امس الخميس نائب رئيس بلدية الناصرة بشير عبد الرازق( قائمة اهل الناصرة معا) استقالته من ادارة البلدية
في رسالة الاستقالة اشار عبد الرازق الى مجمل دوافع استقالته محملا رئيس البلدية ونائبه مسؤولية الازمة الخانقة في المدينة والبلدية"
في حديث لـ" كل العرب" اكد عبد الرازق ان بلدية الناصرة بادارتها الحالية قد ترهلت بعد 30 عاما من استلامها لادارة شؤون المدينة(1976) لافتا الى انها لا تملك اي خطة او استراتيجية او آفاق عمل
وفيما يلي نص الحديث معه فور تقديم استقالته امس
وننوه الى انه تعذر علينا لضيق الوقت مساء امس مراجعة ادارة البلدية للرد على اقوال عبد الرازق ولذا فاننا نحفظ بطبيعة الحال حق الرد لبلدية الناصرة في العدد القادم
٭ هذا الشهر تكون قد امضيت عامين كنائب لرئيس بلدية الناصرة فكيف تقيم هذه التجربة؟
- "انضممت لادارة البلدية بعد توقيع اتفاقية الائتلاف بيننا التي تؤكد بشكل اساسي الالتزام بضرورة العمل من اجل تنظيم وتنجيع الادارة والمراقبة
كذلك تطلعنا الى المساهمة في تهدئة الاوضاع داخل البلدة وقتذاك تمهيدا لاحداث تغييرات بدت حتمية
نجحنا بتنظيم لجنة التخطيط والبناء وشكل قبول الطلبات ومتابعتها بسرعة ونجاعة
نجحنا بشكل غير عادي بتعديل الفكرة التي سادت لدى المواطنين ومعظم المهندسين بان اللجنة كانت "مقبرة" لطلبات التراخيص، وكانت هذه احدى الذرائع الهامة للذين بنوا منازلهم بدون رخص
ولكن للاسف تجذرت في المدينة تقاليد البناء غير المرخص وفي اغلب الاحيان بمساهمة فعالة من قبل مسؤولين بالبلدية والادارة"
٭ وما هو حجم ظاهرة البناء غير المرخص في الناصرة واخطر نتائجها؟
- " هناك تقديرات بوجود نحو 4000 منزل غير مرخص في المدينة ويزداد العدد بحوالي 250 بيتا كل عام
وهذه الظاهرة تتسبب بفقدان مداخيل مالية كبيرة تتعدى المائة مليون شيكل اضافة الى خلق وضع اضرار غير قابلة للتصليح تنتج واقعا مدنيا لا يطاق
خلافا للقرى المحيطة بالناصرة لا توجد للمدينة خريطة تفصيلية ورغم ان هذه مهمة لتحديد استعمالات الارض
ما يجري اليوم ان الناصرة تسير بموجب خريطة وضعت عام 1947 وتبعتها قوانين خرائط سمّيت "9000ج" حضرت عام 2000 لم تتضمن التفصيلات المطلوبة
وكانت النتيجة ان تحولت المدينة الى اكوام اسمنتية خطيرة كونها تحشر اعدادا كبيرة من الناس بمساحة صغيرة بدون البنى التحتية والفوقية اللازمة
يكفي القول ان الناصرة متخلفة تنظيميا اليوم عن القرى المجاورة بربع قرن تقريبا"
٭ وكيف حاولت انت من طرفك التاثير على تقاليد التسيب في البناء؟
- " هذا ما سبق واكدت عليه في اتفاقية الائتلاف حيث كان الطرفان على قناعة تامة ان تغيير الاوضاع هو امر حتمي ولكن الحماس السائد للصالح العام داخل الغرف سرعان ما كان يتبخر عند عتبة الباب"
٭ وهل طالبت باجتماعات لدراسة الاوضاع واتخاذ قرارات مناسبة؟
- " طلبت اجتماعات عدة مرات لبحث امور كثيرة منها تنجيع البناء الهيكلي لاقسام البلدية ودمج بعضها لكنني لم اجد تجاوبا من أي احد فكان رئىس البلدية يؤجل ويميّع الموقف بشكل مقصود"
٭ وهل تقدمت البلدية بشكاوى ضد مخالفي البناء؟
- " في الفترة الزمنية الطويلة بين المخالفة وبين تقديم المخالف للمحكمة يكون صاحب البيت قد فرض امرا واقعا واستكمل بناء منزله واعده للسكن
وهناك عدد من القضايا التي تحول الى القسم القضائي لكنها لا تصل للمحكمة والاسباب كثيرة وغير مرتبطة بقسم الهندسة وهذه واحدة من تجليات ظاهرة تدخل الادارة او بعضها بشكل مضر"
