جريدة "التايمز" البريطانية :
وكالات الاستخبارات الغربية في حالة استنفار وقلق بالغ بشأن التحركات على الحدود بين سوريا وتركيا
تشعر بريطانيا ودول أوروبية، إضافة إلى الولايات المتحدة، بقلق بالغ من أن تتحول تركيا إلى ممر سهل وآمن للإرهابيين، الذين تتمركز أعداد كبيرة منهم في سوريا حالياً، وذلك في حال تمكن بعضهم من التسلل عبر الحدود التركية إلى القارة الأوروبية لتنفيذ عمليات دموية فيها.
وكشفت جريدة "التايمز" البريطانية أن وكالات الاستخبارات الغربية في حالة استنفار وقلق بالغ بشأن التحركات على الحدود بين سوريا وتركيا، مشيرة إلى أن التقديرات لدى بعض أجهزة الاستخبارات الغربية أن يكون الهجوم الإرهابي المقبل في القارة الأوروبية خلال الربيع، أي خلال الشهور وربما الأسابيع القليلة المقبلة.ويبلغ طول الحدود بين تركيا وسوريا 900 كيلومتر، وهي حدود ترى أغلب التقديرات أن من الصعب ضبطها، فضلاً عن أن الحركة النشطة التي تشهدها سواء بسبب تدفق اللاجئين، أو تدفق المساعدات الإنسانية تجعل من ضبط هذه الحدود مسألة بالغة الصعوبة والتعقيد.وقال مسؤولون بريطانيون إن العمليات الاستخبارية وأعمال المراقبة التي تقوم بها أجهزة أمن غربية في المناطق الحدودية بين تركيا وسوريا، إضافة إلى التعاون بين الأجهزة الاستخبارية المختلفة، كلها بلغت مستويات "غير مسبوقة من قبل".
تدفق المقاتلين الأجانب
وأشار المسؤولون البريطانيون إلى أن أجهزة الاستخبارات الغربية تقوم بعمليات مراقبة واسعة لتدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا عبر الأراضي التركية، ومن بينهم العديد من المواطنين البريطانيين، في الوقت الذي أصبح فيه الصراع في سوريا بيئة خصبة لانتعاش تنظيم القاعدة وتغذية التطرف.ويسود التخوف لدى أجهزة الأمن الغربية من أن المقاتلين الذين يحملون جنسيات أجنبية ويتلقون تدريبات حديثة حالياً في سوريا يمكن أن يستخدموها فور عودتهم إلى بلادهم في تنفيذ عمليات إرهابية.وقال جيمس كليبر - وهو مسؤول في الاستخبارات الأميركية - إن جهازه تمكن من العثور على دليل خلال الشهر الحالي بأن "مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا لديها طموحات لتنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة".وتقول تقديرات وكالة الاستخبارات الأميركية إن أكثر من سبعة آلاف مقاتل أجنبي، من خمسين دولة مختلفة، يشاركون في أعمال القتال الدائرة حالياً في سوريا، من بينهم 400 بريطاني على الأقل. أما عدد المجموعات المقاتلة في سوريا فتقدرها الولايات المتحدة بنحو 1600 مجموعة مختلفة.