نانسي مزاوي شحوك في مقالها:
كُل منّا يَطمَح لكَسب مركز مُحَبّب لديه بَين النّاس إن كان في الإجتماعيات أو في العَمَل أو في اختيارِ مَنصِب يَعتَقد أنّه يَستحِق وبجدارة الحُصول عليه مع لَقَبٍ يَرفَعُهُ إلى أعالي القِمَم
لماذا على الإنسان أن يَدفنَ فَنَه وقدراتَهُ؟ لماذا عليه أن يلتَزمَ الصّمت الطّاغي؟ هل لأن أطياف أشباح ماضية تَرفُض مَنح الفُرص له؟ هل عليه أن يحيا ويموت ويطمُر معه الحلم لأنه عاش بزمن الأنانية وحًب التّسلُّط
يبدأ المرءُ الطموح طفلاً في تحصيلِ النتائج المُرضية ويسعى جاهداً لدخول المؤسّسات التعليمية العُليا ويَنظُر للأُفق ظانّاً بأنه سيجِدُ نفسَه مُتربعاً فَوق قُرص الشّمس، ليَشعُر نفسه فجأة وبَعد أن عَبَرَ كلَّ تلك البحار قد سَقَطَ خَلفَ الأفُق غارقاً بظلمةِ موحِشة
جيلٌ حالِمٌ بِعَصرٍ قد فاقَ اليَوم كُلَّ خيال من خُصوبة التّطوُّر، التّوسُّع والتّقدُّم الرّهيب في شتّى المَجالات الحياتيّة. كُل منّا يَطمَح لكَسب مركز مُحَبّب لديه بَين النّاس، إن كان في الإجتماعيات أو في العَمَل أو في اختيارِ مَنصِب يَعتَقد أنّه يَستحِق وبجدارة الحُصول عليه، مع لَقَبٍ يَرفَعُهُ إلى أعالي القِمَم.
كيف بات النّظام اليَوم؟
نظام أناني، يَعتمد على تثبيت الشّخص وتحنيطِه لأعوام طويلة، والتّشبّث به حتى النّهاية...وخلال تلك الفترة يَمُرُّ جيلٌ كاملٌ، يَحمِلُ في نشاطِهِ جُرعة من التّحَمُّس وَرشفَة من الأحلام، يسعى بهم جاهداً لتحقيق الذات والهَدف المَنشود...ولكن للأسف، نجد أنّ الطّريق أمامهُ مسدودة، لماذا؟؟
لأن المكان الذي يستحق هو ارتقاءَهُ مَحفورٌ عليه اسمٌ قديم لِعَهدٍ ولّى ومَضى، يَرفُضُ رَفضاً قاطِعاً التّنحّي جانباً لإعطاء الأحلام اليانِعة فُرصة ولَو لمرة لِتَحقيق المُراد والغاية...
لماذا على الإنسان أن يَدفنَ فَنَه وقدراتَهُ؟ لماذا عليه أن يلتَزمَ الصّمت الطّاغي؟ هل لأن أطياف أشباح ماضية تَرفُض مَنح الفُرص له؟ هل عليه أن يحيا ويموت، ويطمُر معه الحلم لأنه عاش بزمن الأنانية وحًب التّسلُّط، ولأن الآخر قد أصرّ على التّمتُّع في زمنِه وسلب حق الزّمن والتألُّق لغيرِهِ؟ لماذا يحلُم هذا الجيل إذاً؟ كيف سيَرُش طاقاتِه الهائلة ويُملي علينا بالفائدة إن لم تُسنَح له الفُرصة في إظهار ما لديه في المجال المُحَبَّب على نفسه وعلى قُدُراتِهِ؟
الطموح
يبدأ المرءُ الطموح طفلاً في تحصيلِ النتائج المُرضية، ويسعى جاهداً لدخول المؤسّسات التعليمية العُليا، ويَنظُر للأُفق ظانّاً بأنه سيجِدُ نفسَه مُتربعاً فَوق قُرص الشّمس، ليَشعُر نفسه فجأة، وبَعد أن عَبَرَ كلَّ تلك البحار، قد سَقَطَ خَلفَ الأفُق، غارقاً بظلمةِ موحِشة، لا نور فيها ولا بصيص منهُ يوصلُه ثانيةً إلى القُرص، حيث امتلأت على سطحِه الأماكِن مُنذُ دهر، استحالة بعدها أن تَتَنحّى عنه، تَرفُضُ رفضاً صارِماً مَنحَهُ شُعلة من الأمل لِحُبِّها لذاتِها، خَوفاً على مركزها من الإهتزاز، حتى لو شاخت وعجِزَت، فهي للأسف تَركل الجيل الحالم ركلةً عمياء، لِتُعيده إلى نفس المكان، لِتُبقيه مُقعداً في ظُلمتِه، ويّا أحلامِه حتى إشعارِ آخر، حينها إمّا أن يَتحَقّق الحُلم أو أنّه لا يتراءى بالمرّة!!
فمتى سيعي النّاس أنَّ حياة الإنسان مراحِل، وعلى كُل مرحلة أخذ حقّها في كَسب الأدوار المُتبادلة في الحياة كي تستمر الأمور بشكل إيجابي واقعي صائب؟؟
يتَغيّر الزّمان...تَتكاثر الأجيال...وتنمو الطّموح والآمال...والكُرسيّ اهترأ من تكرار الجُلوس...ونبتهلُ بِصَبرٍ، لعلَّ الوقت يمنح، ولو لبُرهة من الزّمن، من يطمح على أن يحصل على ما يُريد...ويبقى الحُلم مُستمراً، يانعاُ، مُخضراً كأحلام الربيع مُتنقّلا بين الفُصول بلا تراجع دون انسحاب!!
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net