صحيفة"يسرائيل هيوم":
ثمن انهيار المفاوضات وفشل ما بات يعرف اسرائيليا بـ "صفقة بولارد" سيكون أمنيا
تبعات امكانية انهيار المفاوضات على المصالح الامنية الاسرائيلية سيكون اشد خطراً من الثمن الذي ستدفعه من موافقتها على صفقة بولارد
ما اتخذه الرئيس عباس من خطوة بالتوجه للمنظمات الدولية جاء نتيجة للضغوط التي تعرّض لها من قبل القيادة الفلسطينية التي طالبته بإتخاذ موقف اكثر صلابة تجاه اسرائيل
نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" تحليلا يرى أن ثمن انهيار المفاوضات وفشل ما بات يعرف اسرائيليا بـ "صفقة بولارد" سيكون أمنيا. ونشرت الصحيفة تحليلاً للكاتب يوآف ليمور يوازن فيه بين الثمن الذي ستدفعه اسرائيل مقابل انهيار المفاوضات. ويرى الكاتب أن الاجهزة الامنية في اسرائيل وبينها الشاباك حذرون في إعطاء هذه التقديرات بشكل علني، حتى لا يفسّر الموضوع انه تدخل بالشؤون السياسية، ولكنّ من خلف الكواليس إجماع على أن "تبعات امكانية انهيار المفاوضات على المصالح الامنية الاسرائيلية سيكون اشد خطراً من الثمن الذي ستدفعه من موافقتها على صفقة بولارد".
ويعتبر الكاتب ان التقديرات الاسرائيلية الأمنية تشير الى أن الفلسطينيين لا يرغبون في وقف المفاوضات، وفق الكاتب. وحسب الكاتب، فإن ما اتخذه الرئيس محمود عباس من خطوة بالتوجه للمنظمات الدولية جاء نتيجة للضغوط التي تعرّض لها من قبل القيادة الفلسطينية التي طالبته بإتخاذ موقف اكثر صلابة تجاه اسرائيل.
ويقول الكتاب إن سبب قرار تحرك الفلسطينيين دوليا جاء بسبب قضية الاسرى، وهي الاكثر حساسية بالنسبة للفلسطينيين وتحظى بإجماع حيث يرى ابومازن في تحقيق هذا المطلب مكسباً مزدوجاً، فمن جهة فإن إتمام إطلاق سراح الاسرى القدامى ومعهم اسرى من الداخل هو مكسب عجز حتى الرئيس الراحل ياسر عرفات عن تحقيقه، ومن جهة اخرى فإن إطلاق سراح مئات الاسرى الاضافيين، هي نقطة اخرى ستسجل لصالح ابو مازن.
ووفق الكاتب، فإن السلطات المعنية في اسرائيل تعمل حالياً على بلورة قائمة الاسرى وتشمل صغار السن والنساء والذين لم يتبق من محكومياتهم اكثر من سنة. وتعتبر الاجهزة الامنية في اسرائيل ان "خطورة إطلاق سراح قدامى الاسرى هامشي"، وفق الكاتب الذي اعتبر ان حجج اسرائيل الامنية في ذلك "تافهة". ويرى الكاتب ان الخوف الرئيسي لدى اسرائيل هو"القطيعة الأمنية مع الفلسطينيين وتصاعد اعمال العنف، وان الامر سيتعدى المس شرعية اسرائيل الى تقييد قدرتها على العمل". واختتم الكاتب نقلاً عن "مصدر امني اسرائيلي كبير" قوله "حالياً فإن المسألة هي سياسية - دبلوماسية، اما في حال انهيار الصفقة، فإن المسألة ستصبح أمنية بحتة".