المركز الجماهيري في عرعرة شهد واحدة من أرقى الأمسيات التي عرفتها في الآونة الأخيرة جمعت نخبة من الفنانات والفنانين بدعوة من كافة الأطر الفاعلة في البلدة عملت على جمعهم تحت سقف واحد بهدف تكريمهم والإستماع الى سيرتهم الذاتية 

شهد المركز الجماهيري في عرعرة واحدة من أرقى الأمسيات التي عرفتها في الآونة الأخيرة، جمعت نخبة من الفنانات والفنانين بدعوة من كافة الأطر الفاعلة في البلدة عملت على جمعهم تحت سقف واحد بهدف تكريمهم والإستماع الى سيرتهم الذاتية وعرض إبداعاتهم والإستماع الى جولاتهم على مستوى البلدة وخارجها. وقد حمل الحدث الفريد عنوان: الفن ما بين الأنسان الزمان والمكان. وتخلله معرض لأعمال الفنان حسن جزماوي ابن بلدة عارة.

كل شيء هناك كان متقنا وعالي الجودة كل واحد وواحدة من الحضور كان كافيا ليكون نجما ثقافيا لأمسية منفردة.. عريف الحفل عبد الاله (شاكر) يونس كان أحد نجوم الندوة اللامعين وقد أبهر الحضور برقي تقديمه وسعة اطلاعه وأسلوب محاورته. إنه وبحق موسوعة تدبّ على الارض ينهل من درر الكلمات ونفائس الحكم. قدّم فنانات وفناني عارة وعرعرة بأسلوب بليغ ورشيق لم تعهده أمسيات عرعرة منذ زمن.

فن تشكيلي 
عملت نهى أبو واصل فنانة تشكيلية ومبدعة في مجال الصناعات اليدوية على صقل الدمى ببراعة من مواد متوفرة في كل بيت، مسترجعة تلك الأيام الخوالي حين كنا نصنع ألعابنا من الأشياء المتوفرة حولنا دون أن نسبب ضررا للبيئة. وهي رسالة بيئية تربوية من الدرجة الأولى. ماريا أبو واصل زجالة متميزة غنية عن التعريف، روت خلال الأمسية مشوارها مع الغناء الشعبي ..من الأعراس الى دار المعلمين والانخراط في ميدان التعليم، شاكرة زميلتها الفنانة وفاء يونس ابنة عارة التي كان لها الدور الفاعل في تشجيع الفنانة ماريا لتوثيق تراثها الغنائي وإصداره في كتاب يتوفر الان في المكتبات. وكعادتها ختمت ماريا فقرتها بزجلية من زجلياتها الرائعة.

مشاركة 
وأما عمار يونس المعروف كرجل أعمال إرتبط اسمه بتل المرح، كشف لنا عن جوانب أخرى من حياته وقدّم للحضور عمار المصور الذي يبث رسائل مصورة الى العالم شارحا بعض تقنيات التصوير المرهف وعن مشاركاته في معارض في أنحاء البلاد والعالم العربي وحصوله على محل أول على مستوى الدولة للسنة الرابعة على التوالي ومحاضراته في الاردن ومعرضه القريب في متحف تل أبيب. غالب أبو ذيب المتخصص في مجال الخط العربي والزخرفة روى عن حياة غالب الانسان وعلاقاته مع طلابه ومع الطاقم التربوي خلال عمله كمدرّس لاكثر من ثلاثين عاما وعمله في مجال البناء في القرية وصولا الى الإنخراط في خدمة حلمه الأول ليصبح اليوم واحدا من الخطاطين المحترفين قبل أن يضيف مهنة الرسم متعاونا مع الرسام احمد بويرات ليصبح خطاطا ورساما شارك حتى الان في عديد المعارض والورشات يتقن فنون الأرابسكا والزخارف والفسيفساء، وأعماله في مساجد ومدارس ورياض الاطفال في بلدنا شاهدة عليه. وأما الطفل علي ماجد محاميد ابن الصف السابع شاعر مبدع من عرعرة ألهب الحضور بأربع قصائد بعضها من كلماته.

أعمال 
الأستاذ حسن جزماوي ابن بلدة عارة تسبقه أعماله في كل مكان، فنان مبدع في مجال الفيتراج او كما يسميه هو "فن الزجاج المعشّق" روى خلال الأمسية عن مشواره من بداية السبعينات في دار المعلمين وبداية عمله في مجال الخزف ثم معلما في قريته عاره لسنوات طويلة وانخراطه في تعلم الرسم والنحت في تل ابيب واحتراف الفيتراج والرسم والنحت بالصخر.
أيمن أبو هلال فنان وعازف على الأورغ أمتع الحضور بفقرات فنية راقية وروى عن مشواره مع العزف والغناء.
بثينة ملحم التي تعتبر اليوم وبحق فنانة عالمية في مجال الفن التشكيلي صنعت من الأبرة والخيط فنا فلسطينيا راقيا لا تخطئ العين لمسته الكنعانية الأصيلة مستنبطة من وعيها الفلسطيني الراسخ والأصيل. روت عن مشوارها ووصولها من المعارض المحلية الى العربية والعالمية ومشاركتها مؤخرا في شهر الثقافة في المغرب. وهي ايضا مربية في دار الطفل في عرعرة تستخدم الفن التشكيلي كوسيلة ايضاح تربوية وتشارك بشكل دائم في دورات ومهرجانات.

