النائب ابراهيم صرصور:
التعاطف الفلسطيني مع أسرانا في الداخل أمر طبيعي ، ولسنا نحن من يتنكر لأهمية هذا التعاطف
وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن مكتب النائب الشيخ ابراهيم صرصور، جاء فيه ما يلي: "أدان النائب إبراهيم صرصور رئيس القائمة العربية الموحدة / الحركة الإسلامية ، قرار الحكومة الإسرائيلية عدمَ إطلاق سراح دفعة الأسرى الرابعة والتي تشمل من تبقى من أسرى ما قبل أوسلو بما في ذلك أسرى الداخل الأربع عشر أسيرا الذي يقضون مددا تجاوزت الثلاثة عقود في السجون الإسرائيلية، معتبرا: "(وقاحة حكومة إسرائيل) في تنصلها من التزامها بهذا الشأن ، أكبر دليل وأصدق شاهد على أنها لن تنفذ ما يتم الإتفاق عليها ما لم تتعرض لضغوط حقيقية من المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى نيتها المراوغة الدائمة والمستمرة ما دامت تشعر أنها بمأمن عن أن تصل إليها يد العدالة الدولية القادرة على فرض إرادتها عليها ، وإجبارها على الانصياع للشرعية الدولية حفظا للأمن والاستقرار الدوليين" " كما جاء في البيان.
وتابع البيان " وقال: "لقد بات واضحا صحة ما ذهب إليه عميد الأسرى كريم يونس منذ بداية المفاوضات من ضرورة أن يكون الإفراج عن الأسرى وخصوصا أسرى الداخل شرطا للمفاوضات وليس نتيجة من نتائجه ، أو على الأقل ما دام تم الإتفاق على الإفراج عن الأسرى في دفعات ، أن يتم شمل أسرى الداخل في الدفعات الثلاث الأولى ، تجنبا لحيل إسرائيل ومناوراتها الخبيثة التي اكتوى بها الفلسطينيون على إمتداد سنوات التفاوض منذ أوسلو وحتى الآن . هذا بالإضافة إلى تحذيره منذ البداية من أن يتحول ملف الأسرى بسبب غياب الفعل الفلسطيني المؤثر على إيقاع دفعات الإفراج من حيث عدد الأسرى وأسمائهم ، إلى أداة ابتزاز بيد الحكومة الإسرائيلية ، وهذا ما تم فعلا بالرغم من مخالفته لما تم الاتفاق عليه برعاية أمريكية" " كما جاء في البيان.
مفاوضات
وأردف البيان " وأضاف قائلا: "إلغاء ( كيري ) للقاء مع ( أبو مازن ) بسبب انه لم يحمل شيئا ذا بال من ( نتنياهو ) بخصوص الأسرى ، والإجتماع الصاخب الذي جمع الوفد الفلسطيني برئاسة الدكتور صائب عريقات، والإسرائيلي برئاسة الشمطاء (ليفني)، والذي وصل فيه الخلاف إلى حد الشتائم على حد ما رشح من بعض المصادر الإعلامية ، لدليل جديد على أن (ملة الكفر واحدة) كما يقال، وأنه لا فرق عند الوصول إلى منعطفات حادة في المفاوضات ، ما بين يمين ووسط في الخريطة السياسية الإسرائيلية ، بل لربما كان موقف المهجنين من ساسة إسرائيل ك ( ليفني ) أشد شراسة من اليمين المتطرف، وإن تسلحت بخطاب أكثر ليونة ولسانا أكثر عذوبة في بعض الأحيان . من كان يظن أن أمريكا قادرة على إلزام إسرائيل بتنفيذ ما لا تريده ، فهو مخطئ حتما ، فمن يحاول أن يتغطى بلحاف الإدارة الأمريكية انكشفت عورته . أعرف أنه ليس أمام القيادة الفلسطينية خيارات كثيرة ، ولن يكون قرار القيادة الفلسطينية – وبنظرة موضوعية - الانضمام إلى 15 معاهدة ومنظمة دولية ، بالأمر الذي يمكن ان يحرك ساكنا في إسرائيل ما دامت آمنة من أن تطالها يد العدالة الدولية ، أو أن تتعرض لعقوبات من هيئات الأمم المتحدة ، لكن لا بد من إستراتيجية جديدة نستطيع من خلال قلب قواعد اللعبة مهما كانت المخاطر" " كما جاء في البيان.
