فؤاد أبو سرية – يافة الناصرة:
أوجب الإسلام على الإبن أن يتكلم مع أُمه بأدب ولطف وأن يتجنب أي قول أو فعل قد يسيء إليها أو يؤذيها حتى لو كانت كلمة ضجر أو تذمر لأمر يدايقه من الأم وأن يعمل كل ما في وسعه من أجل إدخال البهجة والسرور على قلب أُمه
كلمة "أُم" رائعة عظيمة صادقة ومعبرة تحمل في معانيها مشاعر وأحاسيس وعواطف نحو أولادها فالأم هي نبع الحنان الوافي والدواء الشافي والحضن الدافي هي الوردة الوحيدة التي لا أشواكَ لها فهي تعطي وتُقدم دون أن تنتظر مقابل
عيد الأم هو يوم لتكريم الأمهات واعتراف عالمي برسالة الأم وبدورها وتضحياتها الكبيرة ويُحتفل بهذا اليوم في 21 آذار وهو أول أيام فصل الربيع ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر وهو يوم تتفتح فيه الزهور والأشجار لتزوده جمالًا وبهاء لأنه مناسبة جميلة ورائعة لتكريم أحب مخلوق إليك أُمك أو تَرُد لها جزءًا ضئيلًا من الدين الذي تدين لها به وهو محاولة ولو بسيطة أن نُعيد للأم إعتبارها وفضلها على أبنائها ونحاول أن نُحيي في داخلها شعور الوفاء والإخلال تجاه الأم وأيضًا يحتفل الناس به تقديرًا وحُبًا وفرحًا بوجود أمل الحنان ومن يمسح دمعة الأحزان ومآسي السنين والأيام بوجود من يقف بجانبنا في بداية خطوات حياتنا.
وقد خُصِصَ هذا اليوم لتذكير الأبناء بالأم وتعبيرهم وتقديرهم لها بالرغم أن كل يوم تُشرق به شمس نهار جديد هو يوم للأم نقوم به بالتقرب من أُمنا ونطلب رضاها ونلتمس حبها وحنانها، تعتبر الأم هدية من الله سبحانه وتعالى حيث منها الله سبحانه وتعالى حنان جعلها تنفرد عن باقي المخلوقات فكلمة "أُم" كلمة رائعة عظيمة صادقة ومعبرة تحمل في معانيها مشاعر وأحاسيس وعواطف نحو أولادها وأبنائها فالأم هي نبع الحنان الوافي والدواء الشافي والحضن الدافي هي الوردة الوحيدة التي لا أشواكَ لها فهي تعطي وتُقدم دون أن تنتظر مقابل وهي مصدر العطاء والرعاية والجندي المجهول الذي يسهر الليالي ليرى ضعفنا ويطيِّب علتنا والحب الحقيقي وإشراقة النور في حياتنا والرحمة المهداة من الله تعالى، فالأم تعتبر كنز وجمال وأمان ومحبة ومودة ومدرسة وهي المربية الحقيقية لتلك الأجيال الناشئة ولقد كان للشعر نصيب بمدح الأم حيث قال الشاعر المصري أحمد شوقي (الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق) وقد وصى الله سبحانه وتعالى بالأم وجعلها مسؤولة على تربية أبنائها فهي راعية ومسؤولة عن رعيتها وجاء القرآن الكريم فجعل الأم ببر الوالدين بعد عباده الله وحده بعد التوحيد ((وقضى ربك ألَّا تعبدوا إلّأ إياه وبالوالدين إحسانا)) ، (وخاصة الأم) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الجنة تحت أقدام الأمهات) وبعض الأحاديث الشريفة عن الأم حيث سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحق الناس بحسن صحبتي ؟)، قال (أُمك) قيل : ثم من ؟، قال (أُمك) قيل ثم من، قال (أُمك)، قيل ثم من، قال (أبوك) رواه البخاري.
كما أوجب الإسلام على الإبن أن يتكلم مع أُمه بأدب ولطف وأن يتجنب أي قول أو فعل قد يسيء إليها أو يؤذيها حتى لو كانت كلمة ضجر أو تذمر لأمر يدايقه من الأم وأن يعمل كل ما في وسعه من أجل إدخال البهجة والسرور على قلب أُمه.
إنَّ إحترام الأم لا يتجسد في تقديم باقة ورد أو هدية في يوم واحد من أيام السنة بل أن الاحترام الحقيقي للأم يجب أن يتجسد في التعامل الأخلاقي والإنساني النبيل معها على مدار السنة كلها فهذا هو أقل ما يُمكن أن نقدمه لأمهاتنا كما وأنه يجب على مؤسساتنا أن تقوم برعاية الأمهات وتكريمهم بالشكل الذي يليق بمجتمع راقي وبالشكل الذي يستحقونه وأن تُقيم النشاطات الثقافية التي تُسهم فيها تكريم الأم فالأم كلمة حب ووفاء وأي إبتسامه عرفان وجميل وأي رسالة شوق وإخلاص أُهديها في عيدك يا أُمي.
اُمي عجز اللسان عن وصف محبتي لك وعجزت الأقلام أن تسطر ما في داخلي اتجاهك فأي كلمات يا أمي توافيك حقك ؟
إنني مهما أتيت من براعة الآداء وحسن الصياغة فلن أعطي هذا الموضوع حقه ولن تكفيني سطور وصفحات لِنَخُصَ وصف الأم وما تستحقه من بر وتكريم وعطاء غير أني أدعوا الله سبحانه وتعالى وأبتهل أن يحفظك لمدى الدهر ويحفظ باقي الأمهات لأبنائهن ويرزقنا رضاهن عنا وأن لا يحرمنا حنانك وطيبة قلبك يا أغلى وأحلى وأطهر من في الوجود وكل سنه وكل أم بخير ولكل من فقد أُمه نسأل الله تعالى أن يغفر لها ويتغمدها برحمته الواسعة ويدخلها فسيح جناته.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net