المؤرخ اليساري المناهض للصهيونية ب.ايلان بابيه الذي ينتمي الى المؤرخين الجدد الذين اعادوا كتابة تاريخ الصهيونية
المؤرخ الاسرائيلي البروفيسور ايلان بابيه:
يجب أن يكون للقضية الفلسطينية قاموس له مصطلحات خاصة من اجل أن تستقطب هذه القضية تعاطف الشارع والجمهور في الدول الغربية والتاثير على الرأي العام
المتابع يلاحظ التطهير العرقي هو عنوان تعامل وسياسة الصهيونية ودولة اسرائيل مع الفلسطينيين بغض النظر عن اماكن تواجدهم واكبر دليل على ذلك هو مخطط برافر فهناك عدة وسائل اعلام عالمية اطلقت على برافر مصطلح تطهير عرق
تسمية النكبة كما اوسلو وكما حل الدولتين لشعبين فهم جميعا يضرون بالشعب الفلسطيني فحل الدولتين اتى ليكرس الاحتلال وليس بهدف انهاءه واتفاقية اوسلو مع ان الفلسطينيين يرحبون بها دائما- فهي كما ارى فخ صهيوني وقع به الفلسطينيون
آبارتهايد هو المصطلح الذي اصبح يعني بشكل طبيعي اسرائيل خصوصا في العالم الغربي فما يجري في اسرائيل هو نظام فصل على اساس قومي وعنصري بين العرب واليهود تماما كما حصل في دولة جنوب افريقيا بين السود والبيض
شارك العشرات من اهالي قرية زيمر والمنطقة بالمحاضرة الاولى من نوعها في بلد عربية، والتي القاها المؤرخ الاسرائيلي البروفيسور ايلان بابيه المحاضر في جامعة اكستر البريطانية، وذلك في قصر الثقافة في القرية، بحضور عدد كبير من الاكاديميين وابرز الكتاب في المثلث، بدعوة من رابطة شباب واكاديميي زيمر.
البروفيسور ايلان بابيه
بدأت الامسية بكلمة ترحيبية قدمتها الشابة مروة ابو جويلة رئيسة رابطة شباب واكاديميي زيمر، واعطت نبذة قصيرة عن المؤرخ اليساري المناهض للصهيونية ب.ايلان بابيه الذي ينتمي الى المؤرخين الجدد الذين اعادوا كتابة تاريخ الصهيونية. ومن ثم تحدث ايلان بابيه نفسه، الذي تطرق خلال حديثه انه يجب أن يكون للقضية الفلسطينية قاموس له مصطلحات خاصة، من اجل أن تستقطب هذه القضية تعاطف الشارع والجمهور في الدول الغربية والتاثير على الرأي العام.
إسرائيل والصهيونية
وحسب ايلان بابيه "فإن اولى هذه المصلطحات يجب ان تكون الاستعمار، والحقيقة ان الاستعمار الصهيوني يعتبر خطير جدا لانه استعمار مع استيطان، ولا يوجد اي شخص بالعالم يؤيد ان يكون هناك استعمار في العام 2014، وعلى الشعب الفلسطيني ان يشرح للعالم انه وقع تحت الاستعمار البريطاني ومن ثم الاسرائيلي بشكل متتالي".
