سامر صالح في مقاله:
أمّا انتم أصحاب الشّهامة والرّجولة اصحاب الوطنيّة والدّيمقراطيّة وشباب التّغيير يجب عليكم تغيير الاسم لأنه مجرّد شعار كاذب وقد أطلقتم النّار على انفسكم بانفسكم
رسالتي التي أودّ أيصالها للرّفاق من الجبهة والمسؤولين ألى حضرة ألمواطن الكريم جرايسي لقد سمعت خطاباتكم وأقوالكم في النّشرات الانتخابيّة فلم أجد لها أيّ واقعيّة أو أيّ دليل أنّما رأيت العكس وعليه الدّليل
البلطجية: اساسها كلمة تركية أو مرادف لكلمة تقنيّة ، اول من استعملها الجيش التركي ، وهي فرقة مكونة من 10-8 اشخاص .
2تتقدم الجيش وتقوم بقطع اغصان الاشجار الكبيرة أو كل ما يعيق تقدّمها بالادوات الحادّة ( مثل البلطات).
فأطلق عليها اسم البلطجية لأنه لم يكن انذاك تقنيّة ومعدّات حديثة كيومنا هذا.
وبما ان الجبهة ومسؤوليها يستعملون هذه التقنيّة ( الكلمة ) القديمة، في عصرنا ، عصر الحضارة والتقدم، قرن الواحد والعشرين اليكم هذه القصة:
ففي منتصف أحدى الّليالي وردني آلاف الاتصالات من أهالي الناصرة وبصفتي المسؤول عن فريق التحقيق في مكتب الجنايات فما كان منّي ألّا وأن لبّيت النّداء وسارعت ألى مكان الكارثة والانهيارات، فلمّا وصلت الى مكان الرّدم بدأت بالفحص وأخذ العيّنات فوجدت الجبهة الامامية منهارة، فتبيّن بأنّه لم يكن أساس لذلك البناء.
وبعدها قمت بفحص الأعمدة المركزيّة فوجدتها ضعيفة جدّا والمسؤول عن ذلك الملف مهزوم. وقد لفت انتباهي أن الملف مختوم عليه بختم الجاكوار.
وعندما صعدت الى المنطقة العليا لأمسحها فرأيت هول الكارثة في أن صناديق التدعيم مزيّفة ، وكان عليها حرفين باللغة النجليزية G-D وهذه الصناديق روسيّة الصنع.
وبعدها اكتشفت ان البنية التّحتية منهارة ، فسمعت اصواتا غريبة فنظرت الى الميسرة فرأيت ثلاث رجال دين يبتهلون ويتضرعون ويدعون بأعلى صوتهم ! انهض ايّها المبنى ! انهض وعد الى ما كنت عليه حتى نكمل المشروع لكن هيهات! هيهات! فأن الميّت لا يحيي ميّت.
وسارعت النّظر الى الميمنة فرأيت رجال أعمال كبار يبكون ويصيحون ما هذا الذي نراه! ما هذا !؟ انّنا لمفضوحون ! بل انّنا لخاسرون ، فعندما رأوني انصرفوا.
وبعد محاولات صعبة تمكنت من دخول المبنى فوجدت أدوات المكاتب قد حطمت والمكان يملؤه الغبار ، واكثر ما شدّني صورة للرّئيس السّابق "توفيق زيّاد" فمسحت عنها الغبار وترحّمت عليه ، ثمّ تابعت جمع المعلومات فرأّيت بابا غريبا يشبه ابواب الغرف السّرّية فقمت بتحطيمه لأرى ما بداخله ، فوجدت ملفّات سرّيّة كثيرة وفواتير مزيّفة وملفّات غسل اموال، وكان واضحا ان ملفات اخرى قد اختفت وكان على احد الجدران في هذه الغرفة صورة فحملتها واقتربت بها الى المصباح فكانت الصورة تشبه المدرّج الرّوماني ، وكتب عليها بالانجليزيّة: NEW NAZARETH فعندما أردت اعادتها الى مكانها ففوجئت بخزنة ، داخل الجدار ، فقلت: " يا الهي ! ما بداخلها يا ترى؟!!".
لربما يكون الأرز واللّبن ، لانّي جائع جدّا ، فقمت بتحطيم الأقفال والّا بالصّندوق الأسود بداخلها فدهشت وصدمت!! وقلت في نفسي هنالك خطب ما فقمت على الفور بتحليل البيانات بواسطة جهاز الحاسوب فصدمت بجريمة اغتيال لمسؤول رفيع المستوى يحظى على حصانة برلمانيّة ،ولشدّة التّعقيدات في هذا الصّندوق الاسود لم اتمكن من معرفة اسم هذا المسؤول بسبب كتابة الاسم برموز معقّدة.
وبعدها قمت بجمع العيّنات من الاسمنت والحديد والطّوب والوقت يمضي كلمح البصر ولم يتبقّى الّا بضع ساعات لأرفع التّقرير للجماهير التي تنتظر معرفة الحقيقة لحظة بعد لحظة.
وماكان منّي الا وان أحضرت المعدّات لأفحص العينات وقمت بقياس الضربة بالجهاز الجيولوجي S.S.O.K فكانت النّتيجة 85.6.
فأسرعت الى غرفة الاخبار لان الشّعب متلهّف في انتظار ،لمعرفة الحقيقة وسبب الانهيار.
فجاءهم في تقرير الجنايات ما يلي:
تقرير مكتب الجنايات
الجبهة الامامية محطمة.
الجبهة من الداخل مهزومة.
الجبهة الشمالية مفتّتة.
و الاسمنت مغشوش.
والطوب من اموال المواطنين مسلوب.
والحديد متآكل وصدئ.
والمتعهدون (المقاولون) بائسون ورجال الدين يائسون ومساعديهم مهزومون والمهندس فاشل، والمتطلّع على المشروع من بعيد منزوع البركة ، جريمة جنائية، غسيل اموال ، فواتير مزيّفة.
والذين خارج السّرب لا زالوا يغرّدون وبالوظائف يحلمون، وللضمير بائعون وللحق كارهون.
أمّا رسالتي التي أودّ أيصالها للرّفاق من الجبهة والمسؤولين، ألى حضرة ألمواطن الكريم جرايسي، لقد سمعت خطاباتكم وأقوالكم في النّشرات الانتخابيّة فلم أجد لها أيّ واقعيّة أو أيّ دليل أنّما رأيت العكس وعليه الدّليل. وما كلامكم الّا بكلام الليل مدهون بسم اذا طلع النّهار عليه ساح.
أمّا انتم أصحاب الشّهامة والرّجولة اصحاب الوطنيّة والدّيمقراطيّة وشباب التّغيير يجب عليكم تغيير الاسم لأنه مجرّد شعار كاذب وقد أطلقتم النّار على انفسكم بانفسكم ، وكنّا على علم مسبق بذلك لان *الصّل لا يترك أمّه.
على أيّة حال فأن التّغيير اتٍ لا محال وسيرى اهل النّاصرة ذلك جليّا لأن الكثير من الجبهة سيصوّتون لعلي سلّام بل اقول اكثر من ذلك ان رامز جرايسي سيصوّت لعلي سلّام وهذا احتمال واردٌ جدّاّ لأن بينه وبين نفسه يشتاق للتّغيير أيضا.
فأنّنا سنعيد لهذه المدينة الطّيّبة كرامتها ومجدها وهيبتها الّتي همّشت طوال سنين وسيكون يوم الثّلاثاء 14/3/11 آخر مسمار يدق في نعش الجبهة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net