وسيم خوري:
بدون شك تخلل البرنامج فيضا من المشاعر المختلطة ما بين حزن وفرح خوف وترقب ألم وارتياح
المقاطع المؤثرة جدا حركت مشاعر الامهات والنساء اللواتي شاهدن البرنامج وذرفن الدمع تأثرا بمشاهد جسدت ما تتحمله الأم قبل ولادة الطفل وبعد خروجه الى النور
هل باتت المتاجرة بالأحاسيس ومشاعر الأمومة السامية ولحظات الولادة الأولى مشروعة بهدف رفع نسبة المشاهدة (الريتينج) لدى تلك المحطة او غيرها؟
دون شك تخلل البرنامج فيضٌ من المشاعر المختلطة ما بين حزن وفرح خوف وترقب
هل باتت المتاجرة بالأحاسيس والمشاعر السامية مثل الأمومة ولحظات الولادة الأولى مشروعة بهدف رفع نسبة المشاهدة (الريتينج) لدى تلك المحطة او غيرها؟
"بيبي بوم" - بثت القناة العاشرة مساء امس الحلقة الاولى من برنامج يوثق ما يحدث داخل غرف الولادة في المستشفيات منذ اللحظات الاولى لوصول الزوجين وحتى ما بعد الولادة حيث كان اعتماد البرنامج على تصوير كل ما يحدث من خلال تركيب اربعين كاميرا في غرف قسم الولادة المختلفة (هي نفس الكاميرات المستخدمة في برنامج الأخ الأكبر).
بدون شك تخلل البرنامج فيضا من المشاعر المختلطة ما بين حزن وفرح خوف وترقب، ألم وارتياح لدرجة أن المقاطع المؤثرة جدا حركت مشاعر الامهات والنساء اللواتي شاهدن البرنامج وذرفن الدمع تأثرا بمشاهد جسدت ما تتحمله الأم قبل ولادة الطفل وبعد خروجه الى النور مع الأخذ بعين الاعتبار أنهن الشريحة الأكبر من مشاهدي البرنامج.
لقد بثت القناة العاشرة الاعلان الدعائي للبرنامج (البرومو) على مدار عشرة ايام وبشكل مكثف مسخرةً اكثر اللقطات حساسيةً واثارةً ودغدغة لمشاعر الامومة وحتى الأبوة في سبيل الوصول الى جمهور الهدف. وأمام ما شاهدناه في الحلقة الأولى راودتني التساؤلات التالية:
ليَ بعض التساؤلات..
هل باتت المتاجرة بالأحاسيس ومشاعر الأمومة السامية ولحظات الولادة الأولى مشروعة بهدف رفع نسبة المشاهدة (الريتينج) لدى تلك المحطة او غيرها؟ هل فقدت الخصوصية قداستها لدرجة السماح بادخال كاميرات تستعمل في برنامج -الاخ الاكبر- حتى في اكثر الغرف اغلاقا وخصوصية؟
هذه الكاميرات دخلت ورصدت التفاعلات ما بين الشباب والاشخاص من فئات المجتمع المختلفة، اخترقت برامج الغناء، الطبخ، صراع البقاء برامج تنزيل الوزن وغيرها من البرامج، حتى وصلت اليوم الى غرف الولادة.
من ناحية أخرى يطرح سؤال التالي، ما الذي يحثنا على مشاهدة مثل هذه البرامج والتي تسمي نفسها بالبرامج الواقعية؟ وهل بتنا نهتم بالبرامج الواقعية التي تنقلها لنا الكاميرات من زوايا عديدة ونسينا واقعنا؟
انا شخصياً تابعته، وللوهلة الأولى تفاعلت مع مجريات الأمور، مع الدموع والصراخ ومع معانقة الزوج لزوجته ومحاولته لتخفيف آلامها، الفرح بقدوم المولود، الذي شاهد مئات الآلاف عبر شاشة التلفاز كيف انجبته أمه الى هذه الدنيا ، وتساءلت بداخلي هل هذا الطفل عندما سيكبر سيوافق على اختراق خصوصيته بهذا الشكل؟ يثير فضولي فعلاً ماذا ستكون ردة فعله مستقبلاً...وللحديث تتمة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net