الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 12 / نوفمبر 22:02

مواطنون من الداخل الفلسطيني: مخيم اليرموك جرح الأمة النازف ووصمة عارٍ

أمين بشير مراسل
نُشر: 15/01/14 16:39,  حُتلن: 23:31

الكاتب الصحفي ناضل حسنين ابن مدينة الطيبة :

لم تعد مأساة مخيم اليرموك تقتصر على النقص في المواد التموينية والأدوية كما يتصور البعض والانباء التي تردنا من مخيم اليرموك تفيد بعدم السماح لهذه الامدادات بدخول المخيم

المقتدرون من أبناء المخيم نزحوا عنه بالآلاف وبقي فيه من ليس لديهم المال ليستأجروا مساكن بعيدا عن بؤر القتال ومن ليس لديهم أقرباء ولا معارف خارج اسوار المخيم وبهذا تحولوا الى رهائن يتاجرون بهم 

نزار أحمد عضو مجلس عرابة المحلي:

الحرب الدائرة والأسلوب المتبع في هذه الحرب هو وصمة عار على من يمدون السلاح والمال والقوى البشرية ولا يمدون اليرموك واللاجئين بأقل الأحتياجات الأنسانية

المحامي جهاد ابو ريا من كرميئيل:

أهل اليرموك هم أهل حيفا وصفد وبيسان واللجون والغابسية وغيرهم من القرى والمدن الفلسطينية المهجرة ولو شاء القدر لكان كل واحد منا هناك

يجب التحرك في كل مكان وعلى كل المستويات حتى ايجاد الحل للنكبة الجديدة التي يعاني منها اهلنا في اليرموك وهذا التجويع الذي يمر به مخيم اليرموك بهذه الايام بالذات التي تفاوض بها سلطة رام الله يثير التساؤلات والشكوك 

الصحفي وسام قدح من كفرمندا:

عاش الفلسطينون في وطنهم الثاني بعد تهجيرهم من بلادهم في عزة وكرامة في مخيم اليرموك خلافا عما هو في البلاد العربية الاخرى وعاملهم السوريون معاملة حسنة جدا ليأتي اليوم الارهابيون ويقتحموا مخيم اليرموك في حرب تدمير سوريا

نتمنى من الجيش العربي السوري أن يقوم بحملة نوعية ويقضي على الارهابين في اليرموك ويحرر ابناء شعبنا من حصار اهلكهم وقتلهم لاهداف سياسية خارجية

مخيم اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية مساحةً، وأكثرها سكاناً، وأفضلها تنظيماً، وأجملها بناءً، وأكثرها خدماتٍ، وأحسنها موقعاً، إنه عاصمة المخيمات الفلسطينية في سوريا، وعنوانها الأبرز، ولعله أحد أهم عواصم الشتات واللجوء الفلسطيني، كان منذ أن نشأ في بداية خمسينيات القرن الماضي، معقلاً للرجال، ومنبعاً للأبطال، ومدرسةً للثوار، تخرج منه آلاف المقاتلين، ومئات القادة وكبار الضباط.


الكاتب الصحفي ناضل حسنين

اليرموك، إنما هو مخيمٌ فلسطيني، يضم بين جنباته الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، ممن أكرهوا على الهجرة، وأجبروا على النزوح، فقد كان مدينةً زاهرة، وحاضرةً عامرة، يعيش الفلسطينيون في اليرموك وفي كل المخيمات الفلسطينية على الحياد، يعرفون أنهم ضيوفٌ لاجئون، وسكانٌ مؤقتون، فلا يتدخلون في الشؤون العامة والخاصة للدولة السورية، وأصاب اللاجئين الفلسطينيين في اليرموك وفي عموم سوريا حزنٌ شديد، وألمٌ كبير، لما أصاب السوريين ولحق بهم، فقد دمرت بلادهم، وقتل عشرات الآلاف من أبنائهم، وشرد شعبهم، وضاع مستقبل أجيالهم، ونزلت بهم محنٌ وكوارث، لا يتصورها السوريون، ولا يتوقعونها في يوم، وظن الفلسطينيون أنهم بحيادهم ولجوئهم بمنأى عن الأحداث، وأن نار الحرب لن تطالهم، ولعنة الموت لن تصيبهم، وفوضى القذائف لن تصل إليهم، فما الذي أصاب مخيم اليرموك وأهله، وما الذي حل به، ومن الذي أقحمه في حمأة الأحداث السورية، وزج به في أتون الحرب، ونار الفتنة، فخرب عمرانه ودمر بنيانه، وشرد أهله، وجعله جزءاً من المعركة، وطرفاً في المعادلة، وأداةً في الحرب، وها هم يدفعون الثمن باهظا جدا ، ويموت فيه الاطفال والنساء من انعدام الطعام والشراب والدواء والعالم يتفرج عليهم ولا احد يحرك ساكنا.

