الحاجم ام عقبة –زوجة سعيد ابو شرقية:
الوجع لا يؤلم الا صاحبه وللاسف الشديد في وسطنا العربي حين يهدم البيت تأتي الجماهير وكأنها تأتي لبيوت الاجر ثلاثة ايام ومن ثم تختفي ويبقى الالم لاصحاب البيوت
عايدة توما سليمان مديرة جمعية نساء ضد العنف:
من هنا يجب ان يتحول يوم الارض الى يوم الارض ويوم المسكن وما بقي لنا ان نحارب من اجله هو البيت والمسكن في معركة البقاء والوجود
"نحن نموت كل يوم مائة مرة ولا أحد يواسنا بعد ثلاثة ايام من إقامة بيت الاجر بعد عملية الهدم"، هذا ما قالته الحاجة أم عقبة زوجة سعيد ابو شرقية من بلدة عرعرة والذي تعرض بيتهم للهدم قبل عدة اشهر بحجة البناء الغير مرخص علما الى أن البيت بُني قبل اكثر من خمسين عاما. هذا، وجاءت اقوال الحاجة أم عقبة ابو شرقية خلال مداخلتها بإستعراض معاناة العائلة على خلفية عملية الهدم خلال مشاركتها في ندوة نساء يبحثن العام والخاص في تجربة هدم البيوت، تحت عنوان "أصوات وتجارب النساء"، والتي اقيمت في عرعرة -وادي عارة بتنظيم من جمعية نساء ضد العنف بالتعاون مع جمعية البير والمركز العربي للتخطيط البديل.
وقالت الحاجة أم عقبة ابو شرقية في مداخلتها الى أن العائلة حتى اليوم تشعر بالمعاناة والالم رغم أن معنوياتها جدا عالية، وقالت:"الوجع لا يؤلم الا صاحبه وللاسف الشديد في وسطنا العربي حين يهدم البيت تأتي الجماهير وكأنها تأتي لبيوت الاجر ثلاثة ايام ومن ثم تختفي ويبقى الالم لاصحاب البيوت، نحن نموت كل يوم مائة موته دون أن يشعر بنا اي احد، ومن يهدم بيته لا فرق بينه وبين احد يموت نعم من يهدم بيته فهو يموت في ظل الشعور بأن لا احد يقف الى جانبه، وهذا هو الواقع وانا لي الفخر أن اقول أن سلاحنا هو فقط العلم، لان هذا هو سر النجاح في هذه المعركة نعم إن التعليم هو اساس نجاحنا".
معركة الحفاظ
أما عايدة توما سليمان، مديرة جمعية نساء ضد العنف، اكدت الى ضرورة مشاركة النساء في معركة الوجود وفي النضال للحفاظ على البيت والمسكن مشيرة الى ان المعركة تحولت من معركة الحفاظ على الارض الى معركة الحفاظ على المسكن، وقالت :"من هنا يجب ان يتحول يوم الارض الى يوم الارض ويوم المسكن، حيث انه لم يبق لا الارض إلا القليل في النقب وما بقي لنا ان نحارب من اجله هو البيت والمسكن في معركة البقاء والوجود".
توعية وتثقيف النساء
سمية شرقاوي مديرة جمعية البير عرعرة قدمت كلمة البلد المضيف مشيرة الى انه الفخر والاعتزاز لجمعية البير أن تحتضن مثل هذه الندوة والتي لها انعكاسات في منح الفرص لتعزيز دور النساء في معركة البقاء ومعركة الحفاظ على الارض والمسكن مشيرة الى اهمية استمرار مثل هذه الندوات والامسيات لما فيها فائدة توعية وتثقيف لجمهور النساء في ذكرى يوم الارض ودورهن في معركة الحفاظ على الارض .
قضايا الارض والمسكن
هذا وشملت الندوة على مجموعة غنية من المداخلات والمحاضرات برز منها، محاضرة "خصوصية التخطيط والبناء في بلداتنا العربية" قدمتها مخططة مدن عناية بنا – جريس ممثلة المركز العربي للتخطيط البديل، ومحاضرة اخرى حملت عنوان "أهمية البيت وتأثير فقدانه على العائلات الفلسطينية في القدس" قدمتها د. سناء خشيبون، ومداخلات حملت عنوان التجربة بأصوات النساء مناضلات يشاركننا واقعهن وشاركن فيها سهاد يونس من عرعرة، ونزهة أبو شرقية من عرعرة، وسلام أبو شرقيه من عرعرة، هذا واكدن النساء المشاركات في الندوة في ختامها الى انه يتوجب اشراك النساء في قضايا الارض والمسكن وأن يكن حاضرات خصوصا لدورهن الفاعل في التضامن والنضال.