يقوم الجيش بدور فاعل في بناء دولة المستوطنين فهو لم يعد منذ زمن بعيد جهازا محايدا يحافظ على امننا وانما أصبح شريكا كاملا ومتحمسا ليس لتعزيز الاحتلال فحسب وانما لتعميقه وتوسيعه
كتب ابيعاد كلينبرغ في "يديعوت احرونوت" ان "السياسة الحقيقية للجيش الاسرائيلي لا تنعكس في الجنرالات الطموحين الذين يغمزون نحو القيادة السياسية قبل خلعهم للبزة العسكرية، وانما في تحويل جيش الدفاع عن اسرائيل الى اداة بأيدي الايديولوجية الاستيطانية". وفي تناوله لقرار وزير الامن يعلون الاخير ضم 984 دونما من اراضي الفلسطينيين الى المستوطنات، قال الكاتب ان هذا القرار يعني اضافة 984 ماعز على طريق قيام دولة ثنائية القومية. ويقول ان الجيش الاسرائيلي ضم منذ الثمانينيات والتسعينيات، قرابة مليون دونم من الأراضي الفلسطينية، "طبعا من أجل امننا". ومنذ اللحظة التي يتم فيها الضم تصبح هذه الأراضي يهودية، لأن دولة اسرائيل معدة لليهود، اما الفلسطينيين فيسمح لهم بالعيش في حالة فقر على اراض يمكنهم الاثبات على رؤوس الاشهاد بأنها بملكيتهم الخاصة.
وأضاف: "يشمل الضم الأخير تبييض بؤرة "نتيف أفوت" التي اقيمت في عام 2012، ويعيش فيها زئيف حفير، من قادة المستوطنين. وقد اقيمت هذه البؤرة على اراضي الفلسطينيين الخاصة، الا ان كل محاولاتهم لانقاذها من الضم باءت بالفشل. والطريقة المتبعة هي ذات الطريقة الاسرائيلية المعهودة والتي يقول الكاتب انها تذكر بمثل الذئب والحمل، فالذئب يبلغ الحمل انه سيفترسه، بادعاء انه مس به قبل شهر، لكن الحمل يقول انه ولد قبل أسبوع فقط، فيرد الذئب: ان لم تكن انت فأخيك، فيقول الحمل: ولكنني وحيد ولا اخ لي، وعندها يعلن الذئب ان ذنب الحمل هو أنه (الذئب) جائع ويحب لحم الحمل. وهكذا فعندما تحب الدولة و"زامبش" (زئيف حفير) التهام الأراضي فانه لن تطول الأيام حتى تصل الى البطن المنفوخة للمشروع الاستيطاني". ويضيف: "في إسرائيل تطورت صناعة "غير القانوني" تحت ستار القانون. فظاهريا يبدو ان تجري في المناطق المحالة اجراءات قانونية، لكن المقصود، عمليا، نشاطات كبيرة للاستيلاء على الاراضي وضمها بتعاون من قبل الجهاز القضائي. فالجهاز القضائي يتقبل الادعاءات الكاذبة التي يتم طرحها لتبرير الضم، وفي نهاية الأمر تصادق على ما تم وتشرعه بختمها. والى جانب الجهاز القضائي يقوم الجيش بدور فاعل في بناء دولة المستوطنين، فهو لم يعد منذ زمن بعيد جهازا محايدا يحافظ على امننا، وانما أصبح شريكا كاملا ومتحمسا ليس لتعزيز الاحتلال فحسب وانما لتعميقه وتوسيعه.