مأساة ستحفر في ذهن الإنسانية
مراسل موقع العرب استطلع آراء عدد من المواطنين الفلسطينيين من الداخل وجاء في تعقيباتهم. الكاتب الصحفي ناضل حسنين ابن مدينة الطيبة يقول:" لم تعد مأساة مخيم اليرموك تقتصر على النقص في المواد التموينية والأدوية كما يتصور البعض، فمثل هذه الامدادات أصبحت في متناول يد موظفي "الاونروا" لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. ولكن الانباء التي تردنا من مخيم اليرموك تفيد بعدم السماح لهذه الامدادات بدخول المخيم. أي أن قرابة عشرين ألف فلسطيني قابعون وسط دمار بيوتهم في المخيم وقد اصبحوا ورقة مساومة بيد المسلحين الذين يسيطرون على المخيم من الداخل وورقة مزاودة بيد المسلحين المرابطين عند منافذ المخيم من الخارج. قبل أن نلقي باللائمة على غيرنا بسبب اللا إنسانية التي يتعرض لها اخوتنا بؤساء اليرموك، علينا أن نسأل من يحاصر المخيم من الخارج ومن يتخذ من اهله رهائن للتجارة السياسية بهم وابتزاز العالم باسم معاناتهم فيمنع دخول أي امدادات لأهله، فحول مخيم اليرموك يقف احمد جبريل من الجبهة الشعبية القيادة العامة الموالي للأسد الذي يقاتل بسلاح الأسد وعتاد الأسد واموال الأسد، وفي المقابل يتحصن داخل المخيم مسلحون من "جبهة النصرة" المحسوبة على تنظيم القاعدة. وبين هذا الطرف وذاك يقف ابن المخيم الأعزل الجائع ينتظر كسرة خبز يطعم بها أولاده الجياع المذعورين. لا اقسى من أن يكون الظالم والمظلوم من ذات الجلدة، ومن ذات الشعب حتى لو كان هذا تطبيق لسيناريو اعد مسبقا بإتقان. المقتدرون من أبناء المخيم نزحوا عنه بالآلاف وبقي فيه من ليس لديهم المال ليستأجروا مساكن بعيدا عن بؤر القتال ومن ليس لديهم أقرباء ولا معارف خارج اسوار المخيم، وبهذا تحولوا الى رهائن يتاجرون بهم حملة السلاح على ضفتي الخندق ويصمت على مأساتهم من كان بيده ان يوقف كل هذه المأساة. في الداخل مجموعات مسلحة تفرعت من حماس حتى ان احد قادتها كان من المسؤولين المقربين لخالد مشعل، والآن تتنصل حماس من هذه المجموعة دون ان تدين ما تقوم به. وفي خارج المخيم يعربد مقاتلو احمد جبريل سعيا لاثبات الولاء للاسد الذي يعلن بصوت واضح بأن قواته لا شأن لها في مخيم اليرموك.  حين نتحدث عن الجوع الآن، فإننا نكاد لا ندرك معنى هذا، إذ لم يعد بيننا جائع يفهم معنى الأمعاء الخاوية ومدى حجم المأساة حين يبكي طفل حول امه التي لا تجد ما تسكن آلام معدته به ولا حتى قطرة حليب، فيموت امام اعينها ولا حول ولا قوة لها امام هذه المأساة إلا بالله. في هذه الاثناء سئم العالم اعداد موتانا ولم يعد يحصونا سواء في سوريا ام في العراق، واصبحت اخبار مآسينا تشبه النشرة الجوية لا ينتبه اليها سوى من يترقبها. سيتجلى لنا قريبا حجم المصيبة التي نغض الطرف عنها خجلا وعجزا ومساومة سياسية. ستتكشف امامنا مأساة ستحفر في ذهن الإنسانية عارا يلاحقنا ما دمنا احياء لأننا من ملطخين بالخذلان من أخمص القدم وحتى اعلى الرأس.

