د. سهاد ظاهر-ناشف:
لا يمكننا تجاهل الواقع السياسيّ الذي تعيشه النساء الفلسطينيّات كأقلّيّة محتلّة
صبحي خطيب المنسّق الإعلاميّ في مركز مدى الكرمل:
للإعلام الفلسطينيّ دور أساسي وقدرة على تغيير واقع النساء عامّة وواقع قتل النساء خاصّة
عمم مركز مدى الكرمل بيانا جاء فيه: "أصدر مركز مدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة في حيفا، العدد التاسع عشر من دورية "جدل" الإلكترونية باللغتين العربية والانجليزية. يتناول هذا العدد ممارسات قتل النساء في المجتمع الفلسطينيّ في إسرائيل، ويلقي الضوء على جدلية العلاقة التفاعلية بين المؤسّسات الرسميّة التابعة للدولة والمؤسّسات غير الرسمية أو المجتمعيّة، من خلال التطرق لعدة محاور، منها المحور الإبداعي-الثقافي، والمحور المؤسساتي، والمحور القانوني، والمحور النسوي، والمحور الإعلامي. كتبت المحرّرة الضيفة لهذا العدد د. سهاد ظاهر-ناشف، منسّقة برنامج الدراسات النسويّة في مدى الكرمل وباحثة ومحاضرة في كلّ من كلّيّة القاسمي وكلّيّة أورانيم للتربية، في افتتاحيّتها: "هذا العدد له مقولة واضحة مشتركة لجميع الأوراق، أبويّة المجتمع هي واحدة من بين عدّة بُنًى تُغذّي قتل النساء." وأضافت ظاهر-ناشف: "لا يمكننا تجاهل الواقع السياسيّ الذي تعيشه النساء الفلسطينيّات كأقلّيّة محتلّة، فللبنْية الاستعماريّة التي تعيش في كنفها النساء دورٌ هامّ في تقوية البنْية الأبويّة وتقوية مظاهر العنف وتفكيك المجتمع. هذا التفكيك تُعنى به المؤسّسة الإسرائيليّة، كآلية لإضعاف المجتمع ككل."
تناولت ظاهر-ناشف في مقالتها التحليلية أربعة أعمال إبداعيّة فلسطينيّة جسدت قتل النساء: الأغنية المصوّرة "لو أرجع بالزمن" (لفرقة دام الفلسطينيّة)، والتماثيل الجسديّة عن قتل النساء والتي عُرضت ضمن مشروع "أرق" (للفنان الفلسطينيّ وسيم خير)، والفيلم المصوّر "بدون عنوان" (للفنانة راية منّاع)، والفسيفساء الجسديّة "صرخة ألم" التي شكّلتها مؤسّسة "سوا" في ذكرى اليوم العالميّ الأخير لمناهضة العنف الموجَّه ضدّ النساء. بالإضافة لتحليل مضامين هذه الأعمال الفنية، تطرح محررة العدد أفكارا جديدة لتشكيل أعمال ثقافية فلسطينية ناضجة وراديكالية نسويا.
وتروي سماح سلايمة-اغباريّة، عاملة اجتماعية وناشطة نسويّة ومؤسِّسة ومديرة جمعيّة "نعم- نساء عربيّات في المركز"، قصّة "موت الياسمين". قصّة ياسمين هي إحدى القصص من حالات قتل النساء في اللدّ، والتي من الممكن أن تشكل مثالا يعكس حقائق من ظاهرة قتل النساء في المجتمع الفلسطينيّ. وتعرض سلايمة-اغباريّة من خلال هذه القصة الجوانب الإنسانيّة المختلفة الصعبة لحادثة القتل، والتماهي بين مؤسّسات المجتمع ومؤسّسات الدولة لإغلاق ملفات تهديد النساء وفتحها بعد أن تكون قد قُتلت وحُرمت من حقها في الحياة.
تحلل مريم هوّاري، طالبة حقوق في جامعة حيفا وناشطة نسويّة، في مقالتها حالة الإقصاء المزدوج التي تعيشها المرأة الفلسطينيّة. تستعرض هوّاري بنْية ومضامين القوانين، خاصة تلك التي تعكس تعاملاً مبنيًّا على التسويغ الثقافيّ وعلى التمييز في تعامل المؤسّسة القضائيّة مع جرائم قتل النساء الفلسطينيّات.
السيدة أديلا بياضي-شلون، ناشطة نسويّة ومنظِّمة جماهيريّة في "كيان-تنظيم نسويّ"، تلقي الضوء على التحولات في عمل الجمعيّات النسويّة في قضايا العنف وقتل النساء في المجتمع الفلسطينيّ. وتستعرض بياضي-شلون ايضا التحديات، فتقول: "المؤسّسات النسويّة تقوم بنضال مستمرّ يجابِه مؤسّسات المجتمع البطريركيّة ومؤسّسات الدولة البيروقراطيّة والتي لا تضع المجتمع الفلسطينيّ عامّة ونساءه خاصّة ضمن سلّم أولويّاتها."
يختتم العدد بمقالة لصبحي خطيب، المنسّق الإعلاميّ في مركز مدى الكرمل، حول كيفية تعامل الإعلام الفلسطيني مع قضايا العنف الموجه ضد النساء عامة، ومع حالات القتل خاصة. يبين خطيب أن للإعلام الفلسطينيّ دورًا أساسيًّا وقدرة على تغيير واقع النساء عامّة، وواقع قتل النساء خاصّة، إذا ما تحرَّر من التبعية للإعلام العبري بصياغته لحوادث قتل النساء" الى هنا نص البيان.