مأساة اليرموك وحالة التشرذم الفلسطينية/بقلم:سعيد فالح بكارنة

كل العرب
نُشر: 01/01 21:29,  حُتلن: 14:14

سعيد فالح بكارنة في مقاله: 

مأساة مخيم اليرموك باتت لا تخفى على أحد  حيث يعاني أهلنا هناك ليس من العنف والقتل فقط إنما يعانون من نقص في الغذاء والدواء بسبب الحصار المفروض على المخيم والذي يمنع وصول المواد الغذائية والأدوية

لا شك أن حالة التشرذم الفلسطينية والخلاف بين الفصائل الفلسطينية تلعب دورا هاما في تعميق الجراح الفلسطينية عامة وتدهور أوضاع الفلسطينيين في سوريا ومخيم اليرموك خاصة

لا شك بأن أبناء الشعب الفلسطيني يعيشون أوضاعا لا يحسدون عليها في أماكن تواجدهم المختلفة، سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث حالة التناحر والإختلاف بين الفصائل الفلسطينية أو في مخيمات لبنان وما يعانوه من التمييز من قبل الحكومة اللبنانية حيث سياسة التضييق في السكن والمعيشة والوظائف. وقبل عدة أشهر انضم مخيم اليرموك في سوريا والذي يعتبر أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا إلى قائمة المخيمات الفلسطينية التي عانت الأمرين جراء الصراعات والاقتتال الداخلي في الدول العربية، مثل تل الزعتر، وصبرا و شاتيلا ،التي تعرضت لمجازر في الثمانينات من القرن الماضي إبان الحرب الأهلية اللبنانية. وكأن سكان اليرموك الذين هجروا من حيفا وطبريا وصفورية ولوبية والمجيدل والشجرة وحطين وغيرها من مدن وقرى بلادنا لا يكفيهم ما عانوه من قسوة التهجير وألم فراق الأهل والوطن.

مأساة المخيم 
إن مأساة مخيم اليرموك باتت لا تخفى على أحد ، حيث يعاني أهلنا هناك ليس من العنف والقتل فقط ، إنما يعانون من نقص في الغذاء والدواء بسبب الحصار المفروض على المخيم والذي يمنع وصول المواد الغذائية والأدوية،حتى أن الناس هناك يموتون جوعا على مرأى ومسمع من العالم العربي والإسلامي والغرب المتحضر الذي يتغنى أهله بحقوق الإنسان ، حتى أن بعض الناس هناك أخذوا ينادون جمعيات حقوق الحيوان أن تهب لإنقاذ القطط لأنها تواجه خطر الانقراض لأن أهل اليرموك يضطرون لأكلها بسبب الجوع !
والغريب في الأمر أن هذه المأساة تحدث، بسبب الحصار الذي تنفذه قوات الأسد، بمساعدة قوات إحدى الفصائل الفلسطينية الموالية للأسد وهي قوات أحمد جبريل ، الذي يصر منذ بداية الثورة على تقديم الدعم العسكري لقوات الأسد، حتى وجد الفلسطينيين في سوريا أنفسهم ، بغير إرادتهم، وسط الصراع الدامي الدائر في سوريا .

الجراح الفلسطينية 
لا شك أن حالة التشرذم الفلسطينية، والخلاف بين الفصائل الفلسطينية، تلعب دورا هاما في تعميق الجراح الفلسطينية عامة ، وتدهور أوضاع الفلسطينيين في سوريا ومخيم اليرموك خاصة، إضافة إلى الفوضى وعدم المسؤولية التي تعيشها منظمة التحرير الفلسطينية ، وهي المسؤول الأول عن الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم ، حيث أنها لا تقوم بدورها في فك الحصار عن مخيم اليرموك لأن حملات الإغاثة لا تجدي نفعا مع وجود الحصار الآثم . بل ينبغي التحرك السريع وعلى كافة الأصعدة وبكافة الوسائل من أجل فك الحصار عن هذا المخيم الصابر.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة