الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 23:02

باقة الغربية: الاحتفال بتكريم الموظفيّن نهى قعدان وابراهيم غنايم بمناسبة التقاعد

منى عرموش- مراسلة
نُشر: 26/03/14 20:37,  حُتلن: 17:22

تولى عرافة الاحتفال فادي مواسي الذي رحب بالحضور وشكر كل من ساهم في اخراج الحفل الى حيز التنفيذ 

رئيس البلدية المحامي مرسي ابو مخ :

لقد خسرنا موظفين عزيزين على قلوبنا اللذان عرفهما الجميع بطبيعة عملهما المهني

الحاج ابراهيم غنايم ثابر واجتهد كثيرا في سبيل انجاح مسيرة السلطة المحلية خلال فترة عمله

عندما دخلت البلدية واجهت صعوبات كثيرة لكن بفضل الخبرة المهنية لنهى قعدان (ام حلمي) ساعدت على ان نتخطى العقبات بصورة تدريجية

الحاج ابراهيم غنايم :

اود أن اشكر كل من ساهم في انجاح هذا الاحتفال بمناسبة التقاعد واؤكد انني ما زلت اشتاق للبلدية بعد سنوات طويلة من العمل التي بذلت من خلالها مجهودا كبيرا

نهى قعدان:

لحظات لا أحْسَدُ عليها هي تلك التي أنا بها الآن ومشاعر غريبة تتنازعني فرحة وسعادة مشوبة برهبة تتزاحمُ الأفكار والكلماتُ في رأسي

شغلتُ منصب مديرة مكتب رئيس البلديّة لمدّة واحد وعشرين سنة فترة زمنية ليست بالقصيرة ويمكن القول بأنها تكاد تكون خاصّة غير مكرّرة

بأجواء مليئة بالبهجة والفرحة شارك المئات من موظفي بلدية باقة الغربية في حفل خاص ومميز اقيم في قاعة المركز الجماهيري لتكريم نهى قعدان (ام حلمي) وابراهيم غنايم (ابو نبيل) بمناسبة خروجهما للتقاعد بعد ان قضوا سنوات طويلة من العمل بمهنية وإخلاص. برز من بين المشاركين رئيس بلدية باقة المحامي مرسي ابو مخ، نائب الرئيس ابراهيم مواسي، رئيس اللجنة المعينة السابق للبلدية اسحاق فالد وزوجته، بعض اعضاء البلدية وجميع مدراء الاقسام وعائلات المكرمين.

تولى عرافة الاحتفال فادي مواسي، الذي رحب بالحضور وشكر كل من ساهم في اخراج الحفل الى حيز التنفيذ، ثم صعد الى المنصة الشاب هيثم قعدان وتلى على مسامع الحضور ايات من الذكر الحكيم.

يليه تحدث رئيس البلدية المحامي مرسي ابو مخ وقال:" لقد خسرنا موظفين عزيزين على قلوبنا، اللتان عرفهما الجميع بطبيعة عملهما المهني. الحاج ابراهيم غنايم ثابر واجتهد كثيرا في سبيل انجاح مسيرة السلطة المحلية خلال فترة عمله، حتى ان انتمائه ظهر بعد ان غادر البلدية، وذلك عندما طلب ان يتطوع في عمل ما داخل البلدية، وهذا ان دل فانه يدل على حب العطاء لبلدته وأهلها، لذلك ستبقى لك بصمة لدينا، ولن ننسى التضحية التي قدمتها وبارك الله بك".

وتابع قائلا:" عندما دخلت البلدية واجهت صعوبات كثيرة، لكن بفضل الخبرة المهنية لنهى قعدان (ام حلمي) ساعدت على ان نتخطى العقبات بصورة تدريجية، وكم كنت اتمنى ان تواصل عملها معنا، كونها كانت انسانة مخلصة وأمينة وتعمل بصدق وتعاملها مع الجمهور كان مثاليا، حيث كانت اذان صاغية وتسعى لمساعدة الاخرين بكل فخر واعتزاز. نحن نفتخر بأم حلمي، ونقول لها بأنها كانت في البلدية عند اهلها وعادت الى أهلها وسنبقى نذكرها بالخير ان شاء الله".

