الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:02

وطنٌ استثنائي ..في مواجهة عدوّ غير طبيعيّ/ بقلم: عبد عنبتاوي

كل العرب
نُشر: 10/04/14 14:43,  حُتلن: 16:03

عبد عنبتاوي  في مقاله:

لنرتقي الى مستوى وطننا ولنرتفع الى مستوى التحدّي

يجب أن نكون شعباً لا قبائِل او تحالف طوائف أو مَذاهب إذا اردنا أن ننتصر في هذه المعركة

نملك أحد أجمل وأرقى الأوطان وعلى شاكِلة هذا الوطن ينبغي أن يكون الإنسان وإذا كان الولاء للوطن هو الدين فنحن من اكثر وأشدّ المُتديِّنين

ها نحن نلتقي اليوم ، مرة اُخرى ، في ذكرى يوم الارض الخالد ، كمناسبة وطنية وحدوية كفاحية ، ولكن ليس كباقي المرَّات ..فهذه المناسبة ، اليوم بالذات ، تضعنا جميعاً أمام امتحان المسؤولية الوطنية والتاريخية في مواجهة المخاطر الوجودية ،والتي تتجاوز القضايا الحقوقية.. لن نقول ، هنا والآن ، كما قُلنا مِراراً وتكراراً ، إننا في ظروف استثنائية ، فيبدو أن كلَّ حياتنا استثنائية ، لأننا نعيش ونحيا في وطنٍ استثنائيّ ، وفي مواجهة عدوّ غير طبيعيّ ..!؟ فلم نأْتِ ، الآن وهنا ، لنقول كلاماً أو خِطاباً ، إنما لنؤكد موقفاً ونُوصل رسالةً ، وأيُّ رسالة ؟!

فنحن لسنا مُحايدين ، في أي شئ ومن أيّ شئ ، لا هنا ولا هُناك ، لا الآن ولا غداً ، لا سيّما في معركة الوجود والتطوُّر على أرض وطننا ، معركة لا تستثني أحداً ولا حَياد فيها ..
كما أننا نعلن اليوم ، ومن هنا ، من جليل الحياة ، أننا قد تجاوزنا معركة البقاء في الوطن ، بالرغم من كل شئ ، وعلى الرغم من كل المُخططات والمشاريع الاسرائيلية ، وبتنا على أعتاب تأكيد الوجود في الوطن ، وعلى مَشارف معركة ماهيَّة الوجود والمستقبل الذي نريد في وطننا ، أحياء واحرار ..

ولم نَصِل الى هذه المعركة صُدْفَة ، ولكن أيضاً هي ليست مَضمونَة النتائج ، إذا لم نتحلَّ بأقصى دَرجات الوحدة الوطنية الحقيقية ، وليست القَطيعية ، وبعزيمة وإرادة الإصرار على الحرية والتحدّي والحياة ، وبوعي المُدْرِكين لمعنى وقيمة وجودهم ..
فلا ضَيْر أن نختلِف وأن نتبايَن ، سياسياً وفكرياً ، حدّ التناقض ، بل الاختلاف والتبايُن شرط من شروط الأحياء .. لكن شَتَّان ما بين هذا وبين الرُّكود الجَمْعيّ والعصبيّة القبليّة في الإنتماءات والوَلاءات والعقائد ، العائلية والطائفية والمَذهبية وحتى الحزبية ، لأنها مِن سِمات الاموات ..

ويجب أن نكون شعباً ، لا قبائِل او تحالف طوائف أو مَذاهب ، إذا اردنا أن ننتصر في هذه المعركة .. وعلينا أن نرتقي الى مُستوى هذا الوطن ، بتضاريسِه وجماله وقيمته ومعناه .. فنحن نملك أحد أجمل وأرقى الأوطان ، وعلى شاكِلة هذا الوطن ينبغي أن يكون الإنسان .. وإذا كان الولاء للوطن هو الدين ، فنحن من اكثر وأشدّ المُتديِّنين .. ونحن لا نُحيي هذه المناسبة ، للتوقُّف عند الماضي والوقوف على الأطلال ، ولا إحياء ذكرى شهداء يوم الارض فحسب ، أنما لنستمِدّ من شهداء يوم الارض ، الذين رَصفوا لنا الطريق نحو المستقبل بدمائهم ، لا ليموتوا بل لنحيا ، معنى الحياة ، ولنشحذ الطاقات والِهِمَم في صناعة المستقبل ومَعركة الحياة ..

ولا يُحرِّر الأوْطان ويبنيها إلاّ الأحرار، وأسْرانا في غياهِب السُّجون الإسرائيلية ، وهم "الشهداء الأحياء " ، أكثر حرية من سَجّانيهم ، ويجب أن يُطْلَق سراحهم ، كأحرار لا كشهداء ، ليعلِّمونا معنى الحرية .. وبما أن المعركة على الارض هي معركة على الوجود ، وعلى طبيعة المستقبل ، فإنها إذاً ليست معركة موسمية أو فصلية ، إنما هي معركة يومية .. إنها معركة لا تحتمِل الحَياد ولا " ترف" الايديولوجيات ، وينبغي ألاّ تُخاض بعقلية القَبائل والإرتجالات ، فهي معركتنا جميعاً ومعاً ، فردياً وجماعياً ، لأنها لا تستثني أحَداً .. وفي هذه المعركة ليس أمامنا إلاّ الإنتصار او الانْدِثار ، فإمَّا أن نكون أو نكون ، فلا خيار أمامنا ، إنه قرار الحياة والأحياء ، نُطلِقه جِهاراً ، من هنا والآن ..!؟

*نصّ كلمة عريف المهرجان المركزي في ذكرى يوم الارض الخالد ، في قرية عرابة الجليلية ، يوم الاحد 30.03.2014، يشمل النصّ المكتوب والإرتجالي والتأْخير النسبيّ في نشر هذا النصّ لا يتأتّى من باب الصُدفة

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة

.