الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 12 / نوفمبر 23:02

هل ممكن أن يفوز رامز وعلي برئاسة بلدية الناصرة في آن واحد؟/ بقلم: هاني نجم

كل العرب
نُشر: 25/01/14 10:33,  حُتلن: 12:51


هاني نجم في مقاله:

جرايسي من اهم الاشخاص الذين دعموا خطا سياسيا وطنيا وضحى بسنوات ثمينة من عمره من اجل خدمة البلد والوسط العربي بشكل عام

جرايسي بشكل شخصي لم يرغب خوض الانتخابات واجبر من الحزب وقيادة الجبهة مواصلة الطريق ولو كان يعرف مسبقا ما ينتظره فما كان يوافق بالتأكيد على ترشيح نفسه

اسلوب علي السلام في الحديث هو اسلوب شعبي بسيط يخاطب الجميع ليس اسلوبا فوقيا ونابع من مشاعر حقيقية لمحبة الناس والرغبة في خدمتهم وهذا سر نجاحه

علي سلام اراد الرئاسة وعمل من اجلها كل السنوات الماضية شارك الناس في افراحها واتراحها كان مستعد الاصغاء لهمومها وكان علاجا كافيا للناس حتى دون حل مشاكلهم

صحيح ان علي سلام ليس متعلما وانه ليس مثقفا بدرجة عالية وصحيح ان وظيفة رئيس البلدية تتطلب الكثير من القدرات العلمية والادارية لكنه اكتسب قسما كبيرا منها خلال اشغاله منصب نائب رئيس


ما زالت مدينة الناصرة تنزف وتبذر الطاقات البشرية والمالية والنفسية الكبيرة من اجل تحديد الفائز برئاسة البلدية، وما زال كل من الطرفين الشريكين في الامس والندان اليوم، متأكد انه فاز وحصل على الشرعية وأن الآخر خسر ويمثل الاقلية.
الغالبية المطلقة من مؤيدي الطرفين هم جمهور يريد مصلحة البلد ويريد العيش بأمان واستقرار مع كل اطياف المدينة ومع احترامه للرأي الآخر حتى لو كان مغايرا لمعتقداته، ولكن هناك قلة قليلة ويكفي ان تكون افرادا لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة تعمل اما باسلوب العربدة والتهديد او باسلوب الخداع الخبيث الهادىء اهدافها زيادة التوثر وزيادة الفجوة بين الطرفين.

ما يقلق هو ان جميع من عارض الجبهة وبحق، انتقد انفرادها وسطوتها على المجلس البلدي وادارة البلد في السنوات الماضية، وطالب كل الوقت ان يكون تعاونا حقيقيا وبناء مع تقسيم مهام ومناصب بين جميع ممثلي الجمهور، اما اليوم بعد ان ظهرت قوة جماهيرية جديدة ضخمة وشعبية يقودها ابن نفس الجبهة السيد علي سلام فاصبحت هذه القوة الجديدة الصاعدة او قسم من افرادها يلغون وجود الطرف الآخر ويتعاملون بالضبط بنفس الاسلوب الخاطىء الذي تعاملت به الجبهة، وهذه ممكن ان تكون حلقة اولى نحو خسارة الدعم الجماهيري الواسع للحركة.

السيد رامز جرايسي بشكل شخصي لم يرغب خوض الانتخابات واجبر من الحزب وقيادة الجبهة مواصلة الطريق، ولو كان يعرف مسبقا ما ينتظره فما كان يوافق بالتأكيد على ترشيح نفسه، ولكن وكلمة حق مع وجود الكثير من الاخطاء الادارية والسياسية التي ارتكبها رامز جرايسي فلا بد انه من اهم الاشخاص الذين دعموا خطا سياسيا وطنيا وضحى بسنوات ثمينة من عمره من اجل خدمة البلد والوسط العربي بشكل عام، ولا يمكن اليوم قبول تخوينه او تهميشه او اهانته، فهو كان وسيبقى احد رموز الحركة الوطنية بالداخل مع وجود بعض الشوائب في بعض المواقف، فللتذكير كلنا بشر وكلنا ممكن ان نخطا.

من ناحية اخرى السيد علي سلام اراد الرئاسة وعمل من اجلها كل السنوات الماضية، شارك الناس في افراحها واتراحها، كان مستعد الاصغاء لهمومها وكان علاجا كافيا للناس حتى دون حل مشاكلهم، في حين قيادات اخرى كانت تجلس في برجي عاجي وتبتعد عن الجمهور البسيط الشعبي من احياء المدينة المختلفه وبالاخص اطرافها. صحيح ان علي سلام ليس متعلما وانه ليس مثقفا بدرجة عالية وصحيح ان وظيفة رئيس البلدية تتطلب الكثير من القدرات العلمية والادارية، لكنه اكتسب قسما كبيرا منها خلال اشغاله منصب نائب رئيس من ناحية، ويعزز ذاته وادارته بمستشارين من مجالات مختلفة لكي يتغلب على نقاط ضعفه.