٭ وهل ترى ان هناك سياسة من خلف التساهل مع المخالفين؟
- " نعم هناك تساهلات مع المخالفين لاعتبارات شخصية ولهذا قام بعض المواطنين بالاعتداء الجسدي على بعض الموظفين المحرجين دون ان يتلقوا دعما من الادارة"
٭ ولكن هناك رئيس بلدية ونائب ومهندس فكيف تتواصل الظاهرة بدون علاج؟
- "يدخل قسم الهندسة ضمن صلاحياتي حسب الاتفاقية الائتلافية، ولكن للاسف لم يتوقف رئيس البلدية ولا نائبه علي سلام عن التدخل اليومي وبدون علمي بشكل وكأنه لا يوجد قسم في البلدية عدا الهندسة، وكأن العمل باقسامهما يتم على اكمل وجه وهذا طبعا عكس الحقيقة فلو عمل كل منهما كما ينبغي لما راينا البلدة بهذه الحالة ولكن لم العجب والادارة لا تعترف اصلا بوجود خلل عام في النهج المتبع"
٭ واين دور المعارضة في هذه المسالة؟
- " للاسف لدي شعور ان احدا لا يقدر خطورة هذه الظاهرة ولذلك ينبغي طرحها وان تحظى باهتمام المعارضة قبل اهتمام الائتلاف، لان هذه مصلحة البلدة
لم ار او اسمع صرخة من جهة المعارضة حيال هذه القضية
مع احترامي لها، المعارضة تفهم القضية بشكل خاطىء فهي مثل الادارة تتعامل مع العلاج لا مع الوقاية، وتساهم بخلق الوضع الراهن
فالاجندة الوحيدة المطروحة اليوم من قبلها هي الاوقاف وكأن مصلحة البلدة تبدأ وتنتهي في هذه النقطة وهي تمضي بالتقوقع بمواقف غير مفهومة"
٭ وهل سبق وتحدثت مع رئيس البلدية حول قضايا حارقة في مجال التخطيط والهندسة؟
- " رئيس البلدية لم ينفذ ما اتفقنا عليه ولدي شعور ان ذلك تم عمدا وعن سبق الاصرار"
٭ وهل تحدثت مع نائب رئيس البلدية علي سلام ايضا؟
- " علي سلام وكل اعضاء الادارة يعرفون بهذه المشاكل وهم شركاء ايضا في قسم كبير منها"
٭ وازمة السير الخانقة ماذا فعلت انت لتساهم في التخفيف منها في الناصرة التي اختنقت او تكاد بسببها؟
- " شرعنا بحل هذه المشكلة في نهاية العام الماضي بالتعاون مع وزارة المواصلات والشرطة وهي لا تنجم عن ضيق الشوارع انما الوقوف الفوضوي للمراكب
كنا ننتظر تحويل الميزانية من وزارة المواصلات"
٭ اذن الكرة ليست في ملعب البلدية؟
- "اليوم لا
انا اشرف شخصيا على هذا المشروع ووزارة المواصلات بالمقابل تستعد لتثبيت اشارات مرورية اضافية في الشوارع
بعدما كانت وزارة المواصلات تتهم البلدية بعدم الاستعداد لانجاز حلول للمشكلة المرورية رمينا الكرة في ملعبها وننتظر ان تقدم المليوني شيكل وسائر واجباتها التقنية ضمن هذا المشروع"
٭ وماذا بشأن المنطقة الصناعية وانتقال مستثمرين نصراويين بحثا عن مناطق صناعية في اماكن اخرى؟
- "هناك منطقة صناعية شمال المدينة في طريق صفورية بمساحة 80 دونما فقط وللاسف منها 55 دونما بيد مستوطنة " تسيبوري"
صحيح ان هناك تمييزا رسميا ضد العرب، ولكن علينا ان نسعى
حتى الآن لم نعط حلولا ولا املا للمستقبل، ولذلك انا قلق من هروب كبار المستثمرين تجارا وصناعيين الى نتسيرت عليت التي تمنحهم الاغراءات كالصناعات الثقيلة والكراجات والمناجر، كما ان المناطق الصناعية موجودة في كفركنا واكسال"
٭ وهل فوجئت بان البلدية تدارعلى النحو الذي تصفه؟
- " فوجئت بالكثير من الامور
لم اتخيل ان هناك مثل هذه الكمية من المشاكل بدون حلول مثلما لم اتخيل ان يكون التعامل معها بهذه الصورة"
٭ وكيف كنت تقّيم العلاقات مع الجمهور هل توفرت الفرصة امامه لتقديم شكاويه؟
- " لم تطبق قرارات بتشكيل لجنة شكاوى وغيرها من اللجان غير الالزامية رغم توكيل اشخاص بذلك"
