سهير سلمان منيّر خبيرة غذاء وطب بديل:
حمية حوض البحر المتوسط المحتوية على الاحماض الذهنية أوميجا 3 الموجودة في الاسماك تنشط الذاكرة
تناول التونة أو أنواع أخرى من السمك الغني بالزيوت يترك آثاراً وقائية من فقدان الذاكرة أو الجلطات الدماغية
يختلف الناس حول طعام الأسماك على أنواعه بين مقبل وبين مدبر عنه لكنه يبقى محط إجماع الباحثين بأنه وجبة غذاء مفيدة. وتظهر دراسة حديثة أن حمية حوض البحر المتوسط ، المحتوية على الاحماض الذهنية أوميجا 3 الموجودة في الاسماك تنشط الذاكرة سيما إذا تجنبنا الدهون المشبعة واللحوم والألبان. تدلل دراسات علمية أن السمك يحمي من الخرف أيضا. الدراسة التي شملت 3600 رجل وامرأة (65 عاماً على ألأقل) أظهرت أن الذين يتناولون التونة أو أسماكاً أخرى غنية بالأحماض الذهنية من نوع أوميغا-3 ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل انخفضت لديهم مخاطر الإصابة في أنسجة بالدماغ المسؤولة عن الخرف وكذلك الجلطات الدماغية بنسبة 26 % مقارنة مع الأشخاص الذين لا يتناولون بانتظام هذا النوع من السمك. بعد خمس سنوات تم إجراء نفس الفحوصات مجدداً، وكان من الواضح أن تناول التونة أو أنواع أخرى من السمك الغني بالزيوت يترك آثاراً وقائية من فقدان الذاكرة أو الجلطات الدماغية، إلا أن هذه الآثار المفيدة لم تسجل لدى الأشخاص الذين يتناولون السمك المقلي بانتظام وهذا ما أكدته دراسات أخرى.
سهير سلمان منيّر خبيرة غذاء وطب بديل
وكانت دراسات أخرى قد أظهرت في السابق أن أحماض أوميغا-3 لها خصائص أخرى مضادة لالتهابات وأنها مرتبطة بخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب. وإلى جانب التونة يمكن الحصول على كميات من الأحماض الذهنية في سمك السلمون والسردين والأنشوجة والرنجة وفي أغذية أخرى مثل الجوز. لا شك أن هناك الكثير من الأغذية التي تحافظ على سلامة قلبك وجهازك العصبي من الأمراض ومن بين هذه الأطعمة تلك التي تحتوي على الأحماض الذهنية الغنية بــ"اوميجا-3" وذلك لأنها تساعد على منع الالتهابات وتخثر الدم وتخفض أيضاً مستوى الكولسترول والدهون الأخرى في ألدم وتخفض ضغط الدم وتخفف من سرعة تراكم الدهون في الشرايين وبالتالي تحافظ على انتظام عمل القلب.
ومعروف أن "أوميجا 3" لها علاقة مباشرة بارتفاع نسبة الذكاء والتركيز لدى الإنسان لذلك فهي غذاء مهم جداً للدماغ. كما أنها تلعب دوراً أساسياً في علاج الجلطات ومنع الإصابة بها حيث إنها تقلل من لزوجة الدم وتمنع ترسب الكولسترول علي جدار الأوعية الدموية وبالتالي تقلل نسبة حدوث ألجلطات وتمنع أيضاً انسداد الشرايين.
وللحصول على "اوميجا3 " يمكنك تناول الأطعمة الغنية بهذه المادة مثل أسماك التونة والسلمون والسردين. اما بالنسبة للحوم الحمراء التي تزود الجسم بأهم الأحماض الأمينية والفيتامينات مثل(أ) و(د) و(ب) المركب والأملاح المعدنية مثل الحديد والنحاس والزنك والسلينيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور، فهذه كلها تساعد على تقوية الجهاز المناعي والعظام بالإضافة إلى أنها تمد الجسم بطاقة حرارية أكبر من التي يعطيها نفس الوزن من اللحوم ألبيضاء (الأسماك والدواجن)، كما أنها أكثر غنى بالحديد، إلا أن اللحوم البيضاء أسرع هضما وأكثر ملاءمة.
ورغم هذه الفوائد يحذر الخبراء من أضرار الإفراط في تناول اللحوم الحمراء لاحتوائها على كمية كبيرة من الدهون الضارة قد تؤدي عند البعض إلى ارتفاع نسبة دهون الدم مع إرهاق للكبد وتراكم الدهون عليه. كما أن زيادة كمية البروتينات تعتبر عبئا زائدا على الكلى مما يقلل من وظيفتها للتخلص من السموم الناتجة عن تحلل البروتين وأهمها حمض اليوريك الذي تزيد نسبته في الدم مما يتسبب في مرض النقرس. هذا بالإضافة إلى خطورة ارتفاع نسبة دهون الدم على شرايين المخ والشرايين التاجية للقلب فيما يعرف بمرض تصلب الشرايين.
موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net