الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

دعونا نكره بعض/بقلم:محمد مصطفى شحادة

كل العرب
نُشر: 15/04/14 19:17,  حُتلن: 08:26

يتكلم الواحد منا ما يحسه فيكذبونه، ويتكلم ما لا يشبهه فيصدقونه، يتكلم بصراحة فالطرف الاخر يكرهه، يتكلم كلام مفبرك فالطرف الاخر يحبه، وهكذا بعضنا لا يحب البعض، غير مستعد لتحمله، ولا يسعى لتصفية نيته، فدعونا نكره بعضنا بأصول بقوانين واحكام ..
دائما نسمع قوانين واحكام للصداقة، للصلح، للتقرب من بعض، لمشاركة العيش، ولتنمية الاخلاق، ولكن تبقى محض احكام عقيمة النتائج وقوانين بالية الموضوعية ودساتير مكتوبة بوحل التراب .. فيجب تصريح واصدار وسن قوانين الكره ودساتير العداوة واحكام التسلط، ثم نشرها وتطبيقها لعل الناس تلتزم بالأخلاق والحب والمثاليات، لأنك في مجتمع اطلب منهم امرا ما وسيحققون لك نقيضه وليس نظيره ..

السماء تنطفئ من الضوء ليلا ثم تعود وتنير ضلالها الشمس، الشجرة في كل عام تخلع لباسها ثم تعود وتكسو جسدها بلحافها الاخضر، والنهر نصف الفصول تجف دماءه ثم يعود ليتفجر منه لمعان ازرق، حتى الارض تقحلل من ابناءها الملونة ولكن تعود لترتدي احفادها الذي كل منهم له لونه فيشكلون لوحة الارض الفنية.. من قال ان التعري، التجرد، الانطفاء والاختباء كلمات سلبية، من منا انتظر الكلمات التي تأتي بعد كل منها، لو لم تكن تلك الاحداث لما وصلنا الى مجسم الاخلاق الموضوع في مخزن الحياة نستغله وقت اللزوم ..
لماذا ننظر الى الاخرين كعباد لدين دنيانا! او لماذا نصقل في افكارنا شوائب الحياة! او لماذا ندنوا بأرجلنا الى بئر مياه المجاري بدلا من بئر مياه الحياة، مياه الحب، ومياه الدين.. كم مرة انتقدنا جليسنا في الديوان وكم مرة بالمقابلة شجعنا شظايا روحه المعلقة بكلمة تشجيع منا، بكلمة واحدة تغير تعابير كافة انحاء جسده..
ننفر من نجاح غيرنا ولا نعترف به, نضحك من تصرفات غيرنا المبكية، ونتمرجل في المواقف التي فيها الرجولة وعدمها بكفتان متساويتان في ذات الميزان، نتلذذ بسماع خبر سيء عن غيرنا، وتثير شهوتنا مجسمات نساء مصطنعة، وتذبل اغيننا وترهقنا اخبار ابراجنا الخيالية..
قفوا قليلا! مهلا! بالتروي! أهذا العداء هو اقصى ما تريدونه انتم! هذا اللئم هو اسمى صفاتكم! وتلك النرجسية باتت غذاء تصرفاتكم! وذلك الفجور بات رداء لاجسادكم! حسنا هذا ما تريدونه ولن تخيب آمالك، لأن ما تريدونه هو الواقع وهو التحصيل الحاصل وهو ما نراه يتفاقم ويفيض، ما تريدونه هو السائد وهو المسيطر وهو الوحش الكاسر، لكم القوة ولكم التقدير ولكم الاحترام لأن ما تريدونه تعملون عليه بحرفية وتُنمّونه لتزيدون من نتائجه بعنجهية. ابقوا كما انتم فانتم كالذي يحفر حفرة من اسفل الارض الى الاعلى ثم يدمل نفسه بنفسه .

*طمرة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة

.