الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 16:01

حماية نتنياهو يا ساتر أُستُر/ بقلم: غالب سيف

كل العرب
نُشر: 19/12/13 12:25,  حُتلن: 09:18

غالب سيف في مقاله:

في الواقع لم يبقَ من كل هذا شيء للدروز سوى التجهيل للدروز لذلك تحصيلهم الأكاديمي اليوم هو الأدنى في البلاد

لكل الشرفاء اليهود والعرب أقول يا خوف عكا من هدير البحر نعم ليسقط التجنيد الاجباري عن الشباب العرب الدروز والخدمة المدنية عن باقي اخوتنا العرب

ما ناله العرب الدروز من الدولة ومؤسساتها ما لم يناله باقي اخوتنا العرب نالوا المزيد ليس من الحقوق لا بل المزيد من التمييز والظلم ومصادرة الأراضي والهوية والتجهيل

نشرت اسبوعية كل العرب (13.12.2013) خبرا عن تصريحات لرئيس الحكومة نتنياهو تحت العنوان: سنحمي كل مسيحي أو مسلم أو درزي يريد أن يخدم في الجيش"، القاها أثناء انعقاد جلسة الحكومة الاسبوعية في 8.12.2013 وكتعقيب منه على ما سُمي : " اعتداء على نجل الكاهن جبرائيل نداف خاصة من ضرب مبرح ردا على مواقف والده المؤيدة لتجنيد المسيحيين". وجاء في الخبر ايضا وعلى لسان رئيس الحكومة: " أود أن أتطرق إلى قضية أعتبرها خطيرة جدا قد سمعت عن التهديدات والاعتداءات التي تقوم بها عناصر متطرفة بحق المواطنين العرب المسيحيين الذين يريدون أن ينضموا إلى صفوف جيش الدفاع، وأن يكونوا جزءا من دولة اسرائيل، وتواجه هؤلاء المواطنين مجموعة متطرفة تهددهم وتعتدي عليهم". ويتابع أقواله، وكما جاء في البيان وكما نشرته كل العرب : " سنستخدم جميع الأدوات الحكومية من أجل كبح هؤلاء البلطجية - سواء كان مسيحيا أو مسلما أو درزيا ، سنمكنه من القيام بهذه الخدمة، سنحميكم".


اذا نحن بصدد: " قضية خطيرة جدا " وباعتراف حكومي رسمي ومن أعلى مسؤول في الحكومة والبلاد عامة، ومن الضروري استنباط هذه "الخطورة" .. وماذا يعني البيان بما فيه وبما يعنيه، خاصة أنه يحوي بشكل خاص أن الحكومة ورئيسها أعلنوا أنهم : " سنستخدم جميع الأدوات الحكومية من أجل كبح هؤلاء البلطجية" .. دخلنا الجد وحدود الخطر الفعلي، " كل الوسائل الحكومية".. أأف، هذا شيء ضخم وكبير وخارج عن حدود المألوف .. والظاهر أن توفير كل هذه الوسائل جاء ليناسب حجم "الخطورة" المعلن عنها ، لا بل يؤكد على أنها فعلا خطيرة جدا.. ولذلك ، وحسب مفهوم وتقدير الحكومة، تستوجب هذه الخطورة الناتجة عن البلطجية توفير حماية فوقية رسمية كهذه؟! لكل المجندين العرب.


