سعد بوعقبة في مقاله:

وزير الإعلام يتحدث لنواب صالونات الحفافة عن الترتيبات التي وضعها قانون الإعلام لغلق القنوات الخاصة إذا تجاوزت حدودها.!

 هل هناك موضوع يمكن أن تتحدث فيه قنوات الحكومة وقنوات الفساد غير الحديث عن الصدر الأعظم والباب العالي؟! وفي أحسن الحالات إعطاء الكلمة للنواب الحفافات وأحزاب التأييد والمساندة! 

الزميلة “الوطن” جاءت بفكرة إعلامية رائعة محتواها أن أي صحفي يتعرض بالنقد للجيش أو الرئيس يعاقب كما يعاقب تلاميذ الابتدائي من طرف المعلمين بكتابة ألف مرة عبارة: “لن أتعرض للجيش أو الرئيس”! الفكرة لو أثارتها “الوطن” قبل إقرار قانون الإعلام لطالبنا بإدخالها في قانون الإعلام كمادة عقابية لكل من يتجرأ على نقد الرئيس أو الجيش. أطرف من هذا أن نائب من “نوائب” برلمان الحفافات قالت عني: أنني أطلقت صفة الحفافات على البرلمان الحالي لأنني فشلت في الترشح لعضوية هذا البرلمان.! ولذلك أنتقم منه بهذه الطريقة.!ما قالته هذه النائبة (صحيح) فقد رفضت الأحزاب ترشحي للنيابة ضمن قوائمها لأنني لا أحمل شهادة حفاف؟!

قانون الإعلام
وزير الإعلام يتحدث لنواب صالونات الحفافة عن الترتيبات التي وضعها قانون الإعلام لغلق القنوات الخاصة إذا تجاوزت حدودها.! ويتحدث الوزير عن حكاية الغلق قبل فتح السمعي البصري.. ولا أحد من النائبات يقول له كيف تتحدث عن الغلق قبل إنجاز حكاية فتح السمعي البصري؟! لا النواب ولا الوزير ولا الحكومة تساءل أي منهم عن حكاية فتح قنوات خاصة قبل إصدار قانون الفتح.. بل حتى هذه النائب تحدثت في قناة فتحت نشاطها كما يفتح السوق العشوائي في بومعطي؟! بطبيعة الحال ليس من اختصاص البرلمان أن يسأل الوزير لماذا يفتح مضاربون قنوات خاصة قبل إصدار القانون؟! قنوات متخصصة في مدح الباب العالي والصدر الأعظم مقابل السماح لها بالعمل خارج إطار القانون.!

قنوات موضوعاتية
الوزير تحدّث عن فتح قنوات موضوعاتية.. فهل القنوات الحكومية الآن وقنوات الطرابندو الموجودة ليست قنوات موضوعاتية؟! هل هناك موضوع يمكن أن تتحدث فيه قنوات الحكومة وقنوات الفساد غير الحديث عن الصدر الأعظم والباب العالي؟! وفي أحسن الحالات إعطاء الكلمة للنواب الحفافات وأحزاب التأييد والمساندة! وإذاعة أخبار نكح وذبح.! لست أدري لماذا يعلق الصحفيون آمالا كبيرة على حكاية فتح السمعي البصري؟! هل فتح المجال السياسي بالسماح بتكوين أحزاب، قد أعطى النتائج المرجوة في الحقل السياسي حتى نطمع في تحقيق الشيء نفسه في المجال الإعلامي.إنني تعبان وفي حاجة لأن أكتب ألف مرة عبارة “لن أنتقد برلمان الحفافات..! عقابا لي كتلميذ إعلامي بليد لا يحترم أساتذته الحفافات في البرلمان؟!

* نقلا عن "الخبر" الجزائرية

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net