كلمات محسوبة
اعراس ام وجع راس ؟!
هل حددتم موعداً لزواج ابنكم ؟ مبروك وجعل الله ايامكم كلها افراحاً
انكم بالتأكيد, وهذا من حقكم , تريدون لابنكم وزفافه جواً من الفرحة والسرور تسعدون به وتسعدون ضيوفكم
ولكن
هل فكرتم في العادات والتقاليد المتبعة هذه الايام في الاعراس وما تجلبه لكم ولضيوفكم من متاعب واعباء يصعب على الكثيرين تحملها ؟؟
تعالوا بنا نستعرض باختصار بعض الجوانب المتبعة في اعراسنا لنرى ان كان فيها جانب ايجابي واحد ام انها مليئة بالسلبيات ووجع الراس سواءً من الناحية الاقتصادية او الاجتماعية او حتى الاخلاقية !!
الناحية الاقتصادية :
مصاريف حفل الزفاف بالنسبة للعريس 90 الى 120
- معدل تكاليف وجبة العرس يتراوح بين الف 50 الى 70 الف شيكل (يتعلق ذلك بعدد المدعوين), واذا اخذنا بالحساب موجة الغلاء الاخيرة فان الرقم يزيد على ذلك بكثير
- اجرة المغني والمصور تتراوح بين خمسة عشر الف الى عشرين الف شيكل
- ظاهرة المفرفعات في الاعراس هي ايضاً عبء جديد يكلف الألاف من الشواقل
- ليالي السهرة التي تسبق العرس والتي ما انزل الله بها من سلطان , تضيف مصروفاً اضافياً وترهق العريس واهل بيته
- اذا تجاوزنا تلك الاعراس التي تقدم فيها المشروبات الروحية والمسكرات وركزنا فقط على الاعراس العادية نجد ان معدل مصاريفها يتراوح بين 90 الف الى 120 الف شيكل !!
- فكم يوفر العريس اذن من هذا المبلغ المسمى "نقوط " ؟ الم نسمع بأن هناك كثيراً من العرسان لم يجمعوا حتى مصاريفهم؟
- أ لا يكون العريس واهله مدينين لمن دعوهم وعليهم ان يبدأوا بتسديد الديون في مساء اليوم التالي ؟!
- النتيجة اذن ان توسيع عدد المدعوين لايفيد العريس واهله اقتصادياً على الاطلاق
وماذا بالنسبة للمدعوين ؟
- يقوم العريس واهله بتوجيه الدعوة الى الاقارب والجيران والاصدقاء ومعظم سكان بلد العريس , بالاضافة الى توجيه العديد من الدعوات لاشخاص من خارج بلد العريس
- يتراوح مبلغ " النقوط" للشخص الواحد بين مئة الى ثلاثمائة شيكل حسب ظروف الفرد وقربه من عائلة العريس
واذا كان العريس من ذوي القربى فسلام على دخل ذلك الشهر !!
- - يضيف المدعومن خارج بلد العريس تكاليف السفر وضياع الوقت ولا عذر له في نظر الداعي اذا تغيب مهما كانت الاسباب !!
- في بعض البلدات هنالك ما يسمى "طلعة عروس" وعلى الجيران والاقارب والمعارف تقديم " النقوط" لها, وبعد ذلك عليهم المشاركة في الحفل المشترك لدفع مبلغ آخر !!
- في ليالي السهرة التي تسبق ليلة الزفاف يقوم البعض , وخاصة النساء بتقديم القهوة وكراتين المشروبات الخفيفة والكعك والحلويات , وهذا مبلغ آخر يضاف الى " النقوط"
اذن امام هذه الوقائع يكون الحساب بسيطاً ومؤلماً:
فاذا فرضنا ان معدل دخل رب العائلة يتراوح بين خمسة آلاف الى سبعة آلاف شيكل ودعي الى 10 – 15 عرساً في الشهر , خاصة في موسم الاعراس في الصيف , فماذا يبقى له من دخله وعرقه وكيف يدبر امور عيشه في ذلك الشهر ؟!!
اذن النتيجة من الناحية الاقتصادية واضحة , فالعريس لم يوفر شيئاً والمدعوون رزحوا تحت ضائقة مالية , وليس بعيداً ذلك الوقت الذي يجد فيه الكثير انفسهم مكرهين على عدم تلبية الدعوة والابتعاد عن حضور حفلات الاعراس !!!
وماذا عن الناحية الاجتماعية ؟
- يستحيل على اصحاب العرس استقبال ضيوفهم والقيام بواجبهم بالصورة اللائقة اذا كان عدد المدعوين كبيراً , فالكثيرون منهم لا يعرفون ان كان فلان قد حضر ام لا الا من خلال مغلف " النقوط"
- كثيراً ما حصلت خلافات بين اقرب الاصدقاء لأن احدهم قدم مبلغاً يقل عما قدمه الأخر او لم يسدد له
- " دينه" على الاطلاق
الناحية الاخلاقية :
- بعض الناس يغلقون شارعاً عاماً لاقامة حفلة العرس ويسببون ازعاجاً شديداً لكافة السكان
- المفرقعات الهمجية التي اصبحت جزءاً لا يتجزأ من الاعراس تقلق العمال وتزعج المواطنين وتروع الاطفال
- في بعض الاعراس توزع المشروبات الروحية وتدور كؤوس الخمرة ظناً من بعض الشباب الساقط بأن هذا الامر يزيد الاحتفال بهجة ويجعل العرس "على الموضة " !!!!
كل هذة الحقائق تثبت بأن القيام بتنظيم احتفالات اعراسنا بصورتها الحالية ليس فقط لايفيد احداً وانما هو ضار اقتصادياً واجتماعياً واخلاقياً وحتى صحياً !! هذه ليست اعراس , انها وجع راس وتفريغ لجيوب الناس !!
الحل الوحيد اذن هو تقليص عدد المدعوين الى حد كبير واقتصار ذلك على الاقارب والجيران والاصدقاء المقربين
لا شك عندي بأن هذا الامر يزيد الاحتفال بهجة ومودة وحميمية تبعث البهجة في قلوب الجميع
نحن بانتظار تعليقاتكم وآرائكم لعلنا سوية نساهم في تغيير مجتمعنا نحو الافضل