الأسير المحرر سامر العيساوي لـ "كل العرب":
نحن كأسرى نرفض إطلاق سراحنا مقابل التنازل عن اي ثابت من الثوابت الفلسطينية ومنها التنازل عن الأراضي لبناء المستوطنات
إطلاق سراح الأسرى ممن قضوا سنوات طويلة خلف القضبان ليس مدعاة للتفاخر بل من العار ان يبقى الأسرى داخل السجون لهذه السنين الطويلة
المفاوضات لم تجلب لنا سوى المزيد من المستوطنات ومصادرة الاراضي والقتل بحق شعبنا كذلك تصاعدت العمليات الإرهابية ضد أبناء شعبنا وزادت الهجمة لتهويد القدس
استمديت القوة من ايماني وايمان أبناء شعبي بقضيتنا العادلة وبنيل حريتنا رغم الظروف القاسية
الأسرى يعانون من أوضاع صعبة ويتعرضون لحملة شرسة جدًّا من قبل الاحتلال ويمنعون من ادخال الكتب ومواصلة التعليم الجامعي ويحرمون من زيارة ذويهم وتلقيهم العلاج المناسب
"أشعر بفرحة عارمة وكبيرة تنتابني بعد الافراج عني، فرحة الانسان الذي عاد إلى مدينة القدس منتصرًا رغمًا عن الاحتلال، مرفوع الرأس إلى أبناء شعبي، للتأكيد على أن مدينة القدس هي عربية اسلامية خالصة رغما عن الاحتلال، وبالرغم من سياسة التضييق والتهويد التي تعاني منها". هذا ما قاله لـ "كل العرب" الأسير المحرر سامر العيساوي والذي خاض اضرابًا عن الطعام استمر تسعة أشهر، حتى انتزع من سجانه قرار الافراج عنه.
تصوير: رويترز
ويذكر أن الأسير المحرر سامر العيساوي (من العيسوية) كان قد اعتقل بعد أن تم الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى، بعد اعتقال دام 10 سنوات عام 2011، وبعد عدة شهور من الإفراج عنه قامت السلطات الاسرائيلية باعتقاله مجددًا يوم 7 تموز عام 2012، بحجة محاولته دخول منطقة الرام وعدم التزامه بشروط الصفقة.
سر الصمود
الأسير المحرر سامر العيساوي أضاف في حديثه ردًّا على سؤال، عن سر صموده ونجاحه طيلة فترة الإضراب والتي لم تكن بسيطة قائلاً: "ينبع إصراري من إصرار أبناء شعبي على الحرية والاستقرار وإقامة الدولة، وكذلك استمديت القوة من ايماني وايمان أبناء شعبي بقضيتنا العادلة وبنيل حريتنا.. الاحتلال أراد إعادة حكمه السابق بحقي بعد الافراج عني ضمن صفقة الوفاء للأحرار، لمجرد دخولي لمنطقة في فلسطين، وأتى الإضراب لأحافظ على أسرانا وأمنع اعتقال اسرانا الذين تم تحريرهم للقدس والضفة الغربية وشمال فلسطين، ولأحافظ على دماء الشهداء وكرامة الجرحى، وسبب صمودي هو نتيجة صمود الشعب الفلسطيني أجمع الصامد على أرضه، رغم الممارسات الإرهابية التي تمارس بحقه بأحدث الأسلحة، وبالرغم من ذلك يحارب الشعب بصدره العاري ويواجه كل وسائل القمع الارهابية التي تمارس ضده".
ورم سرطاني بحجم حبة "غريب فروت"
وعن تقييمه لوضع الأسرى في السجون قال الأسير المحرر سامر العيساوي: "اعتبر نفسي اولاً جزءًا من الأسرى حتى هذه اللحظة وحتى تحريرهم، وأقول ان الأسرى يعانون من أوضاع صعبة ويتعرضون لحملة شرسة جدًّا من قبل الاحتلال، يمنعون من ادخال الكتب ومواصلة التعليم الجامعي، وحرمانهم من زيارة ذويهم ومن تقديم العلاج المناسب لهم، وهنالك العديد من الأسرى داخل السجون يعانون من أوضاع صحية صعبة وأمراض عدة، وأخطرها السرطان، التي بدت تبرز بشكل واضح وملموس لدى قسم من الأسرى، وهنالك حالات كثيرة من أسرى عانوا من مرض السرطان واطلق سراحهم ليتوفوا ويستشهدوا بين ذويهم، وهنالك اسرى وصلوا الى اوضاع متقدمة من المرض وبعضها ميؤوس منها، وهنالك الكثير من المرضى الذين لا يحصلون على العلاج اللازم، وفي القسم الذي تواجدت فيه كان هنالك مناضل مريض، فطلبت منه وصف حجم الورم الذي يعاني منه، فقال لي ان حجمه مساو لحجم حبة الغريب فروت، ورفضوا اجراء عمليه له لأنه يخوض اضرابًا مع رفاق له لانتزاع حقوقهم، كالسماح لهم بالخروج من السجن الانفرادي، او السماح لذويهم من غزة بزيارتهم، والسماح لهم بإدخال الكتب والأمور المعيشية داخل السجن".
