د. زياد محاميد:
بيان الحركة تضمن وصف الضيوف القادمين لأم الفحم للمشاركة في ندوة سياسية نعت غير مقبول بالمرة حيث نعتهم "بالمتسللين "
تضمن البيان موقفا قمعيا للموقف الآخر والذي يتبناه المشاركون في الندوة وكأنه ممنوع التفكير بطريقة اخرى في الفحم الا بطريقه الحرة الاسلامية
المجتمع الحضاري وصاحب المناعة المجتمعية، هو المجتمع الذي يحاور بلغه راقيه وتعقل المواقف المنافسة رغم عمق الاختلاف بمنطق مقارعه الحجة بالحجة وليس بالعنف الكلامي وغيره
تضمن البيان اتهاما بالطائفية والتحريض لأناس معروفين بوطنيتهم الفلسطينية وبعطائهم وتضحياتهم للقضية العربية والفلسطينية وقضية الاوقاف الاسلامية والمسيحية وقضيه القدس وبمعاداتهم للصهيونية فكرا وممارسة
فاجئني جدا وأقلقني بيان الحركة الإسلامية الصادر بشأن ندوة المطران عطا الله حنا والاخوه الجولانيين في أم الفحم وكمواطن فحماوي وكناشط سياسي وإعلامي اعبر عن قلقي وشجبي لهذا البيان القمعي والمستهجن والغريب بلغته وبمضمونه غير الديموقراطي وغير الحواري، لهذا اطالب قيادة الحركة الاسلامية في أم الفحم أن تقدم اعتذارها الواضح وليس مرة ولا مرتين بل ثلاث مرات.
ماذا تضمن البيان؟
1. تضمن وصف الضيوف القادمين لأم الفحم للمشاركة في ندوة سياسية نعت غير مقبول بالمرة حيث نعتهم "بالمتسللين "...(وهو وصف ومصطلح من صناعة الإعلام الاسرائيلي في الخمسينات والستينات والذي وصف القادمين العرب والفلسطينيين عبر الحدود بالمتسسللين وشرعن قتلهم وسجنهم ومعاقبتهم) وهذا تعبير لا هو فحماوي الكرم ولا عربي الشهامة ولا إسلامي الاخلاق. فهم ابناء جلدتنا يأتون ما يرغبون لوطنهم ولهم حرية التفكير والنشاط بغض النظر للاختلاف بالموقف ما دام الموقف لا يهدد انتماءنا وهويتنا الوطنية والقومية وقضية بقائنا، الفحماويون يطردون ما جاء ليعاديهيم ويهدد بقاءهم. مثل مرزل وبراك، وليس من جاء ليتحاور ويعبر عن موقف في قضية شائكة معقدة وعامة مثل القضية السورية، لهذا يجب أن تعتذر الحركة اولا.
2. تضمن البيان اتهاما بالطائفية والتحريض لأناس معروفين بوطنيتهم الفلسطينية وبعطائهم وتضحياتهم للقضية العربية والفلسطينية وقضية الاوقاف الاسلامية والمسيحية وقضيه القدس وبمعاداتهم للصهيونية فكرا وممارسة، وعلى رأسهم المطران ومرافقيه الجولانيين والمشاركين الفحماويين المعروفين بمواقفهم الوطنية المشرفة ابتداءا بالمضيف وانتهاءا بالمشاركين، وهم ليسوا شبيهون لا لمرزل ولا لبراك او شارون والذين لم يصدر بيانات مشابهة من الحركة الاسلامية انذك بحقهم رغم وجودها في السلطه البلدية ( براك الذي زار أم الفحم وتكرم بها عدة مرات وشارون..وغيره ) رغم معرفتنا بأنهم يهددون وجودنا سياسيا واقتصاديا ...لهذا يجب ان تعتذر الحركة ثانيا.
