أشارت النتائج الأولية لاستطلاع أراء الناخبين عند خروجهم من مراكز الاقتراع إلى أن حوالي 93% صوتوا لصالح انضمام الإقليم إلى روسيا

أكدت استطلاعات الرأي بعد اقفال مراكز الاقتراع في جمهورية القرم موافقة 93 % من أبناء القرم على الانضمام إلى روسيا والانفصال عن اوكرانيا. وقد اعتبر زعماء هذه الجمهورية يوم الاستفتاء باليوم التاريخي وسارعوا إلى الاعلان بأنهم سيطلبون الانضمام إلى روسيا رسمياً الاثنين. ومع اقتراب وقت اقفال صناديق الاقتراع ، سارعت الدول الغربية إلأى رفض الاستفتاء واعتباره غير شرعي وغير دستوري كما انها لوحت باستخدام عصا العقوبات الاقتصادية! .

وأغلقت مراكز التصويت في الاستفتاء الشعبي حول تقرير مصير شبه جزيرة القرم أبوابها في عند الثامنة مساء (العاشرة مساء بتوقيت موسكو). وأشارت النتائج الأولية لاستطلاع أراء الناخبين عند خروجهم من مراكز الاقتراع إلى أن حوالي 93% صوتوا لصالح انضمام الإقليم إلى روسيا.وأجري هذا الاستطلاع من قبل معهد البحوث الاجتماعية والسياسية لجمهورية القرم بطلب من وكالة القرم للأنباء عند مخارج أكثر من 200 مركز للتصويت.
وأكد رئيس اللجنة الانتخابية في القرم ميخائيل ماليشيف عدم حصول اللجنة على أية شكاوى تتعلق بتنظيم التصويت. مضيفاً أن بعض المشاكل التي وقعت لن تؤثر في شرعية الاستفتاء.وستعلن سلطات جمهورية القرم النتائج الرسمية النهائية للاستفتاء بعد عدة أيام.وقال رئيس حكومة منطقة القرم الموالي لروسيا سيرغي اكسيونوف الاحد بعد صدور نتائج الاستطلاع في تغريدة له على تويتر :"اليوم اتخذنا قرارا مهما للغاية سيدخل التاريخ". كما أكد أن بلاده ستطلب رسميا الاثنين الإنضمام الى روسيا.وقد نزل الالاف مساء الاحد الى شوارع عاصمة القرم سيمفروبول وسيباستوبول للاحتفال بنتائج الاستفتاء. وفي سيمفروبول حمل انصار موسكو الاعلام الروسية واعلام القرم، كما نزل الالاف الى شوارع سيباستوبول الميناء الذي يستقبل الاسطول الروسي في البحر الاسود وهم يطلقون هتافات مرحبة بالانضمام الى روسيا في أجواء من الفرحة الغامرة.وتعتبر سيمفروبول مقر البحرية الروسية منذ القرن الثامن عشر كما تسكنها غالبية من الروس كبقية مدن القرم.

غير قانوني
لكن هذا الاستفتاء اعتبرته السلطات الاوكرانية الجديدة ومعظم الدول الغربية غير قانوني. وهدد رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينوك بعواقب وخيمة للسياسيين في القرم الذين دعوا إلى التصويت قائلا إن "زعماء العصابة" الانفصالية يرغبون في تدمير استقلال أوكرانيا "تحت غطاء القوات الروسية".وقال في اجتماع لمجلس الوزراء "سنجدهم جميعا حتى اذا استغرق الأمر عاما أو عامين وسنقدمهم للعدالة ونحاكمهم أمام المحاكم الأوكرانية والدولية. ستحترق الأرض من تحت أقدامهم."ورفضت الولايات المتحدة الاستفتاء، واصفة التحركات الروسية في الازمة بأنها "خطيرة ومزعزعة للاستقرار". وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "هذا الاستفتاء يتعارض مع الدستور الاوكراني، والمجتمع الدولي لن يعترف بنتائج استطلاع جرى تحت المضايقات وتهديد العنف بسبب تدخل الجيش الروسي الذي ينتهك القانون الدولي".

 الدستور الاوكراني والقواعد الدولية
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حث نظيره الاميركي جون كيري يوم الأحد على تشجيع السلطات في كييف على وقف ما سماه "الفوضى العارمة" ضد السكان الذين يتحدثون الروسية.وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف وكيري اتفقا في ثاني مكالمة بينهما خلال يومين على السعي لإيجاد حل للأزمة من خلال الحث على إجراء اصلاحات دستورية في أوكرانيا.لكن مسؤولا كبيرا بوزارة الخارجية الأمريكية قال إن كيري أبلغ لافروف بأن الولايات المتحدة لن تقبل بنتائج الاستفتاء وإن على روسيا ان تعيد قواتها إلى قواعدها.
وندد الاتحاد الاوروبي رسميا بالاستفتاء، معتبرا انه "غير قانوني وغير شرعي"، معلنا أنه سيتبنى عقوبات الاثنين بحق روسيا. وقال رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فون رامبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو في بيان مشترك ان "الاستفتاء غير قانوني وغير شرعي ولن يتم الاعتراف بنتيجته".
وجاء في البيان ايضا ان الاوروبيين يعتبرون ان هذا الاستفتاء "يتعارض مع الدستور الاوكراني والقواعد الدولية". وتابع البيان انه في ضوء التطورات الاخيرة فإن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي "سيناقشون الوضع غدا في بروكسل وسيتخذون اجراءات اضافية طبقا لإعلان رؤساء الدول والحكومات الصادر في السادس من اذار/مارس".
بدورها، وصفت بريطانيا الاستفتاء بانه "استهزاء" بالديموقراطية، رافضة الاعتراف بنتيجته . وفي تصريح في بروكسل قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاثنين، دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاستفتاء وقال انه ينتهك الدستور الاوكراني.
واضاف ان الاستفتاء "استهزاء بالممارسة الديموقراطية السليمة .. والمملكة المتحدة لا تعترف بالاستفتاء او بنتيجته، شأنها تماما شان غالبية دول المجتمع الدولي".ولكن بوتين دافع عن التصويت في اتصال هاتفي يوم الأحد مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل قائلا انه يتفق مع القانون الدولي بما في ذلك المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير. وقال بيان للكرملين "تأكد ان روسيا ستحترم خيار مواطني القرم."