ذكريات
خلال الاحتفال تحدث الحاج ابراهيم غنايم وقال:" اود ان اشكر كل من ساهم في انجاح هذا الاحتفال بمناسبة التقاعد، واؤكد انني ما زلت اشتاق للبلدية بعد سنوات طويلة من العمل التي بذلت من خلالها مجهودا كبيرا لمعالجة الكثير من الامور التي تصب في مصلحة البلدة والجمهور". ثم تحدثت نهى قعدان وقالت:" حضرة رئيس بلدية باقه الغربية السيد المحامي مرسي ابو مخ وحرمه المحامية نرمين ام خالد، السيد ابراهيم مواسي نائب رئيس البلدية، السادة اعضاء المجلس البلدي الكرام، السيد اسحاق فالد رئيس اللجنة المعينة السابق للبلدية، مدراء ومديرات المدارس، مدراء الاقسام في البلدية، مدير المركز الجماهيري المضيف لهدا الحفل، رئيس لجنة الموظفين السيد احمد غنايم، امي الغالية زوجي ورفيق عمري لسام قعدان (ابو حلمي)، ابنتي وخطيبها، اولادي، اخوتي اخواتي، اهل زوجي الكرام خالاتي واخوالي، زميلاتي الغاليات على قلبي، موظفين وموظفات البلدية، السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لحظات لا أحْسَدُ عليها هي تلك التي أنا بها الآن.مشاعر غريبة تتنازعني، فرحة وسعادة مشوبة برهبة تتزاحمُ الأفكار والكلماتُ في رأسي، وأنا أقف اليومَ أمامكم في هذا الموقف. كيف لا، وأنا أستعرضُ معكم وبينكم شريطَ ذكرياتي الحافل. لعلّ من أصعب اللّحظات تلك التي يتحدّث فيها الشخص منا عن ذاته، عن ذكرياته، عن عمله. شغلتُ منصب مديرة مكتب رئيس البلديّة لمدّة واحد وعشرين سنة، فترة زمنية ليست بالقصيرة، ويمكن القول بأنها تكاد تكون خاصّة غير مكرّرة، فمن المعروف أنه لا يوجد أي موظفة بهذه الوظيفة في إسرائيل كلّها بقيت بهذه الوظيفة لهذه المدّة الزمنيّة".

وتابعت:" من الذكريات الطّريفة التي تحضرني دومًا، أني عندما كنتُ أشارك في المؤتمرات والأيام الدراسية التي تجمع موظفي البلديات في الوسطين العربي واليهودي، كنتُ أتجوّل بعيني باحثة عن موظّفات قديمات أعرفهنّ بحكم مثل هذه اللقاءات التي تجمعنا، فأجدني مع موظفات جدد توظّفن مع الدورة الرئاسيّة الجديدة. أفتخر بأني عملت مع ستّة رؤساء لبلديّة باقة الحبيبة، وأولهم المرحوم جلال ابو طعمة (ابو محمد) سنة 1992 ففي تلك الفترة اعلن عن مناقصة لإشغال منصب مدير مديرة لمكتب رئيس البلدية، وفي وقتها كنت اعمل في سلك التدريس خارج باقة الغربية. راودتني فكرة التقديم للوظيفة، فانا بطبعي احب العمل الجماهيري وحب العطاء والمساعدة. خصال تربيت عليها من والدي رحمه الله الذي رافقني ودعمني من بداية عملي . فهو اب حنون وداعم عمل بكد وتعب لتعليم بناته وأولاده تعليم عالي بأحسن المدارس في اسرائيل".

