جاء المطر
وَولِدَ من رحم الأرض العطشى النبات
تزينت الأرض كعروس في ليلة زفافها بالفراشات
واخذ بيديها كي لا تكن ضحية للتَصَحُر والممات
خَرَجت تحت عباءة المطر الذهبية
لأجمع زهرا من الأقحوان والياسمين والريحان
لانثرة في صحراء القلوب الموصدة
التي ملأتها الأشواك والضغطيان
واجمع قطرات الدموع المتساقطة من الأغصان المجروحة
وأمطره بين أطلال الذكريات وربوع الماضي
لعلها تورق وتبتسم وتحجب ظلال الأحزان
وتُطلق الأفواه من حالة الصمت المطبق عليها فك الزمان
لتفك طلاسم الحروف المكتوبة على جدع الأيام بدم ونار
جاء المطر من بعد غياب وحنين
ليغسل العقول ألساكنه من بعد الدمار وصخب الابتذال
تصقل الجدران والصخور
وتخلع عنها حلة ألكئابه لتي لازمتها ومنعتها الاستقرار
جاء المطر ليستر عورات الجبال
ويشفيها من حاله الهزال
ويلبسها هنداما ذا تبجيل واحتشام
لتزهو بين الكثبان بأناقتها
ويغني شجر الزيتون والرمان
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net