اسلوب علي السلام في الحديث هو اسلوب شعبي بسيط، يخاطب الجميع، ليس اسلوبا فوقيا ونابع من مشاعر حقيقية لمحبة الناس والرغبة في خدمتهم، وهذا سر نجاحه. لكن اسلوبه هذا يحمل في بعض المواقف وربما دون قصد تلميحات قد تفهم بشكل غير جيد، وهنا المطلوب الحذر والانتباه لانه يكفي ان يقوم فرد واحد من داعميه بأي حركة غبية بسبب فهمه بشكل خاطىء ما سمعه فستتوثر الاجواء وتتعقد الامور. واذا حدث توتر، من سيدفع الثمن هو كل ابناء المدينة وليس علي او رامز وليست ناصرتي او الجبهة، فحينها سيندم الجميع.

والسؤال كيف ممكن ان يفوز الطرفان؟
حتى الامس القريب لم أؤيد بشكل شخصي اعادة انتخابات الرئاسة لانها ممكن ان تثير الاجواء من جديد، واعتقدت ان لدى القيادات الجرأة الكافية في انهاء الاشكالية باقتراحات مختلفه قدمت، تحافظ على مركزية كل من السادة علي سلام ورامز جرايسي، لكن للاسف الامور بعيدة عن هذه الحلول.

وبما ان الطرفين يتحدثان عن الشرعية الديمقراطية، وبما انه دون علاقه لقرار المحكمة سيستمر الطرف الخاسر الادعاء ان هناك اجحافا وظلما بحقه بالاخص ان المحاكم تبحث اليوم بقضايا قانونية اجرائية ليست بالضرورة تتلاءم مع نزاهة الانتخابات والتمثيل الحقيقي للنتائج، وبما أن السيد رامز جرايسي بشكل شخصي لم يكن راغبا في المشاركة بانتخابات الرئاسة ومن ناحية اخرى يجب ان يكرم ويحافظ على مركزيته كأحد الرموز الوطنية لكل ابناء الوسط العربي، فالاقتراح هو كالتالي وذلك على اساس اتفاق خطي واضح وقانوني بوجود شخصيات اعتبارية وطنية وشعبية من كافة ابناء شعبنا:

1. قائمة ناصرتي، السيد علي سلام، الجبهة والسيد رامز جرايسي يسحبون كل استئنفاتهم من المحاكم.
2. يتفق على ان رامز جرايسي رئيسا للبلدية حسب نتائج الإنتخابات الرسمية ويتفق مسبقا ان يستقيل السيد رامز جرايسي من رئاسة البلديه خلال 48 ساعة، وبذلك يتم تحديد انتخابات رئاسية جديدة خلال 60 يوما ممكن أن يشارك بها كل من يرغب بذلك حسب معايير القانون.
3. الجبهة وغيرها من الاطر وقائمة ناصرتي تقرر من سيمثلها بانتخابات الرئاسة، والفائز يكون الرئيس.
4. الفائز أي كان، يتعهد ان يعمل على اقامة ائتلاف شامل مبني على عدد المقاعد الحاصلة عليها كل قائمة.
5. كل الحركات السياسية المتمثلة في الوسط العربي والمشاركة في بلدية الناصرة بشكل مباشر او غير مباشر، تعمل على ترشيح السيد رامز جرايسي لرئاسة لجنة المتابعة او لاي منصب جماهيري آخر، والجبهة تضمن له مكانا متقدما في الكنيست القادمة.

مصلحة البلد
صحيح أن المهم هو مصلحة البلد وليس ايجاد حل لمنصب شخص هنا وهناك، لكن لا يمكن الموافقة على الاجحاف في حق شخص رامز جرايسي، وكما ذكرت في مقالاتي السابقه اكثر شخصية تتمنى الخير والمحبة والنجاح لرامز جرايسي هو علي سلام، وكونوا على يقين كامل أن علي سلام لا يمكن أن ينسى صداقته وايامه مع رامز جرايسي بالرغم من شدة التوتر في المرحلة الآنية.

اعرف انني لا اطرح حلا مثاليا، وأن هناك من طرفي المعادلة من سيشعر انني تحيزت للطرف الآخر، لكن هذا طبيعي، آمل أن تكون هناك مبادرات اخرى تسعى لزرع المحبة والتعاون، واذا اتفق على اعادة الانتخابات تذكروا ان البلد باهلها اهم من البلدية فحافظوا على الامانة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة

.