ومضت قائلة:" كنت اتسائل لماذا في المناقصة التي اعلن عنها يوجد بند لقب جامعي اول وتتقن اللغة العبرية بطلاقة.فكما هو معروف في مجتمعنا سكيرترة الرئيس تكون خريجة الصف الثاني عشر ومن جماعة الرئيس "زي ما بيقوله". تقدمت للمناقصة مع خمسة عشرة اخريات وكنت املك جميع الشروط، واخترت انا من قبل لجنة المناقصات لابدء عملي كمديرة مكتب الرئيس وبدون أي سكرتيرة مساعدة لي حتى يومي الاخير في العمل". وقالت ايضا:" اتدكر يومي الاول وكان المجلس حينها في المجمع عندما جاء رئيس المجلس المرحوم جلال ابو طعمة وطلب مني طباعة مكتوب، عندها وقف ورائي، وبدأت هواتف المكتب ترن وباب مكتبي يدق من الجمهور والفاكس يرن وبريد المجلس امامي، ولم اعرف ماذا اعمل، والرئيس ورائي لا يتكلم بل يبتسم وانا في ضغط رهيب. بعد ساعة طلب الرئيس مني الحضور لجلسة معه وقال لي اردت مراقبتك كيف تتصرفين في حالات الضغط، ومن هنا بدأت مشواري". ومضت قائلة:" أعترف لكم أن مشوار عملي لم يكن سهلا أبدًا، تحدّيات كثيرة، أزمات عديدة، لحظات صعبة مررتُ بها، لكّنها كانت تُمحى بابتسامة شخص ساعدتُه في طلبه، وبكلمة شكر من إنسان وجّهتُه لمن يعينه على طلبه، وباتّصال يعبّر فيه صاحبه عن تقديره لوقفتي معه. لم تكن مهمّتي سهلةً، كافحتُ وعانَيتُ، كان العمل على حساب وقتي وعائلتي، لا سيّما وأنه امتدّ لساعات طويلة ، وسرق مني أيّام العطل والإجازات، حتى اجازات الولادة. فمجلس باقة الغريه حتى سنة 2003 ارتكز على الرئيس وسكرتير المجلس ومديرة مكتب الرئيس. اتذكر عندما اعلن عن باقة مدينة سنة 1995 وبدأت التحضيرات للاحتفال بحضور رئيس الدولة و12 وزير واعضاء كنيست ورؤساء مجالس عرب ويهود . تحضيرات امنية بمستوى كبير. عملت في المجلس مدة شهر حتى ساعات الليل المتأخرة وحينها كان اولادي صغار ولكن بمساعدة زوجي وأهلي انهيت كل شيء مع الشركة المنتجة للاحتفال . وأجمل لحظات عمري عندما اعلن وزير الداخلية ورئيس الدولة عن باقة الغربية مدينة، حيث انني لم اتماسك نفسي حينها وبكيت بفرحة كبيرة وهنا كانت المفاجأة عندما طلب مني عريف الحفل زهير بهلول الحضور الى المنصة، وادا برئيس الدولة ووزير الداخلية والمرحوم جلال ابو طعمة يقدمون لي شهادة تقدير امام جميع الحضور".


ثم قالت:" اتذكر عندما جاء الدكتور زياد رئيسا ليومه الاول عندما كنت بإجازة ولادة ابني فادي وعمره كان اسبوعين، ففي وقتها اتصل بي اعضاء البلدية وطلبو مني الرجوع للعمل. وقالو لي هذا رئيس جديد ولا يوجد احد يستطيع مساعدته في مشواره الاول الا انت. وطبعا رجعت وعمري ابني اسبوعين، نعم لم افكر بنفسي في تلك الحظات ولكن فكرت في مساعدة الرئيس الجديد حينها وبعملي وبمساعدة الناس جميعا. بعدها جاء لبيب نصر الدين وعمل رئيس لجنة معينة مدة 8 اشهر وبعدها جاء يتسحاق فالد وعمل رئيس لجنة معينة مدة خمسة سنوات، حيث ان العمل مع رئيس يهودي كان بالنسبة لي سهل جدا وليس بالجديد علي ولكن لكل رئيس طريقة عمل تختلف.فقد طبع في حياتي الكثير من التغيير". 

