لبنى ناطور:
انخراط المرأة القلنسوية في سوق العمل ليس كافيًا وغير مدعوم ولا يزال متدنيًا لذلك لا بد ان نبحث عن اطر لتشغيلهن
هناك الكثير من الكوادر والطاقات المدفونة والمحاصرة لدى الفئات العمرية المختلفة في قلنسوة ولا تجد توجيهًا او دعمًا صحيحًا لاستغلال تلك الطاقات
قلنسوة اليوم تعاني من نسبة بطالة عالية جدًّا وخاصة في الوسط النسائي واندماج الافراد بسوق العمل متدنٍّ ونسبة الباحثين عن العمل متدنية
الكثير من النساء في المجتمع العربي لا ينخرطن في سوق العمل، الامر الذي قد ينعكس على حياتهن المعيشية بصورة سلبية وشاقة، لكن الشابة لبنى ناطور ابنة مدينة قلنسوة، تسعى جاهدة لدعم النساء كي ينخرطن في العمل، من خلال عملها كمركزة تشخيص توجيه وتشغيل في مركز التوجيه المهني والتشغيل الاقليمي.
ناطور انسانة صريحة وجريئة وتتحلى بالأخلاق العالية، وتضع امام اعينها فقط النجاح، ولا تخاف من الفشل او اليأس، بل تواصل مشوارها بكل قناعة وفخر، حاورنا في اللقاء التالي:
لبنى ناطور
ليدي: بطاقتك الشخصية؟
لبنى: لبنى ناطور خروب، الأصل من قرية جلجولية، واليوم اسكن في مدينة قلنسوة. درست في عدة مجالات اهمها دراسة للقب الاول في علوم الاجتماع الانتربولوجيا والعلوم السياسية، جيل طفولة مبكرة، معالجة تربوية لسن المراهقة، ادارة مؤسسات ومجالات اخرى متعددة.
ليدي: هل لك ان تعرفينا على طبيعة عملك؟
لبنى: اعمل اليوم كمركزة تشخيص توجيه، وتشغيل في مركز التوجيه المهني والتشغيل الاقليمي الطيرة فرع قلنسوة التابع لشركة الفنار.
اقوم ببناء برامج مرافقة وبمرافقة ودعم كل من يبحث عن عمل، او والاندماج بسوق العمل، وبتهيئة الافراد بصورة مهنية وإعدادهم لدخول لهذا السوق بصورة سلسة وسهلة، وبما يتوافق مع احلامهم وتطوير ذواتهم وفق برامج مدروسة وموضوعة، وضمن العمل مع طاقم وزملاء مهنيين.
ليدي: لماذا اخترت مجال العمل الذي تعملين به؟
لبنى: عملت في بلدتي الام قلنسوة بعدة مجالات، وشاركت بفضل الله بإقامة عدة مشاريع ناجحة لأجيال مختلفة، ومن خلال مسيرة حياتي العملية لمست ان هناك الكثير من الكوادر والطاقات المدفونة، والمحاصرة لدى الفئات العمرية المختلفة في قلنسوة، ولا تجد توجيهًا او دعمًا صحيحًا لاستغلال تلك الطاقات، التي من المتوقع ان تحرز تقدمًا ونجاحًا في مستوى حياة الافراد بشكل خاص ومستوى البلدة بشكل عام. عملي اليوم هو فرصتي لشق مثل هذه السبل والأخذ بيد الكثيرين من البلدة، ووضع اقدامهم على طريق النجاح وتحقيق الذات.
ليدي: كيف تقيمين اندماج المرأة في سوق العمل بشكل عام وفي قلنسوة بشكل خاص؟
لبنى: كما ذكرت، هناك طاقات وكوادر هائلة غير مستغلة، وتذهب سدى في وسطنا العربي بشكل عام وفي وسط النساء خاصة، وتقديري أن انخراط المرأة القلنسوية في سوق العمل ليس كافيًا وغير مدعوم، ولا يزال متدنيًا، لذلك لا بد ان نبحث عن اطر لتشغيلهن.
ليدي: هل السلطات المحلية العربية تهتم بشؤون المرأة من حيث العمل؟
لبنى: ﻻ استطيع الجزم والتعميم بالنسبة لعمل السلطات المحلية والعربية، في ما يتعلق باهتمامهم بشؤون المرأة، ولكن ما نراه على ارض الواقع في المجتمع العربي واندماج النساء بسوق العمل، هو اننا ما زلنا بحاجة الى عمل دؤوب كادح ومتواصل، من اجل تطوير وتحسين ظروف اندماج المرأة بسوق العمل.
ليدي: ما هو الدور الذي تقومين به انت في سبيل دعم المرأة؟
لبنى: من خلال عملي، نقوم ببرامج مرافقة ومتعددة ومتنوعة بالملاءمة مع احتياجات ومتطلبات الوسط النسائي في قلنسوة بشكل خاص، كما اقوم بنشر فعاليات عملنا بالوسط النسائي بشكل حثيث ومكثف، وقد اقمنا منتديات نسائية ونعمل بالشراكة، بين المؤسسات المحلية والجمعيات المختلفة في البلدة، من اجل اقامة منتديات جديدة للنساء، لدعمهن وحثهن على الانخراط بسوق العمل، كذلك دعم وتعزيز مكانة المرأة وتحقيق ذاتها.