الأسرى يرفضون إطلاق سراحهم مقابل بناء المستوطنات
وفي معرض سؤال عن إطلاق الأسرى الفلسطينيين مقابل بناء المستوطنات، وموقفه وموقف الأسرى من هذه القضية، قال الأسير المحرر سامر العيساوي: "بالتأكيد نحن لا نؤيد ذلك، وكما تحدث لي الأسرى، حيث قالوا لي بلهجة واضحة وصريحة، نحن ناضلنا وانخرطنا في العمل الوطني للقيام بواجبنا تجاه الوطن وشعبنا، ونحن نرفض اطلاق سراحنا مقابل التنازل عن اي ثابت من الثوابت الفلسطينية، ويرفضون اطلاق سراحهم مقابل التنازل عن أي من الثوابت الفلسطينية، والتي ضحينا من أجلها نحن وآلاف الشهداء والجرحى والأسرى، وعلى القيادة الثورية الفلسطينية القيام بواجبها كما قمنا نحن بواجبنا لإطلاق سراح الأسرى، دون التنازل عن أي ثابت من الثوابت. اعتقد ان عملية إطلاق سراح الأسرى بشكل عام تأخرت كثيرًا، وكان يجب ان يتم إطلاق سراح الأسرى مع بدء العملية السلمية والمفاوضات كما يسمونها، فلدينا اسرى امضوا في السجون اكثر من 30 عامًا وآخرين 20 و 25 عامًا وغيرهم، وهنالك من يتفاخر بإطلاق سراح الأسرى، لكننا نقول لهم كأبناء حركة أسيرة وبكل وضوح، إن هذا ليس مدعاة للتفاخر بل ان هذا عار ان يبقى الأسرى داخل السجون لهذه السنين الطويلة، وعلى أبناء شعبنا الالتفاف حول المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى، خاصة التي يقودها مناضلون خاضوا اضرابات ونضالات لأنهم يعملون بصدق تجاه هذه القضية".
المفاوضات مستمرة والتضييقات مستمرة معها
ردًا على سؤال حول عدم وجود اوراق ضاغطة مع المفاوضين الفلسطينيين، قال الاسير المحرر سامر العيساوي: "لا اريد ان اقول للمفاوض الفلسطيني، لكن أقول لأبناء شعبنا بأن المفاوضين الفلسطينيين هم بالنهاية اشخاص يقومون بعملية سياسية، لكن القرار النهائي يعود لأبناء الشعب الفلسطيني، ويجب ان يقول الشعب كلمته بنعم او لا على القضايا السياسية المصيرية، مثلاً حدود الدولة الفلسطينية، ان كانت بحدود 67 او بكامل الأرض، لكنني اقول للمفاوضين الفلسطينيين، انكم جربتم المفاوضات منذ ما يزيد على 25 عامًا، وقلتم انتم بألسنتكم بان المفاوضات لم تجلب لنا سوى المزيد من المستوطنات، سوى المزيد من مصادرة الاراضي والقتل بحق شعبنا، وكل ذلك والمفاوضات جارية ولم تسفر عن إقامة الدولة الفلسطينية، وفي الاشهر التسعة الاخيرة تصاعدت العمليات الإرهابية ضد أبناء شعبنا، فنرى اقتحام المخيمات، مصادرة الأراضي، القتل بحق ابناء شعبنا، قلع الأشجار، تهويد القدس واستهداف المسجد الأقصى، وهدم المنازل، والتضييق، وكل هذا في ظل المفاوضات". وعن مشاريعه وخططه بعد الافراج عنه قال الأسير المحرر سامر العيساوي: "سنستمر في العمل النضالي، وكذلك للحفاظ على ابناء شعبنا في مدينة القدس التي تتعرض للتهويد السريع والشرس، في ظل صمت عربي واسلامي وعالمي، وسنفعل كل ما بوسعنا للمحافظة على هذه المدينة".
رسالة لعائلات الأسرى
واختتم حديثه برسالة لعائلات الأسرى قال فيها: "أقول لعائلات الأسرى ألا يفقدوا الأمل بإطلاق سراح ابنائهم ورجوعهم لهم، ونحن نأمل ان يقوم أبناء شعبهم بعمل جل ما في وسعهم لإعادة أبنائهم، وأن يصبروا كما صبر باقي الأسرى المحررين، فهذا فخر لكم بأن أبناءكم أبطال، يدافعون عن أبناء شعبنا والأرض والمقدسات وهم مدعاة للفخر، كما أترحم على أرواح الشهداء، وأقول بأن أبناءكم ينيرون دربنا بدمائهم الزكية التي سالت من أجل الوطن، وعلى درب الشهداء سنبقى سائرين، ونتمنى الشفاء لجميع الجرحى، ونقول بأننا سنبقى حافظين لآهاتكم، واتقدم لكل ابناء شعبنا المحتفلين بالأعياد المجيدة بأجمل التهاني، وكذلك اهنئ الجميع بحلول العام الجديد وأتمنى السلامة لكل البلدان العربية، وان ينتهي شلال الدماء في البلدان العربية، واقول ان قوتكم هي قوة لنا وضعفكم هو ضعف علينا، ونحن نحتاج ان تكونوا أقوياء لنكون أقوياء بكم".