٭ من اؤلئك؟
- " اشخاص
هم يعرفون انفسهم"
٭ وهل تعتقد ان اغلبية الجمهور غير راضية عن اداء البلدية اليوم؟
- "حينما نبلغ وضعا لا يحترم فيه المواطن السلطة فهذا تعبير عن عدم رضاه من ادائها والسلطة خلقت لتفرض سلطة"
٭ وما هي نسبة الجباية اليوم؟
- "بعد اعتماد شركة الجباية في مطلع 2005 ارتفت النسبة من 25 % الى نحو 45 % للارنونا والمياه 50%
اعتقد ان هناك 30% لا يقدرون على تسديد الرسوم ولكن بنظري هناك اكثر من 40 % ممن اسميهم "مقتدر وممتنع"
زد على ذلك ان ابنية كثيرة في المدينة غير مسجلة حتى الآن"
٭ وما هو حجم مديونية البلدية؟
- "قبل الائتلاف لم يتلق الموظفون رواتبهم طيلة ستة شهور متتالية وهذه المشكلة من ورائنا، اليوم بفضل خطة الاشفاء التي عالجت مديونية البلدية بقيمة 180 مليون شيكل
اعتمدوا خطة اشفاء كان يجب ان تنتهي في نهاية 2006 لكن حسب رؤيتي للامور فان الخطة ضحلة ولن ننتهي من المشكلة حتى اخر 2008
بالكاد نسدد الرواتب، ولكن للاسف لا نستطيع ان نقدم اي خدمة لاهالي المدينة عدا بعض الامور الاساسية جدا فقسم الصيانة اليوم لا يملك القدرة على شراء ماسورة
نحن بحاجة الى توفير مبالغ من ناحية تقليص اعداد المستخدمين في البلدية التي تعاني من بطالة خفية"
٭ وهل حاولتم تقليص كادر المستخدمين؟
- "نعم، حاولنا ان نقلص ولكن حينما كنا نصل الى الاسماء تتوقف عملية التنجيع والتوفير
كان من الممكن توفير 50 وظيفة ولكن عندما نصل الى اسم " حسن" او " يوسف" كنا نصطدم بمشكلة"
٭ وما هو تقييمك لاداء جهاز الموظفين وما هي العلامة التي يستحقها من عشرة؟
- " اولا هناك حاجة لدمج بعض الاقسام وان كنت لا اضع اللوم او الذنب على الجهاز نفسه، الا ان العلامة التي يستحقها لا تتعدى الستة او السبعة من عشرة"
٭ واين دور مراقب البلدية او مدير عام البلدية؟
- " مدير البلدية يستعد لانهاء عمله في نهاية الشهر القادم، وبوسعك ان تساله عن خلفية استقالته وربما يشير الى تهميش دوره من قبل اوساط في ادارة البلدية
المراقب
لديه تقارير كثيرة
انا لم ار تقريرا"
٭ وهل طلبت؟
- " لا
الصحيح انني لم اطلب ولكن تحدثت هنا وهناك اليه وكنت اسمع منه، وخلال السنتين الاخيرتين لم تبحث تقارير المراقب في البلدية"
٭ وهل شكا المراقب من عدم التعامل مع تقاريره؟
- " انا لست حائط مبكى او شكوى فالظاهر انهم لا يعتبرونني حائط مبكى"
٭ ولذلك قدمت استقالتك؟
- " بعدما توصلت الى نتيجة بانعدام الافق بالعمل البلدي والاصرار على عدم التغيير من قبل الادارة صرت ارى ان وجودي في الادارة يوفر الحلول لبعض الناس ولكن ليس للمدينة
سبق وارسلت كتبا لرئيس البلدية حول ذلك لكنني لم اتلق جوابا شافيا خطيا ولو مرة واحدة انما اكتفى بالرد الشفهي المقتضب او بالتلميح فقط"
٭ ومتى اتخذت قرارك هذا؟
- " بدات بالتفكير بالاستقالة قبل ثلاثة شهور"
٭ وهل ستخوض الانتخابات القادمة لرئاسة بلدية الناصرة؟
- " اذا ما استمرت النظرة الى البلدية كموقع لاحراز المكاسب الشخصية فلن اكرر ترشيحي ولن اكون شريكا
جئت بايد وافكار نظيفة، حاولت التغيير
حسبت ان لي شركاء ولكن للاسف هنالك محاولة بائسة للمحافظة على الوضع الراهن فنحن اليوم في بلدية الناصرة كمن يلعب في الدرجة الثالثة ضمن دوري كرة القدم ويبدو ان من مصلحتهم البقاء في هذه المرتبة حفاظا على انجازات شخصية لا تتوفر لهم في درجة اعلى"
٭ وهل تشاورت مع قيادة التجمع الوطني حول هذه الاستقالة؟
- " سربت خبرا لهم ولكنه يبقى