أهمية التعاطف مع الأسرى
وتابع البيان "وأشار إلى أن : "التعاطف الفلسطيني مع أسرانا في الداخل أمر طبيعي ، ولسنا نحن من يتنكر لأهمية هذا التعاطف. لكن هذا التعاطف لن يصل إلى قلوب أمهات الأسرى كريم يونس وماهر يونس ووليد دقة وابراهيم بيادسة وسمير سرساوي ورشدي أبو مخ ومحمد عثمان جبارين وأحمد أبو جابر وبشير عبدالله والأخوين ( محمد وابراهيم ) اغبارية ويحيى اغبارية وسليمان جبارين ، وزوجات وأبناء وبنات من تركوا وراءهم أسرا عند اعتقالهم ... قلبي من الأمهات والآباء والزوجات والأبناء والبنات في هذه اللحظات العصيبة التي قربتهم إلى لحظة معانقة أبنائهم بعد طول غياب ، ثم باعدت بينهم من جديد لتكون خيبة الأمل المزلزل والذي أخشى ألا تحتمله بعض الأمهات اللواتي صارحنني بأن أعظم ما يتمنين في هذا الجيل المتقدم ، معانقة أبنائهن لمرة واحدة ثم ليكن بعدها قدر الله ... أي تعاطف يمكن أن يعزي هؤلاء العمالقة ممن عرف التضحية فقط على مدى عقود ، فلما جاءت الفرصة ، جاءت معها خيبة الأمل مرة أخرى لتضاف إلى خيبات الأمل منذ اتفاق أسلو قبل أكثر من عشرين عاما وحتى الآن" "كما جاء في البيان.
لم الشمل
واختتم البيان "وأكد النائب صرصور على : " ضرورة سعي القيادة الفلسطينية إلى العمل الجدي للم الشمل والالتقاء مع كل إخوة الوطن وخصوصا ( حماس ) على القواسم الوطنية المشتركة بعيدا عن ( فيتو ) أمريكا وإسرائيل ، على قاعدة المشروع الوطني المنحاز تماما إلى ثوابت الشعب وحقه في المقاومة بكل الطرق المشروعة حتى كنس الاحتلال وإنجاز الاستقلال ، وإلى تبني سياسة الحياد في قضايا الخلاف العربية وخصوصا المصرية حيث لن يؤدي الاستمرار في دعم الانقلاب المجرم الذي يقوده ( السيسي ) إلا إلى مزيد من التعقيدات على الساحة الفلسطينية ، وإلى التمسك ، رغم المرارة التي لا يمكن تجاهلها ، إلى التمسك بالإفراج عن أسرى الدفعة الرابعة ، وحشد الضغوط لإجبار إسرائيل على تنفيذ الاتفاقية الخاصة بهذا الشأن ، وأهمية الاستمرار في نهج التوجه إلى المجتمع الدولي لتعزيز فلسطين كدولة مستقلة معترف بها دوليًا، ونقل القضية من مسار مفاوضات ثنائية عبثية يحكمها توازن القوى المائل لصالح إسرائيل ، إلى الساحة الدولية ، التي تحكمها القرارات والشرعية الدولية ، في الحد الأدنى ، وإن كانت ثقتنا في هذه المؤسسات تكاد تكون معدومة". هذا، ودعا إلى حالة إستنفار شعبية في المجتمع العربي دعما وإسنادا لهذه القضية ، يتم الاتفاق على فصولها في إجتماع واسع يضم كل الفعاليات الشعبية والرسمية ، الأمر الذي يُعتبر ضروريا لزيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية ، وإيصال رسالة الجماهير العربية بأن صبر هذه الجماهير حيال التمييز العنصري ضد أسرانا يكاد ينفذ" بحسب ما جاء في البيان..