قرار صعب
واستمرت حديثها وقالت:" جاء السيد مرسي ابو مخ رئيسا للبلدية وحظيت بالعمل مديرة لمكتبة مدة سنة وثمناية اشهر كانت من اجمل وانشط ايام عملي .عملت فيها عن عشرة سنين مضت. اردت ان تعلو بباقة عاليا، فنشاطك ليس بجديد علي فانا اذكرك طالبا من اذكى وانشط الطلاب، واليوم انت رئيس بلد واشهد لك بالعمل المتواصل حتى ساعات الصباح. فمن غيري يعرف مدى المسؤولية الملقاة عليك كرئيس . فهده امانة وانت تحملها على اكمل وجه. رايت فيك الامل الصاعد لباقة فانت تكرس كل وقتك لبلدك وبحكم وظيفتي كنت اترجاك دائما ان تاخد ولو خمسة دقائق راحة او ان تاكل أي شيء ، وجوابك لي كان " بعدين بعدين ام حلمي". وتابعت قائلة:" اصعب ايام حياتي عندما دخلت لمكتبك ومعي القرار بالخروج للتقاعد.لم يكن سهل علي اخبارك بقراري لاني اعرف مدى تاثير هدا القرار عليك. فانا اشهد لك بانك احترمتني حتى اخر يوم في العمل وعندما خرجت للتقاعد كانوا يسالونك اين ام حلمي وجوابك كان خرجت لإجازة كي ترتاح وستعود، لكن والله يا مرسي ابو مخ اردت العمل معك حتى اخر يوم لأراك تزدهر ببلدك عاليا، فانا ارى باقتنا دائما في الاعلى وانت رئيسها، ولكني اؤمن بان على الانسان ان يغير وهو بالقمة، وهذا غريب في مجتمعنا. الخروج للتقاعد يجب ان يكون بمجتمعنا بجيل فوق الستين، والجميع يسألني مادا ستفعلين بالبيت، فاجيب وجوابي اوجهه لكل امراءة عامله، انا اليوم اعمل ربة بيت بوظيفة كاملة وام لاولادي وزوجة لزوجي وابنة تتواجد بجانب امها كل الوقت.عدت للقراءة والتعليم الاكاديمي، والعبادة والصلاة في وقتها بعد ان كانت تقضى، فعملي مدة واحد وعشرون سنة كان بالنسبة لي يوازي الخمسين سنة. ادامك الله لباقة لزوجتك الداعمة لك لاولادك ولاهلك فانت الرئيس المناسب في المكان المناسب". وقالت:" لربّما أستطيع أن ألخّص مسيرة عملي بعد خمسة وعشرين سنة خارج البيت بجملة أقولها بكل فخر: عطاء، إخلاص وانتماء! ولأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فإنه يسعدني أن أقدّم باقة من الورد المضمّخة بأجمل كلمات الشّكر، والتقدير والحبّ والعرفان لمن كان، وسيبقى بعون الله، رفيق الدّرب، وعمق القلب..زوجي ووالد أبنائي ورفيق مشواري. يقولون: وراء كلّ رجل عظيم امرأة عظيمة، أنا أقول: وراء كل امرأة عظيمة رجل مساند، محبّ، داعم. وهكذا أنت يا أبا حلمي..يا شريك العمر والحياة والإنجازات، فلك ولوالدي رحمه الله اهدي تكريمي هذا. باقة أخرى معبّقة بألوان الفرح، وكلمات الحبّ والشّكر لمن هم روح الحياة ونكهتها: أبنائي: نجوان حلمي، وفادي. لقد تحمّلتم بُعدي عنكم في عمركم الغضّ، ولكنّ الله عوّضني بكم أبناء بارين مسلّحين بحبّ الله وبحب النّاس وحبّ العطاء، والى امي الغالية اتمنى من الله ان عز وجل ان يمد الله في عمرك ويحماك ويحفظك لي ولاخوتي وان يمدنا الله بالقوة لنرجع لك ولو ذرة من وقفتك ومساندتك لنا، ولاعضاء البلديه الكرام اقول، شكرا لكم على مجهودكم، فانتم رسول المواطن في هده البلدية تكرسون الكثير من وقتكم لاجل باقتكم، افتخر واعتز بكم. ولا يفوتني أن أبعث أجمل كلمات الشكر لزميلاتي وزملائي، الموظفين والموظفات في بلدية باقة الغربيّة. سعدتُ بالفترة التي جمعتنا، بمشاقّها وفرحها وبلحظاتها الصّعبة، وذكرياتها الجميلة، أقول لكم: واصلوا طريق العطاء فأنتم من يقود بلدَنا الحبيب بسواعدكم وجهودكم تنهضون بها، واعملوا ولا تطلبوا المقابل".

مقالات متعلقة

.