د. محمود الزهار:
القضية الفلسطينية بكاملها باتت ضحية خلافات داخلية في الدول التي تعاني من آثار ما يسمى الثورات العربية ضد الأنظمة
مصطلح "الربيع العربي" هو "مصطلح سلبي بحيث أنه من المعروف أن بعد الربيع يأتي الصيف وبعد الصيف يأتي الخريف وبعده يأتي الشتاء"
يجب أن تبقى القضية الفلسطينية بعيداً عن المشاركة في الأحداث التي يشهدها العالم العربي أي أن لا تغرق هذه القضية في الحسابات الداخلية لهذه الدول
نحن حركة تؤيد وتدعم كل من يقاوم هذا الإحتلال، ليس بالضرورة أن نكون متحالفين أو متعاونين سياسياً لكن كل من يقف ضد الكيان الإسرائيلي وضد توسعه واحتلاله ويدعم القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية نحن معه
أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" د. محمود الزهار، أنه عقب ما سُمي أحداث الربيع العربي، تمّ حرف مسار الشعوب العربية عن القضية الفلسطينية، موضحاً أن "القضية الفلسطينية بكاملها باتت ضحية خلافات داخلية في الدول التي تعاني من آثار ما يسمى الثورات العربية ضد الأنظمة". وفي حديث لموقع "المنار" التابع لحزب الله، بمناسبة اليوم الإعلامي للتضامن مع القضية الفلسطينية، رأى الزهار أن مصطلح "الربيع العربي" هو "مصطلح سلبي، بحيث أنه من المعروف أن بعد الربيع يأتي الصيف، وبعد الصيف يأتي الخريف، وبعده يأتي الشتاء"، وبحسب الزهار فإن "هذا المصطلح اطلقه البعض لتشخيص الحالة التي يشهدها العالم العربي، وكما يريدون لهذه الحالة أن تنتهي، وهذا ما حدث عندما أعقب الربيع صيف ساخن"، في إشارة إلى حالة الفوضى والإقتتال الداخلي واللغة المذهبية التي باتت سائدة بشكل كبير في عدد من الدول العربية.
إعادة تصحيح المسار
وفي السياق، أوضح الزهار أنه هناك "عاملان من شأنهما إعادة تصحيح المسار، العامل الأول وهو أنه يجب أن تبقى القضية الفلسطينية بعيداً عن المشاركة في الأحداث التي يشهدها العالم العربي، أي أن لا تغرق هذه القضية في الحسابات الداخلية لهذه الدول"، مشيراً إلى أن "حركة حماس قد حافظت على هذا الموضوع، ودعت فصائل المقاومة الفلسطينية للبقاء بعيداً عما يجري في بعض الدول العربية".
أما بالنسبة للعامل الثاني، قال الزهار إن "على الشعوب العربية أن تحسم قضيتها بنفسها، حيث سيسترد الشارع العربي دوره ويعبر عن قناعاته الأصيلة باعتبار فلسطين القضية المركزية والأساسية للأمة العربية والإسلامية بغض النظر عن الإنتماءات المذهبية، الأمر يحتاج إلى وقت لكن أعتقد أنه سيتم تصويب الأمور".
المقاومة والممانعة
وفي ما يخص المواقف التي أطلقها قياديو حماس عقب الأزمة السورية والتي رأى فيها البعض خروجاً لحركة حماس من جبهة المقاومة والممانعة، أعلن الزهار أن موقف الحركة لم يتغير ابداً، قائلاً "نحن حركة تؤيد وتدعم كل من يقاوم هذا الإحتلال، ليس بالضرورة أن نكون متحالفين أو متعاونين سياسياً، لكن كل من يقف ضد الكيان الإسرائيلي وضد توسعه واحتلاله ويدعم القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية نحن معه". وأوضح الزهار أن الإختلاف في بعض القضايا السياسية ادّى إلى خروج مجموعة من التصريحات "التي فسرت بطريقة معينة، لكن كل ما قيل عن تغيير في سياستنا هو أمر غير صحيح، نحن حركة مقاومة تريد تحرير فلسطين، كل فلسطين".
فوضى ودماء وصراخ
وفي معرض حديثه لموقعنا، هاجم الزهار "بعض الأطرف الفلسطينية التي قررت الوقوف عند حدود عام 1967"، مؤكداً أن مخاطبة الشعب الفلسطيني "يجب أن تكون من خلال برنامج المقاومة". وأشاد القيادي في حركة حماس "بالحراك الحقيقي القائم في الضفة الغربية، فهناك محاولات قتل جنود، إضافة لمسيرات سلمية وأخرى ساخنة". ورأى أنه في ظل ما يشهده الداخل الفلسطيني من أحداث فإن العالم العربي يبقى بعيداً لما يشهده من فوضى ودماء وصراخ"، لافتاً إلى أن بعض وسائل الإعلام "استطاعت شيطنة المقاومة".
الفكر الإنتحاري
وعن موقف الحركة في ما يخص تصدير "الفكر الإنتحاري" إلى المنطقة وقيام البعض باستهداف مناطق وأحياء في بلداننا العربية بدلاً من استهداف العدو الإسرائيلي، أكد الزهار أن "أي شخص من أي تيار يذهب في اتجاه معين هو يتحمل مسؤولية عمله، اولاً يتحمل مسؤولية عمله في الدنيا وايضاً في الآخرة، إن القضية الأساسية اليوم هي بوجود الإحتلال الإسرائيلي على هذه الأرض، بالتالي الأولوية هي تحرير فلسطين وعلى الشعوب ترتيب أوراقها بالطرق السلمية بحيث تحافظ على كل القوى في الداخل دون الدخول في صراعات داخلية".