الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 03:02

عرابة:مشاركة واسعة في عرض فيلم "اسمي احلام" للمخرجة ريما عيسى

امين بشير -
نُشر: 17/03/14 21:53,  حُتلن: 22:57

فاتنة ابو يونس:

المخرجة ريما عيسى عن طريق قصة الطفة الفلسطينية "أحلام" فإنها استطاعت ان تنقل معاناة شعب بأكمله يعيش تحت الاحتلال

الحصار ليس فقط حصار جسدي ولكنه ايضا حصار اجتماعي وحصار اقتصادي وحصار صحي وحصار نفسي حصار يجعل المواطن الفلسطيني الراضخ تحت الاحتلال

شارك حشد كبير من المواطنين من البطوف والبلدات المجاورة في أمسية بقاعة المركز الجماهيري محمود درويش في عرابة البطوف، والذي يديره الفنان محمود ابو جازي، تحت عنوان "إسمي أحلام" وهو فيلم وثائقي من إخراج الفلسطينية ريما عيسى، ابنة الجش اصلا والقدس حاليا، في حين عرفت الامسية ابو يونس وهو برعاية جمعية السوار، الحركة النسوية العربية لدعم ضحايا الاعتداءات الجنسية وضمن نشاطات يوم المرأة العالمي. 


 
وقد افتتحت فاتنة ابو يونس الامسية الفنية فقالت:"إن الفيلم يروي قصة عائشة وهي امرأة فلسطينية تعيش تحت الاحتلال وتناضل من اجل حق ابنتها في الحصول على علاج لسرطان الدم ، وتقدم ريما عيسى مخرجة الفيلم، شهادة حية لنضال المرأة الفلسطينية، اليومي امام الاحتلال حينا وامام مجتمعها احيانا اخرى لنيل حياة كريمة حيث لا يشكل اليأس امامها خيارا متاحاً.  من منا ليس لديه أحلام، والطفلة الصغيرة "أحلام" ليست كأحلامنا فهي في الخامسة من عمرها تأسر القلوب والأفئدة كما عرضتها الفنانة والمخرجة ريما عيسى حيث تمسمر المشاركون بالامسية في مقاعدهم طيلة وقت عرض الفيلم فهي كباقي اطفال فلسطين، تغني وتتحدث بلهجة الطفولة البريئة، طفولة لم تنعكس على وجهها، وهي تردد الموت مرارا وتكرارا خلال دقائق الفيلم وبراءة وجهها قد تلاشت مع اصفرار الوجه والآخذ بالشحوبة مثقل ومتعب من آثار مرضها فلطخت بشرتها بالأصفر، وانتفاخ الوجه وتساقط الشعر بفعل الكيماويات.. نعم كانت تعاني من مرض اللوكيميا "السرطان".

نقص المعدات الطبية
وتابعت قائلة:"فالطفلة "أحلام" والتي عاشت ايامها الاخيرة بتوثيق كامل في كل ساعاتها ولحظاتها ..بكاءها وأنينها وتوترها .. فقد استطاعت ان تكون محور عائلة مكونة من ثمانية انفار تقطن في احدى قرى الخليل النائية، وشاهدنا كيف الوالدة تقوم في ساعات مبكرة من فجر كل يوم لتنقل طفلتها الى المستشفى بهدف تتلقى العلاج الطبي، وتضطر للوقوف بطابور من المركبات المتنقلة من والى المدن في الضفة الغربية، وسلطات الاحتلال جاثمة على كل مفترق وكل معبر، تفتيش وانتظار لساعات، وتضطر الام لتتنقل من مركبة الى ثانية وثالثة ورابعة حتى تصل المستشفى، فالأم تضطر ايضا لتترك بيتها وأولادها وزوجها وتمضي مع ابنتها المريضة في كل اوقاتها صيفًا وشتاء، والمعاناة تتجدد كل يوم بسبب نقص الادوية ونقص المعدات الطبية والأدوية. وترصد الكاميرا التي رافقتها على مدار عامين كل لحظاتها وخلجاتها افكارها وتوثق انطفاء الشمعة رويدا رويدا وتردد الطفلة كلماتها "انا رح اموت"، وتحضنها امها بكل حنان سلامتك.. يا بعد عمري.. دون ان تدمع عينها... فقد جفت الدموع فسبق ان بكت على شقيقها الذي استشهد وزوج شقيقها ايضا استشهد .. والمعاناة اليومية مع ابنتها احلام جعلت منها انسانة صبورة، فدائما هناك من يتعذب أكثر من الآخر، هناك من يشقى أكثر، هناك من يسعد، من يحزن، ولكن النهاية واحدة، النهاية واضحة.. الموت".

