الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:01

لماذا ألفتُ كتاباً؟ وما هو هذا الكتاب؟/ بقلم: بولس أبو رحمون

كل العرب
نُشر: 29/11/13 12:17,  حُتلن: 12:22

بولس أبو رحمون في مقاله:

رأيت العنف مستشرساً في هذا العصر حيث إن الإنسان أصبح ذئباً لأخيه الإنسان إنه عصر الحقد والبغضاء عصر التعطش للعدالة

رأيت الكثير من النفوس الضائعة تسير في بحر من اليأس والالتباس مستسلمة لعناصر الطبيعة العمياء مصابة بداء الضلال والبلبلة لها عيون ولا تبصر لها آذان ولا تسمع غشت عيونهم غلالة من عدم الإيمان والشك والتردد

لقد انتظرت ثلاثين عاما لاكتب هذا الكتاب !!

كتاب واحد ربما يقرر مصير ! GERFAUT))

هل تؤمن بأنه في عالمنا المتحضر هذا ينتحر (1000) شخص كل يوم !!

نعم هنالك غول من ألد أعداء الإنسان، يحاول وبشتى الطرق ووسائل الخداع سلب رأس مالك، ألا وهي سعادتك ومن ثم يعمل على سلب أعظم هدية وهبها لك الخالق ألا وهي حياتك، إن هذا الغول يدعى "الاكتئاب المصحوب باليأس".

من خلال حياتي على هذا الكوكب:
• رأيت الكثير من البشر يهيمون على وجوههم في متاهة ليس لها من انفراج تلاحقهم الهموم لتنغص عليهم حياتهم، والشقاء يتهدد ويتوعد، حتى ان الحياة لتنقلب إلى جحيم.

• على الرغم مما وفره لنا العلم من أساليب واختراعات لمواجهة تحديات الحياة ومخاوفها، رأيت أن العلامة المميزة لإنسان هذا العصر هي الخوف المصحوب بالقلق، والفزع من المستقبل وما يخبئه من مفاجآت.

• رأيت العنف مستشرساً في هذا العصر، حيث إن الإنسان أصبح ذئباً لأخيه الإنسان، إنه عصر الحقد والبغضاء، عصر التعطش للعدالة.

• رأيت الإنسان يركض وراء السعادة، ويفتش عنها ولا يهتدي إليها، فيستغل النصف الأول من العمر بحثاً عنها، ليجعل النصف الآخر أكثر شقاء، لقد غاب عن ذهن الانسان بأن السعادة تكمن في عمق أعماق كيانه. "إن لم تجدوا السعادة في قلوبكم فلن تجلبها لكم الحياة". (ماترلنك،Materlink)

• رأيت أن الإنسان في هذا العصر, مستسلم لعبودية قوة الاستمرار، يعيش حياة سطحية بعيدة كل البعد عن الحياة المنطلقة نحو الهدف، أمسه كيومه ويومه كغده، ثم تنطوي الأيام كلمح البصر ويذهب العمر.

• رأيت الألم والشقاء متربصين للإنسان وراء فرحه المؤقت، وإن المرارة مكدسة وراكدة في قرارة كأس الحياة، طفل وطفلة دون السابعة يسيران في جنازة وراء نعشين وهما يبكيان... لقد أصبحا وحيدين في هذا العالم.

• رأيت في هذا العصر أن الإنسان أهمل النواميس الإلهية التي سنها الخالق لسعادة البشر، فراح يفني العمر في الركض وراء الشهوات وأباطيل الحياة، بالجاه، وعبادة الجنس والمتعة، غير مهتم بالرب خالقه، ولا بمحتاج وضعه الله أمامه، فتقسى قلبه عن العطاء، فما إن تنزل به نازلة أو يفاجئه الموت حتى تنفتح عينيه، فيعرف أنه كان على ضلال ولكن متى؟ بعد فوات الأوان ...

• رأيت الكثير من النفوس الضائعة تسير في بحر من اليأس والالتباس، مستسلمة لعناصر الطبيعة العمياء، مصابة بداء الضلال والبلبلة لها عيون ولا تبصر، لها آذان ولا تسمع، غشت عيونهم غلالة من عدم الإيمان والشك والتردد.

• رأيت الكثير من البشر وقد وقعوا فريسة الفقر المدقع، يصارعون من أجل البقاء، من أجل رغيف الخبز، نعم في هذا العصر، عصر "الآيفون"، عائلات تسكن في أكواخ وجحور تأبى الحيوانات سكناها، عائلات مكونة من عشرة أفراد ينامون في غرفة واحدة، أشخاص يبحثون عن بقايا طعام في حاويات القمامة، إنهم في صراع مرير من أجل البقاء، نعم، كل ثلاث ثوانٍ يموت طفل نتيجة الجوع في عالمنا المتحضر.

• رأيت أن هذا العصر هو عصر الدعاية المنافقة، والوعود الكاذبة والسعادة المزيفة، وقد اصبح الإنسان في هذا العصر عرضة للخداع والتضليل، وثمة من جعل أدمغة البشر سريعة العطب نتيجة لهذه الحياة المزيفة، مما جعل الكثير من الناس يصابون بأمراض نفسية تتحكم في تصرفاتهم.

