عزيزتي الأم:
حاولي أن تقومي بإدخال كلمات جديدة في الأمور والحوارات والمواقف المألوفة بالنسبة للطفل الذي إعتاد على روتين معين
يجب عليك أن ترفعي من نسبة تفاعل طفلك مع المفردات المختلفة للغة مع الوضع في الإعتبار أن طفلك كلما إستمع لعدد كبير من الكلمات ومفردات اللغة فإنه سيكون قادرا على إستيعاب عدد أكبر من الكلمات
تريد أي أم بالتأكيد أن يكون طفلها متفوقا في دراسته ومدرسته على المستوى الأكاديمي، مع إعتبار أنها يمكنها أن تساعد في تحقيق هذا الأمر عن طريق بناء مخزون الطفل اللغوي. إن الطفل إذا كان مبتدئا في تعلم القراءة فإن معرفته بعدد كبير من الكلمات أمر سيساعده كثيرا على فهم ما يقرأه. إن الإنسان عادة ما يستخدم اللغة للتعبير عن نواياه ووصف مشاعره وفهم آراء الآخرين. وبالطبع فإن الأم تتاح لها فرصة مراقبة تطور اللغة عند الطفل منذ الولادة وخلال الأعوام الأولى من حياة الطفل.
صورة توضيحية
ستسعد الأم كثيرا بكل صوت يصدره طفلها منذ ولادته وستسعد أيضا بكل خطوة يتقدم بها تجاه نمو مخزونه اللغوي. إن الطفل ما بين 18 و36 شهرا سيكون تطور اللغة عنده فى منتهى السرعة، ففي تلك الفترة قد يتعلم الطفل كلمة جديدة بمعدل يومي، وقد ترى الأم مثلا طفلها يتظاهر بأنه يتحدث في الهاتف ويقلد نبرة صوتها أو طريقة كلامها وهي تتحدث في الهاتف. وقد يبدأ الطفل أيضا في مثل تلك الفترة في دمج الكلمات بعضها ببعض وإستخدام بعض الجمل القصيرة للتعبير عما يريد، ومع مرور الوقت فإن الطفل سيبدأ في إستخدام جمل طويلة تتكون من ثلاث كلمات أو أكثر، وقد يبدأ أيضا في ذكر أشياء حدثت في الماضي. إن الأم بالطبع ستشعر بالكثير من المسئولية تجاه تطور المخزون اللغوي لطفلها. وعلى الأم أن تعي جيدا أن تطور المخزون اللغوي لطفلها خلال الأعوام الأولى من حياته أمر سيؤثر عليه كثيرا في المستقبل.
إن ثراء مخزون الطفل اللغوي سيجعله أكثر قدرة على التفكير بعمق والتعبير عما يريد بطريقة أفضل وتعلم أشياء جديدة بسرعة، كما أن الطفل سيكون قادرا على التقدم في مجال تعلم القراءة بل وسيمتد الأمر لإمكانيته القراءة فوق مستواه المتوقع من خلال الدراسة. وقد أثبتت بعض الأبحاث أن الطفل الذي يدخل المدرسة ومخزونه اللغوي قليل سيواجه بعض المشاكل في أمر مهم مثل تعلم القراءة، ولذلك فعلى الأم أن تعمل دائما على إثراء تجارب طفلها الحياتية.
تفاعل الطفل مع المفردات المختلفة للغة
يتعلم الطفل الكلام في بداية حياته من خلال الإستماع لأفراد عائلته يتحدثون من حوله والدخول مع الوقت في حواراتهم. وفي العادة فإن الأم تبدأ في الإستجابة للأصوات التي يصدرها طفلها وتبدأ في التواصل معه أيضا من خلال نظرات العين، وبتلك الطريقة فإن الأم تساند كل المجهودات التي يبذلها الطفل من أجل التواصل معها، كما أنها تبدأ في تطوير وتوسيع اللغة والمفردات التي يستخدمها الطفل. يجب على الأم أن ترفع من نسبة تفاعل الطفل مع المفردات المختلفة للغة، مع الوضع في الإعتبار أن الطفل كلما إستمع لعدد كبير من الكلمات ومفردات اللغة فإنه سيكون قادرا على إستيعاب عدد أكبر من الكلمات. يجب على الأم أن تفتح الكثير من الحوارات والأحاديث مع طفلها خلال اليوم، ويمكنها مثلا أن تقوم بتسمية الألوان التي ترتديها في ملابسها أو أن تقوم بتسمية الأغراض المختلفة الموجودة في السوبر ماركت. وعلى الأم أن تحاول دائما أن تشرك طفلها فيما تفعله من خلال الحوارات اليومية.
حاولي أن تقومي بإدخال كلمات جديدة في الأمور والحوارات والمواقف المألوفة بالنسبة للطفل الذي إعتاد على روتين معين. يمكن للأم أن تحاول تغيير اللغة التي تستخدمها مع طفلها خلال روتينها اليومي، وأن تستخدم كلمات مختلفة لوصف أمور إعتادت على القيام بها مع الطفل. على الأم أيضا أن تحاول التواصل مع طفلها من خلال اللغة ومجموعة من الأحاديث المختلفة. تحدثي مع الطفل عن يومكِ وماذا فعلتِ خلال اليوم والأشخاص الذين إلتقيتهم. على الأم أيضا أن تكون على دراية جيدة بقواعد الهجاء حتى تتمكن من مساعدة الطفل على تطوير مخزونه اللغوي بطريقة صحيحة.
موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net