عملية جراحية
ونوهت ابو يونس حديثها:"المخرجة ريما عيسى عن طريق قصة الطفة الفلسطينية "أحلام" فإنها استطاعت ان تنقل معاناة شعب بأكمله يعيش تحت الاحتلال وان حاول البعض تغيير المسميات، فليست وحدها غزة هي المحاصرة وليست غزة وحدها التي ما زالت تعاني من الاغلاق والحصار ..فماذا يمكن وصف الحواجز بين المدن الفلسطينية في الضفة الغربية والتي قطعت اواصر الوطن الفلسطيني الى كنتونات ومقاطعات فهي معاناة شعب باكمله، فأم الطفلة احلام ممنوعة من دخول القدس لتعالج ابنتها في مستشفى المقاصد كونها شقيقة شهيد والجيش الإسرائيلي لا يمنحها تصريح العبور للقدس او حتى الخروج من القفص البشري، وهذا الامر يتسبب بعرقلة تلقي العلاج او اجراء العملية الجراحية، وحتى ان جرعة الدواء لا تتوفر فيتم اقتسام الدواء بينها وبين زميلتها الطفلة ليلى التي تعاني من نفس المرض وتسبقها في الموت وتشكو للخالق ظلم الظالمين، فالحصار ليس فقط حصار جسدي، ولكنه ايضا حصار اجتماعي، وحصار اقتصادي، وحصار صحي، وحصار نفسي، حصار يجعل المواطن الفلسطيني الراضخ تحت الاحتلال ان يتخبط بين جدران انسانيته بعد أن فرضت عليه كل ها الحصار الفكريّ. فقرى منطقة مدينة الخليل وبضمنها قرية البرج مسقط راس الطفلة "أحلام" تعاني مؤخراً بداء "السرطان" والذي بات ازدياد حالات الإصابة به تقلق السكان وتخيفهم، خاصة وان حالات الإصابة بالمرض في ازدياد ،وإن هاجس المرض يخيم على أجواء القرية والقرى المجاورة".

الحواجز العسكرية
وانهت قائلة:"ويعتقد أهالي القرية ان مخلفات نووية تدفن في جبل قريب هي السبب وراء هذا الارتفاع في حالات المرض، وان تلك المخلفات النووية يتم دفنها في مغارة كبيرة قد تحولت الى مكباً للنفايات التي تصدر عن مفاعل ديمونا القريب من المنطقة، وان عدد كبير من الأطباء و الذين يشرفون على علاج ضحايا السرطان في الاراضي الفلسطينية وخارجها أكدوا وجود عوامل نادرة تسبب الإصابة، وان ما يعزز هذا التفكير عند الفلسطينيين كون أن الاحتلال يقوم ومنذ سنوات بنصب سياج فاصل حول جبال وأودية ومساحات شاسعة في منطقة جنوب الخليل معتبرة أنها عسكرية وخطر الدخول إليها. هذا وفي نهاية عرض الفيلم تمت مناقشة عدد من القضايا المهمة التي تطرق اليها الفيلم من قضايا الحصار والعلاج والحواجز العسكرية وقضية معاناة المرأة".

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.76
USD
3.99
EUR
4.79
GBP
328583.33
BTC
0.52
CNY
.