فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه:
خوف السلف من فتنة النساء: ولذلك كان السلف رحمهم الله يحرصون على عدم الافتتان، فقد أرسل بعض الخلفاء إلى الفقهاء بجوائز
الشيطان يزين المرأة في أعين الناظرين فترى المرأة إذا خرجت إلى الشارع تمشي ارتفعت إليها أبصار الرجال ذلك لأن الشيطان حريص على تزيينها وعلى رفع الأبصار إليها
بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة، أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في البلدة، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك "فتنة النساء" هذا وأم في جموع المصلين فضيلة الشيخ كيلاني زيد، إمام مسجد عمر بن الخطاب. حيث تمحورت الخطبة حول: عباد الله، إن فتن الحياة الدنيا كثيرة، فمنها فتنة المال، وفتنة الفقر، وفتنة الغنى، وفتنة الأولاد، وفتنة الحرب، وفتنة الاضطهاد والإيذاء، وغير ذلك من أنواع الفتن، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء)، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: وفي الحديث أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قول الله تعالى: ((زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء))، فجعلهن من حب الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع، قبل الذهب والفضة، والخيل المسومة والأنعام والحرث، وقبل فتنة الأولاد، قبل جميع الفتن، بدأ الله بهن في الذكر، حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء، ومع أنها ناقصة العقل والدين فإنها تحمل الرجال على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين كشغلهم عن طلب أمور الدين، وحملهم على التهالك على طلب الدنيا، وذلك أشد الفساد.
وتابع الشيخ قائلاً:"خوف السلف من فتنة النساء: ولذلك كان السلف رحمهم الله يحرصون على عدم الافتتان، فقد أرسل بعض الخلفاء إلى الفقهاء بجوائز، فقبلوها، وردها الفضيل، فقالت له امرأته: ترد عشرة آلاف، وما عندنا قوت يومنا، فقال: "مثلي ومثلكم كقوم لهم بقرة يحرثون عليها، فلما هرمت ذبحوها، وكذا أنتم أردتم ذبحي على كبر سني، موتوا جوعاً قبل أن تذبحوا فضيلاً". ومن أسباب الافتتان بالمرأة - وهو تفسير للقضية- ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله في الحديث الصحيح: (المرأة عورة) كلها عورة، لم يستثن وجهاً، ولا كفين أمام الرجال، (المرأة عورة؛ فإذا خرجت استشرفها الشيطان)، فما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (استشرفها الشيطان)؟ يا عبد الله، يا أيها المسلم، فكر الآن في هذه الكلمة: (استشرفها الشيطان) لتعلم: من أين أتينا؟! قال المبارك فوري رحمه الله تعالى: "أي زينها في نظر الرجال، وقيل: أي نظر إليها ليُغويها، ويُغوي بها، والأصل في الاستشراف رفع البصر للنظر إلى الشيء، وبسط الكف فوق الحاجب، هذا هو الاستشراف. إذن الشيطان يرفع أنظار الرجال إلى المرأة، والشيطان يزين المرأة في أعين الناظرين؛ فترى المرأة إذا خرجت إلى الشارع تمشي ارتفعت إليها أبصار الرجال ؛ ذلك لأن الشيطان حريص على تزيينها، وعلى رفع الأبصار إليها، تلقائياً تجد الأبصار تتجه إلى المرأة من حين خروجها إلى الشارع".
المساحيق والمكياجات
وإختتم الشيخ خطبته بالقول:"عباد الله، إن الأمر خطير والله، وإن الخطب جلل، وإن الفساد في انتشار بسبب فتنة النساء، وفي هذا الزمان الذي لم يمر في العالم زمان مثله زُينت فيه المرأة لفتنة الرجال، واجتهد فيه أعداء الله في إبراز المرأة، فترى عوامل الجذب والفتنة في الملابس الضيقة والمفتوحة والشفافة، والكعب العالي، والمناكير على الأظفار، ورائحة العطور، والصوت والأزياء الفاضحة، وحتى النقاب الذي تلبسه بعض النساء والبرقع اليوم ربما يكون أشد فتنة مما لو كشفت وجهها بالكلية، والأفلام، والقصص الفاسدة، والمجلات، والدعايات لا تكاد توجد سلعة إلا ومعها صورة امرأة ولا بد، وعروض الأزياء، وكل ذلك يزين المرأة في نظر الرجال، حتى إذا نزلت إلى الشارع والسوق رأيت العجب، وهذه المساحيق والمكياجات التي تجعل أشد النساء لوحة فنية من الأصباغ، وما تفعله الكوافيرات في وجه النساء".
مخالفة الآيات الشرعية
وتأمل ماذا أحدثه هذا الهاتف من الفتنة في بدء العلاقة، وتطويرها، وتنميتها، والتخطيط للخروج، ثم الخروج، وتأمل كيف يزين الشيطان الحيل بحجة خروجها إلى السوق، أو الدراسة مع صاحبتها، أو زيارة صاحبتها، وأثناء غياب الزوج في العمل، أو الوردية الليلية، كل هذه الأمور التي تؤدي إلى الفتنة، والوقوع في الفاحشة، والمسألة فيها غضب من الله، وإغضاب لله، وكل القضية تدور على مخالفة الآيات الشرعية، تأمل في الواقع ثم قارن: ((وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ)) تأمل ثم قارن بقوله: ((وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ))، وتأمل وقارن بقوله:(( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا))، فكيف تستهل البنت الحديث في الهاتف، ((فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا))، وقارن بقوله تعالى: ((وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى))، وقارن بقوله تعالى: ((وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ))، المسألة كانت على الخلخال، والآن تفتح العباءة، وتلبس عدة مرات لتصلح من هندامها بزعمها، وهي في وسط الرجال، وقارن بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أن "(المرأة إذا استعطرت، فخرجت، فمرت بالمجلس، فهي كذا وكذا) يعني: زانية".