تهجير اليهود
وأضاف:" ومن هنا تأتي نظرتي للدولة الديمقراطية الواحدة، فهناك من يقول أنه يجب تهجير اليهود الذين اتوا كقادمين جدد الى البلاد، وانا اقول ان هذه الامكانية غير حقيقية لان هؤلاء القادمين الجدد لديهم احفاد في هذه البلاد ومن الصعب تهجيرهم، لكن يجب ان يكون هناك دولة واحدة تضم الجميع تحت بوتقتها". وأردف قائلا:" المصطلح الثاني الذي يجب علينا اضافته هو التطهير العرقي، وعن هذا الموضوع قمت بتأليف كتاب، والمتابع يلاحظ التطهير العرقي هو عنوان تعامل وسياسة الصهيونية ودولة اسرائيل مع الفلسطينيين بغض النظر عن اماكن تواجدهم، واكبر دليل على ذلك هو مخطط برافر، فهناك عدة وسائل اعلام عالمية اطلقت على برافر مصطلح تطهير عرقي، اذ ان التطهير العرقي ياتي على اساس قومي، بمعنى ان الصهيونية ترحل وتشرد الفلسطيني لا لشيء الا لانهم عرب، باعتقادي تسمية النكبة اضرت بالفلسطينيين كثيرا، لانها تعبر عن كارثة، وما جرى بالعام 1948 هو اكثر من كارثة، فهو تطهير عرقي بكل ما تحويه الكلمة من معنى".
حل الدولتين
وقال أيضا:" تسمية النكبة كما اوسلو، وكما حل الدولتين لشعبين، فهم جميعا يضرون بالشعب الفلسطيني، فحل الدولتين اتى ليكرس الاحتلال وليس بهدف انهاءه، واتفاقية اوسلو –مع ان الفلسطينيين يرحبون بها دائما- فهي كما ارى فخ صهيوني وقع به الفلسطينيون، شخصيا اتعجب كثيرا عندما اناقش فلسطينيين واراهم يدافعون عن اوسلو وعن حل الدولتين ويقولون انه عادل، حقيقي ومنطقي، فهو بالاساس ليس عادلا، وليس حقيقيا وليس منطقيا، فانا اقول لهؤلاء ارجوكم، قولوا لي هذا اكثر ما نستطيع التوصل اليه، قولوا انه وفقا لتوازن القوى بيننا وبين اسرائيل فان هذا ما نجحنا به، لكن لا تقولوا انه عادل منطقي. تخيلوا ما اذا اقيمت في جنوب افريقيا دولتين واحدة للسود واخرى للبيض... اليس كان ذلك سيكرس من الابارتهايد؟"
الآبارتهايد
وتابع قائلاً:" اما المصطلح الثالث والاخير وهو آبارتهايد، وهو المصطلح الذي اصبح يعني بشكل طبيعي اسرائيل، خصوصا في العالم الغربي، فما يجري في اسرائيل هو نظام فصل على اساس قومي وعنصري، بين العرب واليهود، تماما كما حصل في دولة جنوب افريقيا بين السود والبيض، وهنا اريد ان اشير الى الدولة الواحدة، وهي ان احفاد المستعمرين البيض الذين استوطنوا في جنوب افريقيا ما زالوا يعيشون هناك جنبا الى جنب مع السود، تحت دولة واحدة ديمقراطية تجمعهم سويا، وهو ما اريد ان اصل اليه، فالسود لم يطالبوا احفاد المستعمرين، ولم يطالبوا بدولتين لشعبين، بل اقاموا دولة ديمقراطية واحدة لكلا الشعبين، وهذا ما يجب ان يقام هنا في البلاد، تخيلوا لو اقيم دولتين لشعبين في جنوب افريقيا، فان هذا سيعزز من نظام الفصل العنصري، والامر نفسه ينطبق على الفلسطينيين، فاذا قبلوا بدولتين لشعبين فانهم عمليا يعززوا الاحتلال". وقال ايضا:"بحال قمنا باستعمال هذه الثلاث مصطلحات: الاستعمار، التطهير العرقي والابارتهايد، مع فضح ممارسات اسرائيل في حصار غزة والاحتلال، فاننا سننجح بتكوين قوة جماهيرية في العالم الغربي، اذ انني متأكد وواثق تماما من مناصري هذه القضية ستسقطب العديد من الاشخاص بعيدا عن انتمائاتهم، وبعيدا عن موقفهم من المحرقة التي ارتكبها النازيين، فان الجميع سيقف مستعدا للنضال ضد الاستعمار، التطهير العرقي والابارتهايد، ولو بمظاهرة ولو بالاشتراك بحملة مقاطعة اكاديمية او تجارية".