحدة الوطنية. وأريد ان اذكر اليوم، غير الشهداء والجرحى، أسرى عرب الداخل في سجون الإحتلال وأنوه انه كنا قد ارسلنا برسالة للرئيس الفلسطيني أبو مازن، خلال المفاوضات الاخيرة، مطالبين بأخذ أسرانا من عرب الداخل بالحسبان، وتبشرت خيرا من جوابه، لكننا ما زلنا ننتظر النتائج، ومن هنا أعود وأتوجه للسيد أبو مازن بأن يكون نصيبا لأسرى الداخل خلال المفاوضات من أجل تحرير الاسرى، فلا يمكن ان نكون مظلومين من الجانب الإسرائيلي وأيضا من الجانب الفلسطيني".