دورات تدريبية 
وأحمد بويرات اسمه يسبقه رسام محترف ومن قدامى معلمي الرسم صاحب صالة للعرض في عرعرة ويشرف على ورشات ودورات تدريبية في مجال الرسم والفنون فضلا عن عمله لسنين طويلة في مجال التمريض. بدأ حديثه بالقول: انا ابن الحكم العسكري وروى عن طفولته ايام الحكم العسكري يوم كان كل شيء ممنوع وصولا الى دورات الرسم في رمات غان وأول معرض رسم في بردس حنا الى تشكيل جمعية ابداع للرسامين التشكيليين وعشقه لرسم البيت الفلسطيني والزيتونة والزعتر. وما زالت الجداريات التي رسمها في قريتنا شامخة وشاهدة على بصمته الفنية.
وأما هدى جمّال الفنانة التشكيلية من عرعرة روت للحضور عن مشاركتها الفعالة في معرض يوميات فوطة وصولا الى عرض ابداعاتها في البلاد وخارج البلاد وتعاونها مع نساء جمعية البير لتنمية الثقافة والمجتمع التي احتضنت باكورة أعمالها.
سلوى أبو شيخة فنانة تشكيلية من قرية عارة حكت للحضور كيف تعيش الرسم كأسلوب حياة وحالة وجودية يومية بحيث أنها ترسم كل ما تقع عليه عينها معبّرة عما يجول في وجدانها ومقدّمة للناظر مشهدا موثقا من حياتها اليومية.

إبداعات محلية 
هذا، وقدّمت عصمت يونس كلمة المجلس المحلي ووعدت – بصفتها مشرفة على صفحة رئيس المجلس مضر يونس – بتخصيص زاوية خاصة على الصفحة وعلى موقع الانترنت المزمع تدشينه، للمبدعين في عارة وعرعرة دعما لهم وهناك تفكير عميق قيد الدراسة كيف ندعم فناني عرعرة وعارة. وعرضت فكرة مبتكرة بأن تكون الهدايا الرمزية التي يقدمها المجلس لزواره من ابداعات محلية نظير مقابل مادي للفنان وقد طلب المجلس بالفعل من الأستاذ حسن جزماوي ان يكون أول المقدمين لهدية من انتاج بلدنا.
أما أنهار مصاروة مديرة وحدة النهوض بالمرأة في المجلس المحلي روت للحضور عن مشوارها مع التصوير وهي صاحبة صفحة على الفيسبوك تعرض عليها ابداعاتها التصويرية. وأشادت كثيرا بهذا التعاون الفريد والمثمر بين كل الجهات الفاعلة في البلدة.

أمسيات وفعاليات 
"أبو العبد" احمد عبد الغني عقل افتتح كلمته بالقول: عشت فترة الأنتداب وحرب النكبة والتهجير، هو صاحب مؤلف "اعدام العدالة" الذي أطلق طبعته الاولى عام 2013 وكرّسه لروايات من واقع بلدنا يجهلها غالبية الجيل الجديد، حضر الى الأمسية حاملا مؤلفه الجديد "حصاد الجماجم" بطبعته الاولى عارضا أمام الحضور فقرات من المؤلفين تسرد محطات فارقة ومؤلمة من تاريخ قريتنا وتاريخ فلسطين المعاصر.
وأما المربية كرام أبو هلال "ام بلال" من بلدة عارة قدّمت كلمة الحضور معبّرة عن شديد إعجابها بهذه الأمسيات النوعية ومتمنية ان تكون نهجا دائما ومتجددا في بلدنا.
سمية شرقاوي مديرة جمعية البير لتنمية الثقافة والمجتمع في وادي عارة قدّمت مداخلات باسمها وباسم الجمعية والنساء والفنانات وقدمت لمحة عن دور الجمعية وباعها الطويل في دفع عربة الثقافة وحفظ التراث من خلال استعراض بعض الأمثلة.
محمد كبها أحد المنظمين قدم كلمة الختام شاكرا كل من حضر ومثنيا على هذا الحضور النوعي من مبدعينا وجمهورنا من عشاق الفن ورواد الثقافة. منوها بأن هذه كانت واحدة من أرقى الأمسيات التي حضرها , كما وقدم شكره للمصور محمد فؤاد يونس الذي يطوف البلاد لتوثيق الأحداث والصور وتميز في تصويره للأمسية وفعاليات اذار الثقافة في بلدتي عارة وعرعرة .

مشاركة واسعة 
وتجدر الاشارة الى انه شارك في التنظيم الامسية كل من : جمعية البير لتنمية الثقافة والمجتمع بالشراكة مع المجلس المحلي – المركز الجماهيري ووحدة النهوض بالمرأة ووحدة الشبيبة التي حضرت عنها مديرة القسم سهى مرزوق – وتحالف القوى الشبابية والحراك الشبابي "فينا خير". ورعاة آذار الثقافة .