ليدي: سبق وان عرضت معطيات خطيرة نوعًا ما عن قلنسوة، كيف شعرت بعد ان علمت بها ومن المسؤول عن تردي الاوضاع في قلنسوة؟
لبنى: من الصعب القاء اللوم والمسؤولية على طرف او مؤسسة او جهة او سلطة، فالكل سواء بالمسؤولية، وما يقلقني النتيجة، والأمر الاخر الذي يقلقني بشكل شخصي وعام هو التظافر والعمل المشترك بين جميع الهيئات المحلية، لمحاولة تخطي العقبات وإعلاء مستوى الفرد بقلنسوة، والعيش بكرامة وثقة لكل الافراد.
ليدي: ماذا ينقص قلنسوة؟
لبنى: ينقص قلنسوة تطوير مصالح وشركات محلية، بإمكانها استيعاب واستقطاب الافراد الباحثين عن العمل، وتحسين المستوى الاقتصادي بالبلدة، كما ينقصها مصالح تعود عليها بالموارد التي من الممكن ان ترفع من مستوى المعيشة، وينقصنا شبكة مواصلات تتلاءم مع احتياجات مدينة واحتياجات افراد، تسهل عليهم التنقل والانخراط بسوق العمل، فليس بمقدور كل الافراد امتلاك مركبة خاصة، وخاصة النساء. كما ينقص الافراد وحسب ما المسه بعملي التوجيه والمرافقة باختيار المهنة، بما يتوافق مع تحقيق الذات وما يتطلبه سوق العمل .
ليدي: كيف تؤثر الاوضاع الحالية على السكان؟
لبنى: قلنسوة اليوم تعاني من نسبة بطالة عالية جدًّا وخاصة في الوسط النسائي. اندماج الافراد بسوق العمل متدنٍّ ونسبة الباحثين عن العمل متدنية بسبب الاوضاع التي ذكرتها، كما ان مستوى المعيشة بقلنسوة متدنٍّ فهي درجة 2 من اصل 10 على سلم مستوى المعيشة .
ليدي: ماذا بالنسبة للتربية والتعليم في قلنسوة؟
لبنى: لا انكر انني المس من خلال عملي الكثير من الحراك والنشاط، من قبل كل الافراد المسؤولين والأطراف، في سبيل تطوير التربية والتعليم بقلنسوة، وألحظ انها تأخذ مكانة عالية بحياة الاطراف، لكنها بحاجة ماسة الى دعم مادي ومعنوي ومرافقة مهنية، وبناء برامج وفق احتياجات بلدة قلنسوة بشكل خاص.
ليدي: هل تؤمنين بضرورة أن يكون تمثيل نسائي على الساحة السياسية المحلية؟
لبنى: نعم، اؤمن جدًّا، فالنساء شقائق الرجال، والنساء كما الرجال باستطاعتهن ابداء الراي، ولديهن القدرة ايضًا على التخطيط والتنفيذ والرؤية الشمولية، وان تهميش المرأة بهذا الجانب معناه اهمال نصف المجتمع ان لم يكن كله، فنحن لسنا بحاجة لأصوات النساء فقط عند صناديق الاقتراع.
ليدي: هل انت انسانة صريحة كل الوقت؟
لبنى: نعم، احاول ان اكون صريحة وواضحة كل الوقت، لكن احاول ايضًا ان لا أجرح او تحرج صراحتي احدًا، فانا اختار كلمات صراحتي واحب ان تكون صراحتي بهدف الاصلاح والمنفعة.
ليدي: هل فكرت في يوم من الايام أن تكوني سياسية؟
لبنى: بصراحة، لم يخطر ببالي ان اكون سياسية بالمفهوم الدارج، ولكني اعتبر ان السياسة هي رسالة لما يؤمن به الفرد، واداء الواجب لما تمليه المصلحة العامة والفائدة، لذا اؤمن انني فعلاً اعمل بالسياسة لكن دون اضواء.
ليدي: هل انت راضية عن عمل السلطة المحلية في قلنسوة؟
لبنى: نعم راضية، فانا اتحدث واقعًا وليس مجاملة لأي انسان، منذ اللحظة الاولى لدخولي للعمل وانا احظى بالدعم والمرافقة، فمن اهم اهتمامات الرئيس الحالي مكافحة البطالة، والعمل على تطوير وتحسين الظروف المعيشية للأفراد. كما المس دعمه لمشاريع اخرى متعددة.
ليدي: ما هي رسالتك الاخيرة؟
لبنى: رسالتي لكل مجتمعي، القراءة العميقة بكل مفاهيمها، قراءة الامور وقراءة الوقت ومتطلباته، قراءة الظروف والاوضاع، قراءة المعرفة والاستطلاع، قراءة اﻵخرين وتفهمهم والعمل على دعمهم ومساندتهم، قراءة القدرات واللا قدرات ومن ثم التروي واتخاذ القرارات المناسبة، وان لا ينسى الافراد انهم يعيشون بتناسق وتناغم مع مجتمع كامل ومتكامل، فعليهم عدم تهميش ذلك المجتمع، وعلى المجتمع والمؤسسات ان ترى كل فرد بقدراته، انه خاص وفريد من نوعه.