حدث هز مشاعري واستحوذ على تفكيري
إبان كتابتي لهذه الصفحة سمعت عبر وسائل الإعلام عن أم في الثلاثين من عمرها تُقدِم على قتل أطفالها الثلاثة الرضع ذبحاً بالسكين، في جنوبي البلاد، في عصر التقدم التكنولوجي، عصر الآيفون، عصر الرفاهية، يحدث هذا ؟!
ثلاثة من الأطفال يسبحون بدمائهم البريئة !!
والسكين تقطر من دمائهم الزكية!!
منظر تقشعر لهوله الابدان!!
لقد تم حجب المناظر المروعة لئلا يراها الصغار.
بعدما شاهدت هذا المنظر اعتراني حزن شديد، لم أستطع مزاولة الكتابة في ذلك اليوم، إنه يوم الأربعاء الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر سنة 2012 م .

لا تحزن الحياة قصيرة مهما طالت
إن كتاب "لا تحزن الحياة قصيرة مهما طالت" ليس كتاباً كباقي الكتب لتتصفحه في أوقات فراغك عندما لا تجد ما تعمله من أجل قتل الوقت وملء الفراغ الذي تحدثه شواغل الحياة، إن كان الأمر كذلك فمن الأفضل أن تعيده من حيث اشتريته، لأنك لا تستحقه وغيرك أجدر منك بامتلاكه، إن قراءة هذا الكتاب ليس من كماليات الحياة بل من ضرورياتها.

إن هذا الكتاب وما يحتويه من أفكار وأحداث حقيقية لم يخرج إلى النور بين ليلة وضحاها، لقد ابتدأ بحلم صغير اختلج بذهني منذ نعومة أظفاري فاختمر هذا الحلم مع مرور الزمن، ثم ملت إلى تحقيقه في عالم الواقع، إنه الثمر الذي استطعت جنيه بعد أربع سنوات من الجهد المستمر الممزوج بالمثابرة، إنه عصارة فكري ونشاطي، حيث إن الأعمال العظيمة لا تنمو بسرعة، فنبتة القرع تنضج بعد شهرين من زراعتها وتموت بعد شهرين ، أما شجرة السنديان فتنضج بعد عشرين عاماً من زراعتها وتعمر ما يقارب المائتي سنة، هذه هي حال الأعمال العظيمة فهي لا تنمو بسرعة.

بالرغم من تطور أساليب الاتصالات وتقنيات نقل المعلومات كالإنترنت، لا يوجد بديل عن الكتاب المفيد، إنه يغذي روحك، ويقوي إرادتك ويلهب إيمانك، فعند مطالعتك لهذا الكتاب أنت تستبدل حالاً بحال، وتصبح كل مرة تتصفحه غير ما كنت عليه من الناحية النفسية قبل المطالعة، لقد صدق القول المأثور:" كم من عظماء خلقتهم الكتب" !!

ما هو هذا الكتاب؟

• بالإمكان اعتبار هذا الكتاب ينبوع إلهام، واحة خصبة وسط صحراء هذه الحياة.

• تجد في هذا الكتاب نصائح وإرشادات, تروي ظمأك وتغذي روحك، وتشدد عزيمتك وتقوي معنوياتك، إن هذا الكتاب سوف ينير الأبصار ويحرر العقول.

• من خلال هذا الكتاب ستجد أعظم ما كنت تبحث عنه طيلة حياتك السابقة، ستجد المفتاح لباب سعادتك، لأنه سوف يوقظ مواهبك وكفاءاتك.

• إن هذا الكتاب سوف يكون لك ترساً واقية ضد هجمات أبشع غول عرفته البشرية ألا وهو الاكتئاب المصحوب باليأس.

• سوف يساهم هذا الكتاب في صياغة وصقل شخصيتك لجعل حياتك على هذا الكوكب رحلة ممتعة في أرض شقاء عسيرة.

ما هو الموت؟
من لا يخاف الموت ويرهب ساعته؟؟
وأي انسان لم ترتعد فرائصه أمام حفرة القبر؟؟
ومن لم تنغص فكرة الموت حياته؟؟
سوف يكشف لك هذا الكتاب بأن الموت والحياة هما وجهان لعملة واحدة وما هو الموت إلا بداية لحياة أخرى نجهل مضمونها، إنه سوف يوليك رضى القلب في الحياة على الأرض وتذوق حلاوة الطمأنينة ساعة الموت، ورجاء السعادة ما وراء القبر. وسوف يكشف لك هذا الكتاب ايضا بأن الجنة ليست فقط بعد الموت في العالم الآخر، بل تبدأ هنا على الأرض، إبان رحلة حياتك على هذا الكوكب.

• هذا المقال مقتبس من كتاب صدر حديثا في الناصرة بعنوان" لا تحزن ..الحياة قصيرة مهما طالت" للمؤلف بولس أبو رحمون

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.