استرعت انتباهي الفقرة التي تقول : " العرب المسيحيون الذين يريدون أن ينضموا إلى صفوف جيش الدفاع، وأن يكونوا جزءا من دولة اسرائيل" ، اذا وحسب هذه المفاهيم فان كل من لا يخدم في جيش الدفاع فهو لا يعتبر جزء من دولة اسرائيل، خطير.. لا ؟، وآمل أن تكون قراءتي هذه صحيحة ودقيقة، لأني أعترف أني ضعيف جدا في فهم المقروء، لذلك لا تعتبوا علي اذا سألت أو تساءلت، لأن الفقرة التالية من البيان تشير الى ذلك ولو بالتورية : " ..، وكل من يريد أن يربط مصيره بدولة اسرائيل ويريد أن يخدم في جيش الدفاع .." يعني اذا ما في جيش "دفاع" اذا ما في مواطنة ولا ارتباط بالدولة ولا شحار الدست ، أنت كعربي تبقى بلطجي في أهون الحالات ، هذا وطنك ولا غيره.. لأ لن يفيدك شيء. ومن هنا أطرح سؤالا وفي هذا السياق بالذات: يا رئيس الحكومة ويا كل أعضائها ، تم فرض التجنيد الاجباري من قبلكم ورسميا على شبابنا العرب الدروز ومنذ العام 1956 ، اي منذ 57 عام،( في حينه أيده 16 شخصا فقط وعارضه 1241 رب أسرة مما يشكل 72% من أرباب الأسر) وعلى أرض الواقع فان ما ناله العرب الدروز من الدولة ومؤسساتها ما لم يناله باقي اخوتنا العرب ، نالوا المزيد .. ليس من الحقوق ، لا بل المزيد .. من التمييز والظلم ومصادرة الأراضي والهوية والتجهيل والانتقاص حتى من عزة نفسهم وكرامتهم ، يعني ما بقي لهم سوى مظاليمكم، وهذا الوزير السابق يوسي سريد يكتب مقالة في صحيفة هآرتس في 6.12.2013 وتحت العنوان المثير : " اللعنة على رؤوسكم" (وهو يقصد رؤوس المسؤولون الحكوميين) : " الدروز هم عرب صالحون ( تذكروا كتاب هيلل كوهين - العرب الصالحون - والذي ترجمه للعربية أخي وصديقي الكاتب عصام عراف) لأنهم على استعداد أن يضربوا عرب أشرار وأن يتحملوا ضرب واهانات من اليهود. وكرد جميل على عطائهم، صادرت لهم الحكومة 90% من أراضيهم.."، شكرا سيد سريد أرحتني من الحاجة للبراهين القاطعة لتأكيد سخافة الخطورة والحماية. أكثر من هذا ، هل هناك حاجة أن نُذكِّر بأن الحماية التي يتحدث عنها نتنياهو والتي توفرت لمن خدموا في "جيش الدفاع" من العرب الدروز ومنذ العام 1956 في مجال التعليم ، مثلا ونموذجا لها، جاءت على شكل تعليم مشوه ( بفتح وكسر الواو) : "عربي للدروز" ، "عبري للدروز" ، " جغرافية.. رياضيات... فيزياء.. موطن.. انجليزي .. و.. و.. للدروز.. وحتى التراث للدروز" ( حسب مفاهيمهم بطلنا مسلمين ولا عرب وتراثنا ليس اسلاميا ولا عربيا بل درزيا)، وفي الواقع لم يبقَ من كل هذا شيء للدروز سوى التجهيل للدروز..، لذلك تحصيلهم الأكاديمي اليوم هو الأدنى في البلاد. والسؤال لماذا التجهيل وما تبعاته المخفية يا ترى، والجواب الذي نفهمه نحن "الشبيحة والبلطجية والأشرار"، حسب مفهوم رئيس الحكومة ، أن الدولة تريد الدروز كعرب صالحين وكما شرح الوزير السابق سريد، ولكنها اكثر تريد أرضهم وكل ما عندهم وقوة عملهم، تريدهم حطابين وسقاة ماء وجلادين لأبناء شعبهم، ليسهل بعدها على رئيس الدولة يتسحاق نافون في الانتفاضة الأولى عام 1987 المباركة لشعبنا الفلسطيني أن يصرح بأن : " الذي قتل العمال الفلسطينيين من مخيم جباليا هم جنود برابرة دروز"، هذا الشق الأول وأما الشق الآخر فهو أنها لا تريدهم منافسين لليهود في الحياة العسكرية والمدنية لذلك يجب ألا يكون عندهم علوم ومهارات وشهادات، كونهم يعتبرون " مأدين الخدمة"، لذلك يجب وبالمشبرح "تتيسهم وتجهيلهم " ومن خلال هذه البُدع "الدرزية". هذه هي حماية حكومات اسرائيل للذين : " يريدون أن ينضموا إلى صفوف جيش الدفاع" ، وأنا أقرأ من البيان بأنه بالنسبة لرئيس الحكومة ، اللي فات مات ، اللي صار من 1956 وحتى 8.12.2013 مش محسوب ، ورئيس الحكومة بدأ تشغيل عداده من هذا التاريخ وصاعدا"، فقط الجدد أمثال الأب جبرائيل نداف وزبائنه سيحظون انشاء الله بهذه النعم الحكومية الوفيرة الغنية والمضمونة والمؤكدة. واللي مثلي كان "عربي جيد" وضابط في جيش "الدفاع"، ولأنه اليوم رئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية الرافضة والمناهضة للتجنيد الاجباري على العرب الدروز ومتمسك بقرارات المجلس المحلي يانوح-جث الجامعة بارجاع التيفن الى يانوح-جث ومتمسك بحق شعبي العربي الفلسطيني بكل أطيافه وحقوقها وغيرها من المواقف "البلطجية" ، راحت عليهم. بالمناسبة في 17.12.2013 نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" خبر عن : "اجتماع طارئ لرؤساء اليشيبوت (المدارس الدينية للحرديم اليهود" ضد تجنيد عشرات الاف الشباب الحرديم لجيش "الدفاع" شارك فيه 80 رئيس يشيبا، والسؤال هو : هل ستعتبرهم الحكومة بلطجيين وتوفر كل الأدوات الحكومية لردعهم يا ترى؟.

