كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسة رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع وأم في جموع المصلين فضيلة الشيخ أسامة مسلماني إمام مسجد عمر بن الخطاب
بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘‘من حقوق المرأة‘‘؛ هذا وأم في جموع المصلين فضيلة الشيخ أسامة مسلماني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
حيث قال الشيخ في خطبته:"على الزوج أن يكون حسن الخلق مع زوجته، عليه أن يعاملها معاملة حسنة، وأن يعيش معها عيشة سعيدة، وأن يكرمها ويعزها، ويكفّ أذاه عنها عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :(خياركم خياركم لنسائهم)، فخيار الرجال هم الذين يكرمون أزواجهم، أما الرجل الذي تجده خارج بيته ضحوكا منبسطا خلوقا نشيطا ولكنه مع زوجته تجده عبوسا فظا خشنا غليظا، هذا والله شر الأزواج عند الله، قد يقع في غضب الجبار وفي النهاية يدخل النار، فالواجب على الزوج أن يتحمل أذى زوجته، وأن يصبر معها وأن يسامحها عند غضبها وطيشها، وأن يتجاوز عن هفواتها وأن يداعبها ويمازحها ويلاعبها إلى حد لا يسقط هيبتَهُ عندها بل يراعي الاعتدال في ذلك فإن هذه الأمور تطيّب قلوب النساء، وللأسف نرى بعض الرجال كثيرا ما يحتقر زوجته احتقاراً دنيئا، لا يعطي لزوجته قيمة، ولا يعيرها اهتماما بل يؤذيها ويحقرها ويظلمها ويسيء إليها، وهذا عار لا يليق أبدا بالرجل المسلم لأن المرأة ما هي سلعة ولا رخيصة بل هي غالية ونفيسة ولها كرامتها عند ربها، فلابد أخي الكريم، لا بد أن تحترم زوجتك ولابد أن تحسن إليها ولابد من تكريمها ولابد من العدل معها وبذل الخير لها واحترام رأيها وكف الأذى عنها إذا أردت أن تعيش مع زوجتك لا أقول شهر العسل، بل حياة العسل..".
اصنع السعادة
وأردف الشيخ قائلاً:" فيا أخي العزيز، إن أردت السعادة مع زوجتك، اصنع السعادة لنفسك في بيتك، بماذا؟ بالكلمة الطيّبة، بالكلمة الحلوة مع زوجتك، بالبسمة الحُلْوة مع شريكة حياتك، إن الكلمة الطيبة غذاء للروح وشفاء لأمراض النفس، الكلمة الطيبة الحلوة لها فعل السحر الحلال، ولها تأثير كبير في إشراق الحياة الزوجية. إن كلمة جميلة حلوة عذبة تقولها لزوجتك وأنت مبتسم مشرق الوجه تدفع عنك متاعب كثيرة في حياتك الزوجية، إن الكلمة الطيبة عند الزوجة أغلى من الحلي الثميـن، وأغلى من الثوب الفاخر الجديد.".
وتابع الشيخ حديثه بالقول أيها الإخوة الكرام: يقول الله تعالى في سورة النور: ((وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا)). هذه الآية الكريمة يجب على كلِّ أبٍ أن يقف عندها وقفة المتدبِّر لها، وكذلك على كل زوج. أيها الأب الكريم: يحرم عليك شرعاً أن تعضل ابنتك وتضيِّق عليها عندما تريد الزواج، لا تغالي بالمهر، ولا ترهق الخاطب بكثرة الطلبات، وخاصة إذا كانت ابنتك البالغة العاقلة الراشدة ترضى باليسير، لأنها تريد إحصان نفسها، فإن شدَّدت وضيَّقت على الخاطب فإنك قد تُلجئ وتُكره ابنتَك لا قدَّر الله على البغاء. بعض النساء انحرفن عن جادة الصواب بسبب تضييق الرجال عليهن وعلى الخُطَّاب بكثرة الطلبات، والمرأة تريد التيسير لإعفاف نفسها، ولكن أكرهها أبوها من حيث يشعر أو لا يشعر، من حيث يعلم أو لا يعلم على البغاء...".
اتق الله في زوجتك
وإختتم الشيخ خطبته بالقول: هل سمع أهل السهر بالليل هذا الحديث الشريف؟ هؤلاء الذين يسهرون الليلَ أو نصفه أو أكثر ربما في غفلة عن الله عز وجل، وربما في اللعب بورق الشدة أو الطاولة، وربما على شاشات التلفاز هل سمعوا هذا الحديثَ وحديثَ سيدنا سلمان..". إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رضي لك أن تقضي وقت الليل في القيام على حساب زوجتك، فكيف تقضيه في الشيء الذي تعرف أنت بأي شيء تقضيه، اتقوا الله في نسائكم كما تحبون أن تتقي الله نساؤكم فيكم، ولا يجوز أن يكون الإنسان سبباً في انحراف زوجته لا قدَّر الله بسبب طول سهره وتقصيره في حقها، كما يحرم على المرأة أن تكون سبباً في انحراف زوجها بسبب تقصيرها في حقِّ زوجها. أيها الإخوة الكرام: اجعلوا الله تعالى بينكم وبين نسائكم، اتق الله في زوجتك، ولتتق الله زوجتك فيك، وليعط كلُّ واحد لصاحبه حقه،اللهم وفِّقنا لاتباع النبي صلى الله عليه وسلم بأقوالنا وأفعالنا يا أرحم الراحمين..".