وصمة عار 
وفي حديث مع نزار أحمد كناعنة عضو مجلس عرابة المحلي قال:" انا أعتبر أن الحرب الدائرة والأسلوب المتبع في هذه الحرب هو وصمة عار على الأمة العربية بحد ذاتها، ومن يمد المجموعات المسلحة بالمال وجميع أنواع الأسلحة ومدهم بالقوى البشرية التي تتعطش للدماء ولا يهمهم ما يحصل لغيرهم من أطفال وشيوخ وأمهات، هدفهم تنفيذ مشروع أعطي لهم مقابل المال وغيره وأدى إلى دمار دولة وشعب بطوائفه وقومياته وهذه وصمة عار على من يمدون السلاح والمال والقوى البشرية ولا يمدون اليرموك واللاجئين بأقل الأحتياجات الأنسانية، هؤلاء هم الزعماء والشيوخ والملوك والرؤساء العرب عداك عن العالم الغربي والأمريكي الذي يتحدث عن الأنسانية فقط في إسرائيل والمستوطنات عندما يتعرضون لمجرد رصاصة أو طعنة سكين من قبل اي فلسطيني، فتقوم وتقعد الدنيا! بئس المصير على من يترأس العالم العربي والغربي والأمريكي".


نزار أحمد كناعنة

تصفية قضية اللاجئين
المحامي جهاد ابو ريا من كرميئيل قال:" مخيم اليرموك هو رمز الشتات الفلسطيني، وما يجري اليوم في اليرموك هو محاوله لتصفية قضية اللاجئين ولابطال حق العودة، ان اهل اليرموك هم اهل حيفا وصفد وبيسان واللجون والغابسية وغيرهم من القرى والمدن الفلسطينية المهجرة، ولو شاء القدر لكان كل واحد مننا هناك. من هذا الوجع وهذا الالم يجب التأكيد أن مكان اهل اليرموك هو داخل فلسطين, في قراهم ومدنهم وبيوتهم . أن ما قمنا به حتى اليوم تجاه اهلنا في اليرموك هو عار على جبيننا، يجب التحرك في كل مكان وعلى كل المستويات حتى ايجاد الحل للنكبة الجديدة التي يعاني منها اهلنا في اليرموك، وهذا التجويع الذي يمر به مخيم اليرموك بهذه الايام بالذات التي تفاوض بها سلطة رام الله يثير التساؤلات والشكوك حول شراكتها في تصفية قضية اللاجئين".


المحامي جهاد ابو ريا

بين اليرموك وغزة
اما الصحفي وسام قدح من كفرمندا يقول: "لقد عاش الفلسطينون في وطنهم الثاني بعد تهجيرهم من بلادهم في عزة وكرامة في مخيم اليرموك خلافا عما هو في البلاد العربية الاخرى، وعاملهم السوريون معاملة حسنة جدا، ليأتي اليوم الارهابيون ويقتحموا مخيم اليرموك في حرب تدمير سوريا ليكتسبوا مكاسب معنوية وأساليب إبتزاز ". وأضاف قدح:"إن حصار مخيم اليرموك يمثل حصار اسرائيل على غزة، فيحاصر الإرهابيون اليرموك من الخارج والداخل ويمنعون دخول الطعام والماء والدواء للفلسطينين وهم ينعمون بالطعام والماء على حساب هذا الشعب المسكين فلا يبالون بين طفل وامرأه او مسن أي حرية يتحدثون عنها، حرية لتدمير الانسان اولا والتراث والقوة العسكرية والاقتصادية لبلد لطالما كان الحضن الدافئ للاجئين الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين، ونتمنى من الجيش العربي السوري ان يقوم بحملة نوعية ويقضي على الارهابين في اليرموك ويحرر ابناء شعبنا من حصار اهلكهم وقتلهم لاهداف سياسية خارجية".


الصحفي وسام قدح

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.76
USD
3.99
EUR
4.79
GBP
329166.85
BTC
0.52
CNY
.