جريمة برافر
قبل أن انهي هذا التعقيب السطحي جدا على هذا التهديد السطحي جدا ، والخطير جدا بالنسبة للبلاد عامة وعلى كل الأصعدة والمستويات والمجالات والتي يقودها رجل وحكومة لا تحفظ عندهم من نشر هكذا بيانات، وهنا الخطورة، أريد أن أُذكِّر رئيس الحكومة نتنياهو ب- 4 أمور تخص عرب "صالحون" بدو ودروز خاصة وباقي العرب وكل المجتمع الاسرائيلي عامة، الأول منها جريمة برافر ووجوب الغائها بدون لا قيد ولا شرط وليس على طرق الاحتيال الرسمية المعهودة، وهكذا تتم حماية أهلنا في النقب من تبعات هذه الجريمة ووقف هذا المخطط، لأن استمراره سيحولنا جميعا إلى "بلطجية"، والأمر الآخر هو وقف كل اجراءات التنظيم والبناء الهادفة إلى خنقنا وخنق تطورنا لأنها وبالمشبرح لن تستمر مهما كلف الثمن ، والآخر هو أن عليكم يا رئيس ويا حكومة أن تعرفوا أن مواطني الدولة عامة يرون ما يحدث في المنصورة ( أراضي عسفيا والدالية) من تعدٍ رسمي سافر ولئيم وأليم وأنه لن نغفر لكم في حال استمرار تجاهلكم لحق أهلنا في الكرمل والتفاصيل معروفة لكم وللجميع، وأخيرا أُذكِّر أن عدم ارجاع الحكومة والكنيست المنطقة الصناعية التيفن إلى منطقة نفوذ يانوح-جث وكما كان عام 1990 ، الآن، أو محاولة تحويلها إلى مستوطنة كفارهفراديم ، سيكون لها تبعات وخيمة جدا، هنا مجال الحماية الحقيقية ، اذا كان لديكم صدق في التوجه نحو الحماية، وهذه الأمور وتحقيق المساواة غير المشروطة لنا كعرب هي التي يجب أن تتحول كل الامكانيات الحكومية لتوفيرها، ولا لشيء آخر وكما أشرتم في بيان حكومتكم هذا.

ولكل الشرفاء اليهود والعرب أقول يا خوف عكا من هدير البحر ، نعم ليسقط التجنيد الاجباري عن الشباب العرب الدروز والخدمة المدنية عن باقي اخوتنا العرب، ولتسقط كل المؤامرات التي تهدف النيل منا كعرب فلسطينيين ، لأنها ما نجحت ولن تنجح، ما زلنا شعب متماسك ومتمسك في تراب وطنه الذي لا ولن يكون لنا وطن سواه ، رغم الداء والأعداء ، ونصبو بصدق للسلام العادل والشامل والتعايش الحر الكريم والحصول على حقوقنا كاملة ، وسنبقى مع كل التسميات جزء من هذه الأرض ولها، شاء من شاء وأبى من أبى ، لأننا أبناء هذا الوطن.
(يانوح)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة

.