3. تضمن البيان موقفا قمعيا للموقف الآخر والذي يتبناه المشاركون في الندوة وكأنه "ممنوع التفكير بطريقة اخرى في الفحم الا بطريقه الحرة الاسلامية "...؟؟ما هذا الموقف ؟؟ منذ متى يتعامل الفحماويون بهذه الطريقة ؟؟ أم انها عودة لأيام الحركة الاسلامية الاولى حين كان سلوكها أن لا موقف الا موقفها ومن يعارضها تحكم عليه بالقمع والترهيب والعنف كما حدث عدة مراتب الاعتداء على المنتمين لأحزاب أخرى والتاريخ يشهد؟؟؟
منذ متى لا تتحمل الحركة وقيادتها الموقف الآخر والمخالف فتحاوره" بالتي هي احسن " وبالكلمة الحسنة" كما يعلمنا ديننا الحنيف بدل أن تحاول قمعه بيانات عنيفة؟ منذ متى تستعمل الحركة لغة التهديد والوعيد والتخوين لمن يعارض موقفها ؟؟هل ألغت الحركة من قاموسها لغة الحوار السياسي والفكري والاجتماعي والفلسفي ؟
عن أي حيز ديموقراطي فحماوي تتحدث قيادة الحركه في ادبياتها؟ ومن أعطاها الحق بمصادرة الموقف الفحماوي في اتجاه واحد؟؟..اضف لذلك جوقة التحريض "الحركية" والمناخ الذي خلقه البيان والذي وصل ببعض الاشخاص الى التحريض بالقتل والعقاب والملاحقة العنيفة للمشاركين في الندوة في المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي وبأسماء سرية؟؟ لهذا يجب ان تعتذر الحركة ثالثا.
في الموضوع السوري تنقسم الأمة والشعب وربما العائلة او الحزب الواحد، فالموضوع صار اكبر من قضية سورية او عربية، انه موضوع تتصارع فيه قوى محلية سورية وعربية وإقليمية شرق اوسطية وعالمية والموضوع تعقد وتفاقم بفعل "محاولات سرقة" الثورة السورية وتحويل سوريا الوطن والدولة الى أمارة او "عزبة "لمجموعات متطرفة تتصارع بينها بالحديد والنار، وزداد حدة لنجاح القوى الغريبة والدخيلة بتدمير سوريا الوطن.
إن شعبنا متنوع ومتعدد الأفكار والمواقف والإجتهاد..وفي شعبنا مكان ومساحة كبيرة من الديمقراطية والتسامح والتحمل للمواقف الأخرى..ونرفض الموقف والسلوك الذي يريد ان يصادر او يعتبر "المكان " والزمان " والموقف " ملك له ولحزبه فحسب، من أي طرف حزبي او جماعي او غيره كان.
إن المجتمع الحضاري وصاحب المناعة المجتمعية، هو المجتمع الذي يحاور بلغه راقيه وتعقل المواقف المنافسة رغم عمق الاختلاف بمنطق مقارعه الحجة بالحجة وليس بالعنف الكلامي وغيره، وهنا اطالب الحركة أن تلتزم بهذه القاعدة الحوارية والدبلوماسية من اجل مجتمعنا كله.
إن استمرار هذا الاسلوب القمعي والعودة عليه من قبل الحركة الاسلامية، سيفرض معادلات جديدة للتنافس الحزبي، لن تأتي بالخير لمجتمعنا ولن تثريه ولن تحسن مناعته، بل بالعكس ستمزقه وتغمره بالفتنة التدميرية ولهذا ما لن نسمح به....لهذا اتوجه لقيادة الحركة الاسلامية والتي اعرفها جيدا واعرف سعة صدرها وعقلانيتها أن تتسلح بالشجاعة وان تنتقد نفسها لهذ البيان القمعي. وأن تعتذر..علنا نستطيع أن نعبر هذه ألازمة الحارقة والمؤلمة بخير، وبالأساس بخير للشعب العربي السوري وللوطن العربي السوري وللدولة السورية القوية التي لا نريد لها ان تهلك، فيفرح ويستقوي علينا اعداءنا الصهيونيون والاستعماريون والغرباء والمرتزقة الذين لا يريدون للأمة العربية والإسلامية قيامة ومجد ورخاء.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net